أقولها من الآن وأمام الملأ بأن أي مرشح يحاول إحراجي بطلب الصوت فقد حجب صوتي عنه تلقائيا من دون تردد.
أقول هذا الكلام ليعلم كل مرشح أن سيف الحياء لم يعد مجديا معي، وقد منحني الله عقلا أستطيع من خلاله أن أختار المرشح المناسب للمرحلة السياسية المقبلة، فمصلحة الوطن ومستقبل الأجيال أهم وأولى من تطييب الخواطر.
أمامك أيها المرشح طرق كثيرة لإقناعي باختيارك لتمثيلي في مجلس الأمة، عدا الجينات المشتركة بيننا، أو أنك تصلي معي في المسجد نفسه، أو دراستنا في فصل قاعة واحد يوما من الأيام، أو كان بيننا (عيش وملح) مهما قلّ أو كثر.
قد تكون جيدا أيها المرشح في المقياس العام، ولكنك (جيم أوفر)، لم تعد تصلح للمرحلة المقبلة، ولذا أنصحك بإتاحة الفرصة لغيرك ممن تراهم من المخلصين، تجديدا للدماء وتغييرا للوجوه، إن كان همك مصلحة الوطن.
قد تكون ممتازا أيها المرشح في جوانب عدة، ولكن حظوظك الانتخابية ضئيلة حسب قراءتي للساحة، ولذا فقد أحجب عنك صوتي لأعطيه لمرشح أقل منك كفاءة، منعا لوصول مرشح أعلم علم اليقين فساده من تجارب سابقة، فالمسألة اجتهاد قائم على جلب المصالح ودرء المفاسد، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.
ولا يغرنك أيها المرشح كلام الناس في وجهك، فتلك المجاملات لا وزن لها في العملية الانتخابية، ودعك من خداع ذاتك وإيهام الآخرين بأنك اختيار الناخبين الأول في الدائرة، اترك ذلك للصناديق لتقول كلمتها الفصل كي لا تحرج نفسك.
أعلم أن ما سطرته أعلاه قد يضايق بعض المرشحين ممن تربطني بهم علاقات قوية، فمنهم الصديق، ومنهم الزميل، ومنهم الأخ القريب جدا، ومنهم الجار، ومنهم من جمعتني بهم ديوانيات ومخيمات وملتقيات، ولكن ليعلم كل أولئك أنهم عندما قرروا ترشيح أنفسهم لم يستشيروني في ذلك، ولم يكن رأيي مهما لديهم ابتداء.
أسأل الله عز وجل التوفيق لجميع المرشحين، وأن يقيض للكويت نوابا قادرين على حمل أمانة المستقبل، الذي ننتظره بشغف.
د. عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter:@Dralsuraikh