أسامة عيسى الشاهين / ... ورحل رئيس وزرائهم!

تصغير
تكبير
سيلفيو برلسكوني هو سياسي إيطالي من مواليد 1936، تولى رئاسة الحكومات الإيطالية ثلاث فترات، الأولى من 1994 إلى 1995، والثانية من 2001 إلى 2006، والثالثة الجارية من 2008، والتي أعلن أنه سيقدم استقالته منها فور اعتماد البرلمان لخطة حكومته الاقتصادية ولن يترشح بعدها ثانية.

وهو أيضا رجل أعمال يمتلك أكبر ثلاث شبكات تلفزيونية في إيطاليا، بجانب نادي «إيه سي ميلان» الشهير لكرة القدم، وتصنفه مجلة «فوربس» الاقتصادية كأغنى رجل في بلاده، حيث يمتلك مجموعة ضخمة من الشركات التجارية والمؤسسات الإعلامية.

يهمني تلخيص حياة برلسكوني العامة بثلاثة أضلاع لمثلث:

أولاً. استخدامه للإعلام الفاسد: حيث أشرت لقوته الإعلامية الضخمة، والتي يكفي ضمنها الإشارة إلى كونه صاحب أول قناة خاصة إيطالية في عام 1980، وبلا شك فإن الإعلام مفيد للجوانب الثلاثة الأخرى كما سيلاحظ القارئ.

ثانيا. لجوؤه للمال السياسي: فثروات برلسكوني تيسر له النفوذ السياسي والانتخابي والبرلماني، وكفيلة بإخراس الكثير من الأفواه المناهضة له، بجانب شرائها لأفواه وأيادٍ تقدم كرامتها في سبيل فتات موائده الباذخة.

ثالثا. أغلبيته البرلمانية الداعمة: والتي وقفت معه في السراء والضراء، مستفيدة من غطائه الإعلامي والمالي، ولكن الفساد لا ينتج إلا الخراب والدمار مهما حاولنا تغطية الوقائع وتزوير الأرقام، فثار الإيطاليون وتعاظم غضبهم يومًا تلو يوم، حتى اضطر نواب «إلا الرئيس» الى الاستسلام أخيرا والتخلي عنه، حفاظًا على ما بقي من كرامة وطنهم، التي أراقوها على موائد القمار السياسي، وخمور الرشوة النيابية.

ووسط أضلاع قوة برلسكوني هذه مظاهر عديدة من الفساد، ومنها سلوكياته الفاضحة والمشينة مثل حادثة روبي غيت، والتي يقال انها ابتدأت بعلاقة محرمة مع قاصر، لتمتد إلى محاولة رشوة واستغلال المنصب لإخماد الفضيحة من دون فائدة، وهكذا هو الفساد دوما يجر بعضه بعضا، ولذا قال الحكماء: إذا رأيت سيئة فاعرف أن لها أخوات!

ختاما: إن سيلفيو برلسكوني بمثلث قوته، استغلال الإعلام واستثمار المال وشراء النواب، مجرد مثال متكرر، فاستغلال هذه العوامل في الإفساد له نماذج عديدة، وهو اختبار حقيقي للمواطنين المخلصين والشجعان، فهي عوائق صعبة ومعركة شرسة، ولكن الأوطان تستحق الأفضل ولا بد للفاسد أن يرحل، والحمد لله أولاً وأخيرا.





أسامة عيسى الشاهين

كاتب ومحام

twitter.com/oalshaheen
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي