حديث / الرجل بعد سن الأربعين!
ابتسام السيار
| ابتسام السيار |
الحب مجموعة من الأحاسيس والمشاعر المتبادلة بين طرفين، وتلك المشاعر تسعد كلا من الطرف الآخر بأي وسيلة كانت سواء بهدية... برسالة... بوردة... او بكلمات جميلة فهي اوسع من ان تحصر حتى لو في كلمات قليلة، فمنذ خلق الإنسان هناك عاطفة بشرية فطرية تسمى الحب، وهذه العاطفة بالتحديد لها العديد من الوجوه، فوجه لحب العائلة، ووجه لحب الأصدقاء، ووجه لحب الناس وحب الوطن... وجميع هذه الوجوه بينها واحد مشترك، وهي الكلمة المكونة من حرفين، لكن لكل من تلك الوجوه معنى يختلف كلياً عن معنى الوجه الآخر، فالحب الذي نشعر به تجاه الأسرة لا يشبه شعورنا بحب الأصدقاء، فهناك عوامل تؤثر في هذه الوجوه، منها العوامل النفسية والعوامل المادية المكتسبة من المحيط الذي نعيش فيه، ولا أعتقد أننا سنختلف مع بعضنا في تلك الوجوه، لكن قد يكمن الخلاف في معنى الحب بين الذكر والأنثى، فلا أعتقد أن هنالك في هذا العصر من لم يعش حالة حب ما، فالحب بالفطرة البشرية مطلوب ومرغوب، فكل منا يتمنى أن يكون هنالك من يهتم به ويسأل عنه، ويبادله الحب والغزل والغرام، لا نستطيع أن نجد معنى معمماً وواحداً للحب، لكن الحب بالمفهوم الشمولي، هو ذاك الشعور الذي يخترق الإنسان، فهو حالة مشتركة بين الرجل والمرأة ولعل الكبار في السن هم أقدر على هذا اللون من الحب، لأن تجاربهم في الحياة جعلتهم يفرقون بين الحاجة والحب، ولحاجتهم إلى ملء الفراغ النفسي الذي يشعرون به، بالإضافة إلى عمق مشاعرهم، فلا عجب أن يقع الرجل في الحب بعد الأربعين او الستين وقد تكون تجربة الحب في هذه المرحلة أعمق وأكثر متعة.
إن عمر الأربعين - خصوصا- هو بداية مرحلة عمرية نفسية اجتماعية، فبعض الرجال يمرون في فترة زمنية بهذه المرحلة في حياتهم، لكن تتباين شدة تأثير هذه الحالة عليهم باختلاف الظروف وحسب التركيبة النفسية لكل رجل، فمرحلة الأربعين والتي تستمر إلى الستين تسمى أزمة منتصف العمر او المراهقة المتأخرة، فيحدث خلالها فجوات موقتة قد تمر بسلام او تعصف بعلاقته الزوجية، فالزوج كالزرع اذا لم تعتني به يجف او يمر بمرحلة الخلق والإبداع مقابل الركود، وتتميز هذه المرحلة بالنضوج العاطفي والاستقرار والقدرة على التجمل والعطاء، وتفيد الدراسات بأن بعض الرجال يعانون من أزمة منتصف العمر، خصوصا إذا تزامنت مع العوامل التالية... وجود خلل في العلاقة الزوجية أو مع الأبناء، احساس الرجل أنه لم يحقق كل ما كان يحلم به، تقييم الرجل لنفسه يرتبط بنجاحه في عمله ومواجهته للفشل في هذه المرحلة، قد يؤدي الى تفاقم الأزمة، عدم الاعتياد على التعامل مع الضغوطات وتجاوز العقبات، عدم التوافق الثقافي والاجتماعي والفكري مع الزوجة مقابل احتكاكه بالأخريات في بيئة العمل أو الحياة الاجتماعية، فيشعر الرجل بعد أن وصل لمرحلة النضج بالرغبة في أن يعيش حياته من جديد وقد يساعده على ذلك استقراره المادي، فيبدأ في البحث عن فتاة صغيرة وسرعان ما يتوهم بالحب، ومن أعراض هذه المرحلة هو سخط وملل من نمط الحياة أو الأشخاص الذين كانوا يشعرونه بالرضا فيما مضى، التذمر والرغبة بالقيام بشيء مختلف تماماً، الشك في القرارات التي اتخذها في السنوات الماضية ومدى صحتها، كثرة الشرود مع أحلام اليقظة، الحدة والغضب المفاجئ، زيادة كبيرة