فوزية سالم الصباح / الطلبة «البدون»... والجهاز المركزي

تصغير
تكبير
هذا المطلب الشرعي اوجهه إلى رئيس الجهاز المركزي السيد صالح الفضالة وأركان هذا الجهاز، فإن ساهم هذا الجهاز في منح خريجي الثانوية العامة من الطلبة البدون حقوقهم التعليمية، فإننا سنقدر لهذا الجهاز جهده وسعيه ودوره الإنساني لأنه سيثبت لنا ولمنظمات حقوق الإنسان أنه يعمل في الطريق الصحيح ومن أجل حل هذه القضية بما يتوافق مع المصلحة الوطنية، وإن لم يقم بأي دور في هذا المجال فإنه سيثبت للجميع أن عمله مجرد تصريحات إعلامية تخديرية. لاشك أن السيد صالح الفضالة يدرك تماماً أن هذه القضية وطنية بامتياز ولا تقل أهمية عن القضايا السياسية والاقتصادية للدولة، لقد مضى ما يقارب العام على انشاء الجهاز المركزي وحتى هذه اللحظة نحن ننتظر ونترقب انجازات هذا الجهاز... وفي هذا الشهر بالذات أطالب الجهاز، ان كان بالفعل صادقاً في حل هذه القضية وفقاً للمصلحة الوطنية أن يساهم في إنصاف خريجي الثانوية العامة من الطلبة البدون، ففي الثمانينات كانت جامعة الكويت ومن بعدها التعليم التطبيقي تستقبل الطلبة البدون وتم تخريج مجموعة متعلمة خدمت الوطن وبعضهم حصل على الجنسية، وفي التسعينات تم تضييق الخناق عليهم والتفنن في ظلمهم وتدميرهم حتى أن الجامعة رفضت طلب الأول على الكويت في عهد وزير التربية آنذاك الدكتور احمد الربعي رحمه الله، وفي الأعوام الماضية استثنى التطبيقي بعض أبناء العسكريين وأبناء الكويتيات. أنا أسأل رئيس الجهاز صالح الفضالة وأركان جهازه هل من المصلحة الوطنية موافقة الجامعة والتطبيقي على التحاق المقيمين وصرف الملايين عليهم بينما لا تتم الموافقة على التحاق أبناء البدون إذا كان الأب مدنياً وليست الأم كويتية، خصوصاً وأن هؤلاء الطلبة البدون قد يحصلون على الجنسية الكويتية في المستقبل، أنا بنفسي توجهت إلى التعليم التطبيقي لتسجيل طالب بدون حصل على نسبة تفوق الثمانين في المئة علمي ولم تتم الموافقة عليه لأن والده ليس عسكرياً وامه ليست كويتية رغم أن جده كان عسكرياً في الجيش لمدة أربعين عاماً وشارك في الحروب العربية مع الجيش الكويتي، بينما اكتشفت وشاهدت بام عيني موافقة التطبيقي على التحاق أبناء المقيمين ممن هم نسبتهم أدنى من هذا الشاب البدون. والسؤال الموجه لرئيس الجهاز المركزي وأركان هذا الجهاز، أليس من المصلحة الوطنية إلحاق أبناء البدون، الذين سيحصلون على الجنسية في المستقبل، في الجامعة والتطبيقي على حسب نسبهم، أم أن المصلحة الوطنية تعني إلحاق أبناء المقيمين الذين ستصرف الدولة عليهم بالملايين وسيغادرون في النهاية إلى بلدهم؟ أنا أرجو من الأخ صالح الفضالة الذي لا شك أنه يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، أن يجلس مع المسؤولين في وزارة التربية لتغيير هذه السياسة الظالمة والسماح لأبناء البدون خصوصاً ممن حصلوا على نسب فوق السبعينات بإلحاقهم بالجامعة وبالتطبيقي وأن تكون لهم الأولوية قبل الخليجيين والمقيمين لأنه من مصلحتنا الوطنية أن نخرج البدون من التطبيقي والجامعات فهم في النهاية سيخدمون هذا البلد ومعظمهم سيحصل على الجنسية إن طال الزمن أو قصر، أو سيتزوجون من كويتية. كما أن هناك طلبة بدون سيحصلون على نسب فوق الثمانينات والتسعينات فلماذا لا نمنحهم جوازاً أزرقاً بدلاً من الرمادي حتى يتمكنوا من الحصول على فيزا اوروبية بسهولة والدراسة على نفقتهم. أو على الأقل وكما طلبت الحكومة من دول الخليج بعدم السماح للبدون بدخول هذه الدول أن تلغي هذا الطلب، وتعلن لهذه الدول إلغاء طلبها السابق وتسمح على الأقل فقط للطلبة البدون بالدراسة في الجامعات الخليجية الخاصة.

ملحوظة:

أنا على ثقة بأن السيد صالح الفضالة لن يرضى بأن يساء إلى تاريخه السياسي العريق وإلصاق فشل حل القضية باسمه، أما إن نجح فإن التاريخ سيذكره بأنه صاحب الفضل في حل هذه القضية الوطنية التي فشل غيره على مدى عقود في حلها. ونحن بانتظار تنسيق الجهاز مع وزارة التربية، والقرارات المرتقبة في منح الطلبة البدون حقوقهم التعليمية فلننتظر ونترقب.



فوزية سالم الصباح

محامية وكاتبة

Alsabah700@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي