منذ الصغر ونحن ندرس حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي بين فيه أنواع الجلساء وهما إما جليس صالح أو آخر سوء، وتشبيه جليس السوء بنافخ الكير (وهو الحداد) الذي إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحا خبيثة، في إشارة إلى أنه لا بد وأن يلحقك ضرر من مرافقته.
بعض أعضاء مجلس الأمة من هذا الصنف وخاصة من اشتهر بأنه إما راش أو مرتش، ولعل من أكثر الدلائل على ذلك كشف الأسماء الذي انتشر بين الناس قبل فترة عن أموال قيل ان أحد النواب قدمها كمساعدات للناخبين، والتي سببت حرجا شديدا لمن وردت أسماؤهم فيها، مما دفع البعض للنفي وآخر للتبرير وثالث لاذ بالصمت، والأمر وإن كان ما زال مثار شك في من نشر والهدف من النشر، إلا أنه درس للناس ليعرفوا أن هذا التشهير هو نتائج متوقعة لكل من يتعامل مع نائب تدور حوله الشبهات.
أتذكر في انتخابات المجلس الماضية وفي إحدى اللجان الانتخابية مر بالقرب مني شخص تربوي في وظيفة محترمة، وتفاجأت أنه يتحرك مع عمال أحد المرشحين المشبوهين بتعامله بالرشوة، وما ان رآني حتى صد بوجهه، وحاول التخفي حتى لا أراه، فقلت سبحان الله كاد المريب أن يقول خذوني، وصدق رسول الله «الإثم ما حاك في النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس».
أحد المعارف القريبين لي يقول: كنا في السابق نتواصل مع أحد النواب ونزوره في ديوانيته، ولكن في الأعوام الأخيرة وبعد أن وضحت الصورة في استخدامه للمال السياسي للوصول إلى الكرسي، أصبحنا نجد حرجا في زيارته، ونتجنب الالتقاء معه خوفا من أن تصيبنا شبهة من وراء ذلك، قلت له صدقت وأحسنت.
إنها دعوة أوجهها لكل من له ارتباط بنائب تدور حوله الشبهات، أن انفذ بجلدك وادفع الشبهة عن نفسك، ولا تكن كالراعي الذي يدور حول الحمى فيوشك أن يرتع فيه وقديما قيل:
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
الائتلافية والفوز الكاسحنبارك للجموع الطلابية فوز قائمة الائتلافية والاتحاد الإسلامي برئاسة اتحاد طلبة جامعة الكويت للعام الـ 33 على التوالي، وتحقيق رقم تجاوز 8500 صوت، كما نبارك لقائمة الاتحاد الطلابي فوزها برئاسة اتحاد طلبة التطبيقي، برغم أنها تشكلت حديثا.
والفوزان لهما دلائل عدة، منها أن الناس ما زالت تميل وتمنح ثقتها لأصحاب التوجه المحافظ، وهو ما تمثله القائمتان ذوات التوجه الإسلامي المعتدل، كذلك أهمية التنسيق بين أصحاب التوجهات الإسلامية والمحافظة، والتنازل عن بعض المكتسبات الضيقة من أجل المصلحة العامة، وهذا ما نتمنى أن نراه حتى خارج أسوار الجامعة والتطبيقي سواء في انتخابات مجلس الأمة أو البلدي أو حتى في الجمعيات التعاونية، والأمر الأخير أنه من جد وجد ومن زرع حصد، وبلا شك أن ما تقدمه قائمة الائتلافية من خدمات، وما تجنيه من مكتسبات لصالح الحركة الطلابية، يساعدها في التربع على عرش اتحاد الطلبة لأعوام مقبلة أخرى، وألف مبروك.
عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
Twitter : @abdulaziz2002
Alfadli-a@hotmail.com