وتراجع حاد في الطموحات، وحول رأي قسم علم اجتماع أن ما يروه من تصرفات البعض «ممن تجاوزوا سن المراهقة المتأخرة بسنين كثيرة»، هو محاولة تعويض عن مرحلة كان من المفترض أن يمروا بها أثناء الصبا ولكن لأسباب معينة تجاوزوها، ومن المعروف ان ما يسمى بمرحلة منتصف العمر تعتبر مرحلة قلق وتوتر لأسباب ترتبط بالتغيرات الفيزيولوجية التي تصيب الجسم، فكثير من الرجال يصبحون أكثر عصبية وتوتراً وينتابهم إحساس أن الحياة قد انتهت، ما يسبب عندهم ردود أفعال غير محسوبة وفي هذا العمر من الطبيعي أن تتراجع القدرة على تعلم الأشياء الجديدة، مما يولد عندهم رغبة بالانفراد والوحدة ويعبر باستمرار عن حنينه للماضي ويكثر ذكرياته ويطلق عبارات... «أنا محروم، ضاع الشباب»، ويصبح الاهتمام بالشكل الخارجي والهندام أكثر من قبل فيرتدون ملابس تجعلهم أكثر شباباً، ويصبغ شعره باستمرار فهو يحاول أن يثبت لنفسه ولأقرانه أنه مازال يتمتع بالشباب والجاذبية والقوة، وهنا تنتابه رغبة شديدة في معرفة إذا كان مرغوباً به أم لا في خروجه المستمر والتنقل بين مجمع وآخر... باعتقادي أن هذه الظاهرة منتشرة بكثرة في المجتمع ولاسيما في الفترة الأخيرة، فكثير من الرجال لا يعيشون فترات حياتهم ولا يعطون كل مرحلة عمرية حقها، فمنهم من يتعرف على فتاة تصغره بعشرين سنة باعتقاده انها أجمل لحظات العشق في هذه السن، فغالبا ما يكون الحب بهذه المرحلة عميقا ومن يبحث عنه يكون متعبا ومحتاجا اليه او هروب من ضغوط الحياة وخوف من تقدم العمر، ويعتبر الحب بالنسبة له في هذه المرحلة محاولة للتمسك بالحياة، بما فيها من آمال وطموحات ومتعة، فالحب جميل في أي وقت كان.
[email protected]
@Follow Me :sshaheen9
الحب مجموعة من الأحاسيس والمشاعر المتبادلة بين طرفين، وتلك المشاعر تسعد كلا من الطرف الآخر بأي وسيلة كانت سواء بهدية... برسالة... بوردة... او بكلمات جميلة فهي اوسع من ان تحصر حتى لو في كلمات قليلة، فمنذ خلق الإنسان هناك عاطفة بشرية فطرية تسمى الحب، وهذه العاطفة بالتحديد لها العديد من الوجوه، فوجه لحب العائلة، ووجه لحب الأصدقاء، ووجه لحب الناس وحب الوطن... وجميع هذه الوجوه بينها واحد مشترك، وهي الكلمة المكونة من حرفين، لكن لكل من تلك الوجوه معنى يختلف كلياً عن معنى الوجه الآخر، فالحب الذي نشعر به تجاه الأسرة لا يشبه شعورنا بحب الأصدقاء، فهناك عوامل تؤثر في هذه الوجوه، منها العوامل النفسية والعوامل المادية المكتسبة من المحيط الذي نعيش فيه، ولا أعتقد أننا سنختلف مع بعضنا في تلك الوجوه، لكن قد يكمن الخلاف في معنى الحب بين الذكر والأنثى، فلا أعتقد أن هنالك في هذا العصر من لم يعش حالة حب ما، فالحب بالفطرة البشرية مطلوب ومرغوب، فكل منا يتمنى أن يكون هنالك من يهتم به ويسأل عنه، ويبادله الحب والغزل والغرام، لا نستطيع أن نجد معنى معمماً وواحداً للحب، لكن الحب بالمفهوم الشمولي، هو ذاك الشعور الذي يخترق الإنسان، فهو حالة مشتركة بين الرجل والمرأة ولعل الكبار في السن هم أقدر على هذا اللون من الحب، لأن تجاربهم في الحياة جعلتهم يفرقون بين الحاجة والحب، ولحاجتهم إلى ملء الفراغ النفسي الذي يشعرون به، بالإضافة إلى عمق مشاعرهم، فلا عجب أن يقع الرجل في الحب بعد الأربعين او الستين وقد تكون تجربة الحب في هذه المرحلة أعمق وأكثر متعة.
