عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / عيب يا حكومة... والإسلاميون قادمون

تصغير
تكبير
استخدام الحكومة للمادة 76 من اللائحة من أجل تعطيل كادر المعلمين، أثبت لنا الوصف الذي أطلقه عليها أحد النواب بأنها «حكومة تخاف ما تستحي»، فلأكثر من أربعة أشهر والمعلمون يطاردون الحكومة من أجل الالتفات لهم وتقدير جهودهم، ومساواتهم بغيرهم ممن تم إقرار الكوادر لهم، لكن عمك أصمخ.

طريقة الحكومة ومماطلتها في إقرار الكادر، تذكرني بأسلوب الزوج البخيل الذي يطلع روح زوجته حتى يعطيها الفلس. الحكومة يبدو أنها مثل القذافي تقاتل حتى الرمق الأخير وهي تعلم قبل غيرها أن الكادر سيقر إن عاجلا أم آجلا، ولقد أحسنت جمعية المعلمين حين اعتصمت بالأمس أمام الوزارة للمطالبة بحقوق المعلمين، هذا الموقف وإن كان متأخرا إلا أنه كان لابد منه لأن الحكومة تثبت يوما بعد الآخر أنه لا ينفع معها إلا العين الحمراء.

المعلمون يتساءلون: يا حكومة هل حلال إقرار الكوادر والعلاوات للعسكريين والأطباء والمهندسين وموظفي البترول والجمارك والكويتية، وحرام على المعلمين؟ لقد صار لسان حال المعلمين اليوم:

أحرام على بلابلنا الدوح

حلال للطير من كل جنس

الحكومة مع كادر المعلمين تطبق مبدأ «ولا تبذر تبذيرا»، «والله لا يحب المسرفين»، أما مع غيرهم فهي سخية في الإنفاق وتعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وشعارها «كان رسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة»!

كم أتمنى على الحكومة والتي نراها تتخبط في الكثير من القرارات والمواقف، أن تدرك أنها بعدم الاستجابة لصوت العقل والذي ظلت جمعية المعلمين تتعامل به في قضية الكادر، فإنها تدفع الجمعية ومن ورائها جمهور المعلمين إلى مزيد من التصعيد، والذي قد تكون إحدى أدواته تطبيق إضراب شامل سيشل العملية التعليمية، ولا أذيع سرا إن قلت ان هناك الكثير من الدعوات والمطالبات إلى تطبيق الإضراب أيام الاختبارات.

أملنا في الله تعالى ثم في النواب الشرفاء أن يقر كادر المعلمين، ولن يضيع حق وراءه مطالب، كما ندعم مطالبة جمعية المعلمين للنواب بالدعوة إلى جلسة خاصة لإقرار الكادر.



الإسلاميون قادمون

برغم كل ما تعرض له كثير من الإسلاميين في الوطن العربي خلال السنوات الماضية من إقصاء، تمثل بالقتل والاعتقال والتعذيب والطرد من الوظائف، ومنع من المشاركة في الحياة السياسية، بدعوى أن تجمعاتهم (أحزاب محظورة)، إلا أنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وها هي التجمعات الإسلامية بمختلف أطيافها تثبت وجودها، سواء على الصعيد السياسي كفوز وتقدم «حزب النهضة» في الانتخابات التونسية، أو العسكري كالتضحيات التي قدمها أبناء الحركة الإسلامية في ليبيا حتى تم إسقاط حكم القذافي، والذي أعقبه تصريح رئيس المجلس الانتقالي في احتفالات نجاح الثورة بأنه سيتم إلغاء كل القوانين المخالفة للشريعة الإسلامية، أو الاعتصامات اليمنية والتي لا يخفى على أحد دور «حركة الإصلاح» فيها، أو ما تقدمه الحركة الإسلامية من شهداء في الثورة السورية، كما لا يمكن نسيان دور الحركات والجماعات الإسلامية وفي مقدمتها «الإخوان المسلمين» في إسقاط حكم حسني مبارك في مصر.

كل هذه الوقائع والحقائق جعلت الغرب يعيد النظر في طريقة التعامل مع الجماعات والحركات الإسلامية، على أنها أصبحت قوى لا يمكن تجاهلها أو الاستهانة بها، كما أنها بعثت برسالة قوية إلى التجمعات الليبرالية والعلمانية في الوطن العربي بأن الشعوب العربية لا تزال متمسكة بمبادئها وقيمها والتي تستمدها من شريعتها الإسلامية.





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Twitter : @abdulaziz2002

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي