لا يتورع البعض عن إطلاق التهم، وتشويه السمعة، وتلفيق الأكاذيب، ونسج أحداث من الخيال، من أجل إفحام الخصم أو الانتصار عليه أو إحراجه أمام الآخرين، وهي أساليب تستخدم غالبا عند الفجور في الخصومة. وأكثر من يقع في هذه التصرفات السياسيون والإعلاميون إلا ما رحم ربي، وقد حذر النبي عليه الصلاة والسلام من إطلاق العنان للسان ليقول ما يشاء فقال «رب كلمة يقولها ابن آدم من سخط الله يهوي بها في النار سبعين خريفا». شاهدت حلقة فضائية جمعت كلا من الأخ المحامي محمد الدلال والأستاذ الكاتب سعود السمكة، وكم تمنيت لو أن الكاتب السمكة نأى بنفسه عن إلقاء التهم تجاه اللجان الخيرية في حواره مع الدلال، ولقد جاءت الفزعة من كاتب آخر ليكرر التهمة نفسها، وعندما طالبهم الدلال بالدليل أُسقط في أيديهم وأخذوا يتهربون من الإجابة، لعدم امتلاكهم ما يثبتون به صدق ادعاءاتهم، ولو ملكوها لما ترددوا لحظة في كشفها، وأقول للذين يتهمون اللجان الخيرية، إن أحبابكم الأميركيين قاموا بالكشف على حسابات اللجان الخيرية، ولم يجدوا فيها ما يشوبها، برغم أنهم كانوا يبحثون ولو عن قشة كي يمنعوا هذه اللجان من إكمال مسيرتها لكن الله تعالى أخزاهم. وأنا أتعجب من السمكة وغيره من الليبراليين الذين يهاجمون اللجان الخيرية مع أنها وسام شرف للشعب الكويتي، وإن كان هناك من يحارب النجاحات في بلدنا فاعلموا أنكم من أولهم. إن الله تعالى يقول «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، فاحذروا أن تنطبق عليكم الآية، وتحققوا قبل أن تندموا.
سب الذات الإلهية
الكثير من الحكومات تضع عقوبات صارمة تجاه من يتعدى باللفظ على رئيس الدولة، وتعتبر ذلك مساسا بهيبة أعلى سلطة في البلاد، والذي أصبح من المعروف أن المساس بالذات الرئاسية جريمة لا تغتفر. وبالمقابل نقول، ولله المثل الأعلى، فإن التعدي على الذات الإلهية جريمة عظمى ومنكر أكبر، وقد لعن الله تعالى اليهود حين زعموا أن يد الله مغلولة فقال تعالى نكاية بهم «غلت أيديهم ولُعنوا بما قالوا».
ومن الألفاظ التي تكرر سماعها من زبانية وشبيحة الأسد هي الجرأة في الإساءة للذات الإلهية، ففي مقابلة على قناة «المنار» يقول احدهم ردا على قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سورية «هل يريدون أن يحشروا سورية في زاوية؟ اللي يحشرنا نحشر الله اللي خلقه كُلياتهم مع بعض» ما حمل المذيع على الاستغفار.
وأقول والله إن هذه لمن بشائر قرب زوال نظام «البعث» العلوي في سورية، فما تجرأ أحد على الإساءة إلى الذات الإلهية إلا وقصمه الله، ونحن في انتظار البشرى.
الشاويش علي منظر الفتيات اليمنيات وهن يتساقطن شهيدات نتيجة رصاصات الغدر من أزلام الرئيس اليمني علي صالح، لهو مؤشر آخر على تردي هذا النظام وتهاوي أركانه، فبرغم ما للمرأة من حرمة وصيانة في المجتمع اليمني إلا أنه من أجل كرسي الحكم تم التنازل عن كل الأدبيات والأخلاقيات، وأصبح السلاح يوجه مباشرة إلى أجساد الفتيات الضعيفات ولذلك فإن أملنا بالله كبير أن ينتقم من هذه الأنظمة الظالمة، وألا ينصرف عام 2011 إلا والفرحة تملأ قلوب الأمة العربية بإزاحة نظامي البطش في اليمن وسورية، وما ذلك على الله بعزيز.
عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
Twitter :@abdulaziz2002
Alfadli-a@hotmail.com