إن عمر الأربعين - خصوصا- هو بداية مرحلة عمرية نفسية اجتماعية، فبعض الرجال يمرون في فترة زمنية بهذه المرحلة في حياتهم، لكن تتباين شدة تأثير هذه الحالة عليهم باختلاف الظروف وحسب التركيبة النفسية لكل رجل، فمرحلة الأربعين والتي تستمر إلى الستين تسمى أزمة منتصف العمر او المراهقة المتأخرة، فيحدث خلالها فجوات موقتة قد تمر بسلام او تعصف بعلاقته الزوجية، فالزوج كالزرع اذا لم تعتني به يجف او يمر بمرحلة الخلق والإبداع مقابل الركود، وتتميز هذه المرحلة بالنضوج العاطفي والاستقرار والقدرة على التجمل والعطاء، وتفيد الدراسات بأن بعض الرجال يعانون من أزمة منتصف العمر، خصوصا إذا تزامنت مع العوامل التالية... وجود خلل في العلاقة الزوجية أو مع الأبناء، احساس الرجل أنه لم يحقق كل ما كان يحلم به، تقييم الرجل لنفسه يرتبط بنجاحه في عمله ومواجهته للفشل في هذه المرحلة، قد يؤدي الى تفاقم الأزمة، عدم الاعتياد على التعامل مع الضغوطات وتجاوز العقبات، عدم التوافق الثقافي والاجتماعي والفكري مع الزوجة مقابل احتكاكه بالأخريات في بيئة العمل أو الحياة الاجتماعية، فيشعر الرجل بعد أن وصل لمرحلة النضج بالرغبة في أن يعيش حياته من جديد وقد يساعده على ذلك استقراره المادي، فيبدأ في البحث عن فتاة صغيرة وسرعان ما يتوهم بالحب، ومن أعراض هذه المرحلة هو سخط وملل من نمط الحياة أو الأشخاص الذين كانوا يشعرونه بالرضا فيما مضى، التذمر والرغبة بالقيام بشيء مختلف تماماً، الشك في القرارات التي اتخذها في السنوات الماضية ومدى صحتها، كثرة الشرود مع أحلام اليقظة، الحدة والغضب المفاجئ، زيادة كبيرة وتراجع حاد في الطموحات، وحول رأي قسم علم اجتماع أن ما يروه من تصرفات البعض «ممن تجاوزوا سن المراهقة المتأخرة بسنين كثيرة»، هو محاولة تعويض عن مرحلة كان من المفترض أن يمروا بها أثناء الصبا ولكن لأسباب معينة تجاوزوها، ومن المعروف ان ما يسمى بمرحلة منتصف العمر تعتبر مرحلة قلق وتوتر لأسباب ترتبط بالتغيرات الفيزيولوجية التي تصيب الجسم، فكثير من الرجال يصبحون أكثر عصبية وتوتراً وينتابهم إحساس أن الحياة قد انتهت، ما يسبب عندهم ردود أفعال غير محسوبة وفي هذا العمر من الطبيعي أن تتراجع القدرة على تعلم الأشياء الجديدة، مما يولد عندهم رغبة بالانفراد والوحدة ويعبر باستمرار عن حنينه للماضي ويكثر ذكرياته ويطلق عبارات... «أنا محروم، ضاع الشباب»، ويصبح الاهتمام بالشكل الخارجي والهندام أكثر من قبل فيرتدون ملابس تجعلهم أكثر شباباً، ويصبغ شعره باستمرار فهو يحاول أن يثبت لنفسه ولأقرانه أنه مازال يتمتع بالشباب والجاذبية والقوة، وهنا تنتابه رغبة شديدة في معرفة إذا كان مرغوباً به أم لا في خروجه المستمر والتنقل بين مجمع وآخر... باعتقادي أن هذه الظاهرة منتشرة بكثرة في المجتمع ولاسيما في الفترة الأخيرة، فكثير من الرجال لا يعيشون فترات حياتهم ولا يعطون كل مرحلة عمرية حقها، فمنهم من يتعرف على فتاة تصغره بعشرين سنة باعتقاده انها أجمل لحظات العشق في هذه السن، فغالبا ما يكون الحب بهذه المرحلة عميقا ومن يبحث عنه يكون متعبا ومحتاجا اليه او هروب من ضغوط الحياة وخوف من تقدم العمر، ويعتبر الحب بالنسبة له في هذه المرحلة محاولة للتمسك بالحياة، بما فيها من آمال وطموحات ومتعة، فالحب جميل في أي وقت كان.
[email protected]
@Follow Me :sshaheen9