|د.احمد سامح|معظم عيادات الطب الطبيعي في مراكز علاج الروماتيزم العالمية تعتبر الصيام وسيلة رئيسية لعلاج الأمراض الروماتيزمية التي اصبحت اشهر امراض العصر الشائعة رغم انه** مرض قديم ومعروف ووصف بكل دقة في القرن الخامس الميلادي.وكلمة روماتيزم تعني وجود ألم في احد اجزاء الجهاز الحركة للانسان الذي يشمل المفاصل والعضلات والاربطة والغضاريف ورغم ان الاطباء مختلفون في تحديد المدة التي يجب ان يصومها مريض الروماتيزم الا انهم متفقون جميعاً على ضرورة الصوم في حد ذاته لتحسين حالات الروماتيزم وشفائها. التفاعلات الحيوية في الجسم والصومكيف يستفيد مريض الروماتيزم من الصيام؟ سؤال مهم يجيب عنه د. أدولف ماير ويقول: «ان الصيام افضل وسيلة لعلاج اي مرض حيث تعتمد فكرة التداوي بالصيام كعلاج للأمراض الروماتيزمية على خاصية كيميائية تحدث داخل الجسم اسمها «Sell digatian and autolysis» ومعناها التأكل الذاتي.اي ان الشيء يأكل بعضه فعندما يمرض الانسان يحدث في كثير من الاحيان ان ينخفض نشاط الغدد وتقل كفاءة اعضاء الجسم فيتبقى كثير من السموم والمخلفات الضارة مثل حمض البوليك «uric acid» والاملاح في المفاصل والانسجة الرخوة.وجسم الانسان لايقف عاجزاً امام هذه السموم والمخلفات لكنه فقط يحتاج الى فرصة او راحة ليتمكن من الخلاص وهذه الفرصة هي ما يوفرها له الصيام في رمضان.الصوم علاج للروماتيزمدراسة ألمانية تؤكد ان الصوم تحت اشراف طبي يمكن ان يحد من الام الروماتيزم والمفاصل بشكل كبير.فقد ذكرت دراسة اجرتها جامعة فريدريك سيكر في «بيتا» ان بعض الآلام الروماتيزمية بالمفاصل يمكن الحد منها عن طريق الصوم تحت اشراف طبي.واظهرت الدراسة ان الصوم عن العصائر ساعد على الحد بشكل كبير من آلام المفاصل لدى بعض المرضى خلال 15 يوما وتحسنت وظائف المفاصل لدى المرضى كما تحسنت صحتهم بشكل كبير.وشملت الدراسة التي اجراها مركز التميز في العلاج الطبيعي بالجامعة 36 مريضا واجريت لهم الفحوص قبل وبعد العلاج بالصوم.واشار المركز إلى وجود صلة بين ما يتناوله المرضى من حمض الاركيدونيك الذي قد يؤدي إلى الاصابة بالام المفاصل.وقال خبراء ان الاثار الجانبية للعلاج استمرت لمدة ثلاثة اشهر بعد انتهاء الدراسة.ويمكن للمرضى الاستغناء عن العقاقير او على الاقل الحد من كمية الاقراص التي يتناولها «والتي تسبب اثار جانبية عديدة»، بفضل نظام الحمية الغذائية الجديد.لكن خبراء ينصحون باتباع نظام الحمية تحت اشراف طبي.صوم مريض الروماتيزمأمراض الروماتيزم المزمنة والتي يتناول المصابون بها الادوية المضادة للروماتيزم غير الكورتيزونية يمكنهم الصوم وتناول الدواء في جرعة واحدة او جرعتين واحدة بعد الافطار والاخرى بعد السحور، والذين يعلاجون بمضادات الالتهابات الكورتيزونية عليهم اخذ قرص بعد الافطار والاخر بعد السهور ولكن باستشارة الطبيب المعالج.اما اصحاب النوبات الحادة التي تحدث تورما في المفاصل وسخونة واحمرارا بها وارتفاعا في درجة الحرارة فعليهم الافطار في رمضان.مرض النقرس والصومسمي هذا المرض قديما «داء الملوك» ويتميز النقرس بترسب بلورات حمض اليوريك «البوليك» في المفاصل وتلعب الوراثة دورا كبيرا في الاصابة به وهو نوعان الحاد والمزمن.وينصح المصابون بارتفاع طفيف في حمض اليوريك «البوليك»، بتعويض ما فاتهم اثناء الصيام من السوائل بعد الافطار مباشرة والاكثار من السوائل في الفترة ما بين الافطار والسحور خصوصا عند السحور.وينبغي التنبه إلى ان الاكثار من اللحوم في شهر رمضان يرفع نسبة حمض البوليك وقد يؤدي هذا الارتفاع لتكوين بعض حصوات الكلى والتهاب المفاصل.ومرضى النوبات الحادة حيث تحدث الازمات الحادة في مفصل واحد ويكون الألم شديد، للغاية ويستمر لساعات عدة او ايام ويحدث تورما في المفاصل واحمرارا، هؤلاء المرضى عليهم الافطار لاحتياجهم تناول العلاج المضاد للنقرس وتناول المسكنات والسوائل بكثرة طوال اليوم في اثناء النهار والليل.