عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / مدراء المدارس في الميزان

تصغير
تكبير
يعاني كثير من أولياء الأمور في البحث عن مدرسة مناسبة كي يلتحق أبناؤه فيها، فهو يطمح إلى مدرسة يتمكن فيها ولده أو ابنته من التحصيل العلمي المناسب، مع المحافظة على حسن الأخلاق والسلوك. ولضعف الثقة في الكثير من مدارسنا الحكومية نجد أن البعض يلجأ إلى المدارس الخاصة ثنائية اللغة وإن كانت باهظة التكاليف.

إلا أنني بحكم عملي الذي يتطلب زيارة مستمرة للمدارس، أستطيع القول بأن هناك بعض المدارس الحكومية التي يحق للواحد منا أن يفتخر بها، ويشكر القائمين عليها، فهي تنافس المدارس الخاصة إن لم تتفوق عليها، وفي اعتقادي أن الأمر يعود بعد توفيق الله إلى مدير أو مديرة المدرسة. المدير من أهم العناصر لنجاح العملية التعليمية والتربوية، وكما قيل بأن الناس على دين ملوكهم، فأستطيع القول من خلال الواقع بأن العاملين في المدرسة غالباً ما يكونون على نمط مديرهم. ومن خلال مشاهدتي الواقعية للميدان وجدت أن من أهم عناصر نجاح المدير في قيادته للمدرسة، أنه قدوة صالحة للهيئة التعليمية والإدارية، فحرصه على ساعات العمل وتواجده في المدرسة منذ الصباح الباكر وعدم انصرافه إلا بعد نهاية الدوام، وعدم خروجه إلا للضرورة يمكنه ذلك من أمرين الأول متابعة ما يدور داخل المدرسة، وثانياً الثقة عند توجيه النصح للمقصرين ومحاسبتهم عند تكرر المخالفة.

ووجدت من عوامل النجاح حرص المدير على العلاقات الإنسانية وتقويتها فيما بينه وبين العاملين، من خلال التعامل الإنساني وعدم الترفع وتقدير الظروف، وتلمس الحاجات، والقيام بالرحلات خارج نطاق المدرسة.

وجدت من عوامل النجاح عدم التساهل في معالجة بعض الأخطاء الفادحة التي يرتكبها المتعلمون سواء تجاه معلميهم أو زملائهم، مما ساعد على عدم تكرر تلك المخالفات، وهذا يولد شيئاً من الثقة والاطمئنان في نفوس المعلمين والتلاميذ على السواء.

استمعت إلى بعض التجارب الناجحة لدى بعض المدراء في كيفية احتواء بعض التلاميذ الذين شاءت بعض الظروف أن تتسبب في وقوعهم في شيء من الانحراف، وكيف تحول الطالب من عنصر ازعاج إلى لبنة بناء.

تلمست خوف بعض مديرات المدارس على مصلحة بعض البنات أكثر من أمهاتهن وآبائهن، وماأزال أذكر قصة المديرة التي استطاعت حماية إحدى الطالبات في المرحلة الابتدائية من السائق الذي كان يتحرش بها عند توصيله لها للمدرسة ورفضت السماح له بأخذها إلا بوجود أحد والديها.

تيقنت أن من أهم الحوافز التي تشجع الطاقم التدريسي والإداري على العطاء هو شعورهم بالعدل والمساواة في تعامل المدير معهم، فميزانه في المكافأة والتكريم هو العمل والعطاء والإنجاز بغض النظر عن الجنسية أو الطائفة أو القبيلة.

شعرت بأن ثقة المدير بنفسه وبعمله مكنته من عدم الرضوخ لأي كان من داخل الوزارة أو خارجها سواء في الترغيب أو الترهيب، ولذلك يحرص الجميع على الانضباط سواء من العاملين أو المتعلمين.

أيها الزملاء مدراء ومديرات المدارس إن أبناءنا وبناتنا أمانة في أعناقكم، ونحن نسلمهم لكم وكلنا أمل أن تكونوا على قدر المسؤولية، والله سائلكم عنهم، ومن وجد عجزاً عن حسن الإدارة فما أجمل الاعتذار أو التقاعد.

ومن باب الوفاء والأمانة لا بد وأن أسجل كلمة شكر وتقدير لمن تلمست من خلال تعاملي معهن حرصهن الشديد على مصلحة أبنائنا وبناتنا، وقد آثرن التقاعد برغم أنهن ما زلن في قمة العمل والعطاء، وهما الأستاذة الفاضلة أمل البكر المديرة السابقة لمدرسة عمرو بن ثابت، والأستاذة الفاضلة خديجة بندر المديرة السابقة لمدرسة أجنادين، مع تقديري واعتذاري لبقية الزملاء والزميلات. ولي أمل من إدارات المناطق التعليمية أن تعطي مدراء المدارس شيئاً من المرونة في إدارة مدارسهم، وألا تنسف بحر حسناتهم بخطأ بسيط قد يقع منهم، فمن يعمل لابد وأن يخطئ.





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Twitter : @abdulaziz2002

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي