عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / الجامعة العربية... والإسعاف

تصغير
تكبير
ضحك لازمه ألم وأنا أقرأ تصريح وكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله لوكالة الأنباء الكويتية حول الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية لبحث آخر المستجدات في سورية، حين أشار أن الاجتماع كان ناجحا بكل المقاييس.

اجتماعات الجامعة العربية لحل القضية السورية تذكرني باجتماعات هيئة الأمم المتحدة لحل مشكلة مجازر الصرب ضد مسلمي البوسنة والهرسك في التسعينات، تلك اللقاءات والاجتماعات التي أطالت أمد القتل وسفك الدماء، وخلفت آلاف الضحايا من بينهم الأطفال والشيوخ والنساء.

اجتماعات الجامعة العربية وقراراتها تتداخل معها مصالح شخصية، وحسابات أمنية، وولاءات طائفية، ولا تخلو من ضغوطات خارجية. وإلا بم نفسر عدم تجميد عضوية سورية، كما حصل مع ليبيا، وبما نفسر عدم إدانة تلك المجازر اليومية التي ترتكب ضد الشعب السوري الشقيق، وماذا نقول عن المطالبة بوقف أعمال العنف والاقتتال ووقف حد للمظاهر المسلحة، وهي بذلك تساوي بين الجلاد والضحية!

وبهذه المناسبة أدعو الشرفاء في سورية ألا يثقوا إلا بأنفسهم بعد الله تعالى، فإن أهل البوسنة بصمودهم وثباتهم واعتمادهم على قدراتهم وتوحيد صفوفهم، وعدم تنازلهم عن مبادئهم، وعدم الرضوخ للمجازر التي ارتكبها الصرب لإذلالهم وبدعم من بعض دول الغرب وفي مقدمها روسيا وفرنسا، استطاعوا فرض واقع جديد جعل الدول الأخرى تحرج أمام شعوبها والعالم، وعندما رأت الدول أن البوسنة أصبحت تستقطب الراغبين في الجهاد من المسلمين من مختلف أنحاء العالم، وأصبح هناك تجمعات جهادية عديدة على أرض البوسنة، أراد الغرب وبعض العرب إيقاف هذا التدفق من خلال الدعوة إلى عقد اتفاق تم من خلاله تقسيم البوسنة بين المسلمين والصرب والكروات، فلولا الله ثم هذا الواقع الجديد لكانت المأساة أعظم.

وأعتقد والله أعلم إن لم تبادر الدول العربية والغربية على السواء بوقف المجازر ضد المدنيين في سورية وبشكل فوري وإلا فإني لا أستبعد تكرار السيناريو نفسه في سورية.



قصة الإسعاف

فجر السبت قمت بإسعاف الوالدة إلى مستشفى الفروانية بسبب هبوط حاد في السكر كاد يؤدي إلى غيبوبة، وقمت بالاتصال في الطوارئ ليكون المستشفى على استعداد لاستقبال الحالة، وتخيلت أن أجد طاقما طبيا أو مسعفين عند مدخل الطوارئ، ولكن كم صدمت عندما لم أجد شيئا من ذلك، وعند الدخول حدث ولا حرج عن الفوضى وتكدس الحالات، عن الدكتورة المناوبة التي ليس لها خلق للمرضى، وحتى لا تقترب منهم أو تتلمس معاناتهم.

إن الشكاوى ضد الإهمال الطبي في مستشفياتنا تتكرر يوميا دون أن نجد حلا شافيا، وكم يحزن الإنسان وهو يرى أن بلدا غنيا كالكويت ومع ذلك يعاني من أخطاء طبية وتقصير في الخدمات راح ضحيته العديد من المرضى.

سألت أحد الدكاترة الكويتيين الذين عملوا في أحد المستشفيات الحكومية ثم انتقل إلى آخر عن مدى استفادته من تواجده في المستشفى الأول فقال: الشيء الوحيد الذي استفدته هو كيفية إخراج نفسك من أي قضية تتعلق بالأخطاء الطبية كما تخرج الشعرة من العجين!





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Twitter : @abdulaziz2002

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي