د. عبداللطيف محمد الصريخ / زاوية مستقيمة / الاستقطاب والانتخاب

تصغير
تكبير
هو جيد ولكنه (حَدَسي)، طرحه يعجبني لولا أنه (سلفي)، كم تمنيت ألا يكون (ليبراليا) فهو خامة نادرة، صحيح أنه عقلاني ولكنه (شيعي) في النهاية، مهما قالوا أو فعلوا فهم (وهابيون)، صحيح أنه متعلم ولكنه (بدوي) أولا وآخرا...

ما ذكرته أعلاه جزء من حوارات بعضنا حول تقييم المرشحين أيام الانتخابات، وهو ببساطة (تنميط) للبشر، من خلال وضعهم في قوالب جاهزة مسبقا، ليسهل التعامل معها سلبا أو إيجابا، ارتكازا على سيكولوجية الجماهير التي تبحث عن (الجنك فود) في عصر السرعة!

الجماهير ليس لديها وقت للبحث والتنقيب، ولا تمتلك سعة الصدر الكافية لاستقراء المواقف كل على حدة، بل تجد أنه من المتعب أن تستطلع ملايين الأطياف المرئية، فتكتفي بالأسود والأبيض، وقد تتطور قليلا لتشمل ألوان الطيف السبعة المعروفة.

إن الاستقطاب أو تنميط الآخرين ليس خطأً فحسب، بل هو خطيئة وظلم، نلغي فيها الإنسان من خلال (الاختزال) في مجموعة من الصفات، لنريحَ عقولنا من البحث عن الحقيقة، ذلك الاختزال الذي يوفر لنا في المقابل سلوكيات مناسبة لكل نمط أو قالب.

(الاستقطاب) أو (التنميط) أو (الاختزال) أفكار استعارها السياسيون من أرباب المال، حيث السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، فإن جاز لأرباب المال والصناعة استخدام ذلك بغرض البحوث التسويقية، ولخدمة البشرية، فلا يجوز لأهل السياسة والمهتمين بها وممارسيها أن ينتهجوا النموذج التسويقي نفسه، سواء كان لمصلحتهم أو ضربا لخصومهم.

يقول الله عز وجل في شأن معاملة الناس بخصوصيتهم كل على حدة، لا كجماعات مقولبة تحمل الصفات نفسها «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين».





د. عبداللطيف الصريخ

كاتب كويتي

Twitter: @Dralsuraikh
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي