سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / تراها في ذمتك... يابو سعود

تصغير
تكبير
استبشرت خيراً عندما أسندت مسؤولية وزارة العدل إلى الوزير السابق راشد الحماد، لتاريخه الأجمل في القضاء، والقضاء يعني الحسم والعدل والقدرة على اتخاذ القرار من دون مجاملات ولا ترضيات أو توصيات، وتوقعت أن يحسم الحماد ما عجز عنه الوزراء السابقون في قضية اقتطاع، ويمكنك قراءتها سرقة، الهيئة العامة لشؤون القصر لأموال «أيتام الكويت» من دون وجه حق، إلا أن الظن خاب، والحسم غاب، والتسويات والترضيات واللامبالاة حضرت حتى رحل الوزير وفي ذمته أموال منهوبة ومسروقة لأيتام هذا البلد.

علمت من بعض المصادر في وزارة العدل أن الوزير الجديد القديم الدكتور محمد العفاسي قد اجتمع بمسؤولي وقياديي الهيئة بخصوص هذا الموضوع القديم المتجدد وأنه أبلغهم بصريح العبارة التي لا تقبل التأويل أو التأجيل أن حسم هذا الموضوع والانتهاء منه على رأس أولوياته، وطلب منهم العودة إليه بتقرير يوضح موقف الهيئة والخيارات المتاحة أمامها. وأن العفاسي قد أسمع القياديين كلاماً هم في أمس الحاجة إليه ليصحوا من الغفوة التي حللت لهم ما حرم الله، واستبشرنا خيراً وارتفعت الآمال والتوقعات، فقلنا «يا الله يا كريم، قاض آخر قد يحسمها» وانتظرنا.

ولن أتوجه بالخطاب إلى قياديي الهيئة، فالضرب في الميت حرام، فما بالك بالميت المعتدي على أموال الأيتام القصر، وسأوجه الخطاب مباشرة إلى الوزير الذي حورب قرار تسلمه منصب وزير العدل، لأقول يا بو سعود ان المناصب زائلة ولك في الكثير من الوزراء عظة وعبرة وتاريخ، ولا يبقى إلا ما تقدمه يداك أمام الله أولاً ثم أمام أبناء هذا الشعب الذي أوكلكم مسؤولية إدارة شؤونه، فماذا تختار؟ وما الذي تود أن تتركه خلفك لتجده أمامك؟

الموضوع محسوم بتقارير ديوان المحاسبة وقانون الهيئة ولجان الإفتاء في وزارة الأوقاف، وقدم فيه استجواب وأسئلة برلمانية وتهرب القياديون بأجوبتهم، فلا تتردد في «حسم» الموضوع مثلما يحسم القضاة الأمور، ولا تدخل الموضوع في غياهب اللجان والتأجيل والتسويف والتعطيل، فكل يوم يمر ويخصم من يتيم من أيتام الكويت دينار واحد فهو في ذمتك أنت وكل مسؤول من مسؤولي هذا البلد المعنيين، فلا تدخل الدنانير والآلاف والملايين منها في ذمتك، وأنه موضوع «سرقة» الهيئة العامة لشؤون القصر لأموال الأيتام مرة وللأبد.





سعود عبدالعزيز العصفور

salasfoor@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي