... ما عاش في مناصبه

تصغير
تكبير
لم يكن رجلا عاديا... كان استثنائيا بكل المعايير. أضاف إلى لقب «الأمير» مواصفات جديدة ولم يضف اللقب إليه، فكان الولي والوالي والمعاهد وحافظ العهد.

ما عاش في مناصبه وما أكثرها... عاش هموم مملكته. كلما ارتقى سياسيا واداريا توغل أكثر في شوارع المناطق والعواصم والقرى باحثا عن إنجاز يحققه أو مشكلة يحلها. جهازه الاستشاري الحقيقي كان السعوديون بكل أطيافهم. يفتح لهم قلبه قبل بابه فتنفتح الملفات على مصراعيها ويخرج الكلام الصريح والمباشر. يتجاور معهم كتفا بكتف في مسيرة البحث عن حلول، وعندما تصطدم الامور بالبيروقراطية والروتين كانت «طريقة سلطان» حاضرة، وكان «كرم السلطان» حاضرا، ففي قاموسه إرضاء الناس غاية... تدرك.

مجلسه وطن بحد ذاته، وسعادته برسم ابتسامة على شفتي طفل محتاج لا تعادلها ثروات الكرة الارضية. أمير أعاد لمفاهيم الأصالة والنخوة والشهامة والتواصل المباشر مع الناس بريقها، وأمير اقتحم أسوار الخارج بأكثر الاجهزة تطورا. كان يرى في الحداثة مخرجا للكثير من العقبات ويدا تمسح الصدأ عن الكثير من عناصر الانغلاق والتعصب. أدرك أن عبور المملكة إلى مفردات العصر بحاجة الى قوة قادرة ودرع حامٍ وأسود على الارض ونسور في الجو، فكانت بصمته في مجالي الدفاع الجوي والارضي الابرز تاريخيا وكانت عينه الساهرة منارة أمن وأمان... وعندما كان أهله ومحبوه يطلبون منه الحرص على صحته وعافيته يجيب: «قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا».

كتب الله أمس قدرا جديدا للأمير سلطان بن عبد العزيز بعد رحلة طويلة في مقاومة المرض. ذهب الى دار البقاء تاركا ابتسامته فوق أكف السعوديين والخليجيين والعرب والمسلمين المرتفعة الداعية له بالجنة مثوى ومسكنا.

... رحمك الله يا سلطان الخير.



جاسم بودي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي