لم أجد وصفا أقرب لبعضهم من (الصفاقة)، ولمن لا يعرف معناها الحقيقي فعليه الاستعانة بقدرات العم جوجل فعنده الخبر اليقين، فقد حاولت جاهدا أن أبرر لهم ذلك السلوك فلم أجد لهم العذر سوى (صفاقة سياسية)، مستعدين معها أن يستبدلوا ألف وجه وقناع خلال اليوم، من دون أن يهتز لهم جفن.
الحياء من الأخلاق الحميدة التي يحسن بالمرء أن يتحلى بها، ولكن بعضهم نزع ثوب الحياء، ولا يبالي في سبيل المادة أو مصلحته الخاصة أن يتخذ مواقف متناقضة، ويدافع عن وجهة نظره تلك ببجاحة، مفتقدا الذوق العام، وتاريخه وسمعته، هذا إن كانت سمعته مشرفة من الأساس.
ما حدث يوم الأربعاء الأسود من اعتداء آثم على الحريات العامة، والحشد الهائل للقوات الخاصة، والاستعداد الكامل بالهراوات لتأديب شعب أعزل، وما سبق ذلك من انتهاك للدستور، وتعطيل متعمد لمواده، حماية لرئيس الوزراء، شيء يندى له الجبين، ويجعل الحليم حيران.
ليس هذا فحسب، ولكن الصفاقة أن ينبري كتاب وأكاديميون وسياسيون وقنوات فضائية للتضخيم من حدث دخول أفراد الشعب لمجلس الشعب، وبلعوا ألسنتهم قبل ذلك إزاء محاولات تفريغ الدستور من محتواه، من خلال سحب استجواب الرئيس.
لا أبرر دخول المتظاهرين لمجلس الأمة، ولا أصفق لهم على فعلتهم تلك، ولكني أراها لا تساوي شيئا أمام أفعال حكومة أفسدت الأجواء السياسية، وتركت الراشي والمرتشي يسرح ويمرح، وشجعت الأدوات الإعلامية المختلفة لتنخر في جسد الوطن، لتحيله إلى مسمى وطن، من دون واقع حقيقي.
د. عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Dralsuraikh@