إزعاج، وصخب، وضجيج، وأجندة خاصة، كل من فشل تحت قبة البرلمان نادى إلى الخروج في الشوارع، ورفع اليافطات ترافقها صيحات الجماهير المعدودة على الأصابع، وكل هذا الأكشن إرضاء للنائب فلان عاشق الأزمات والفلاشات! لنكن منصفين، ولنقلها بصراحة وشفافية أن مصالح المواطنين معطلة بما فيه الكفاية، وكأن لم يكفها وعود وزير التنمية، الذي وعدنا، كعادته، بكويت حديثة، وجميلة بمنشآتها ومرافقها، تحت مظلة المليارات الـ 37، من دون أن يتحقق منها ما يجعل المرء يشعر بالسعادة والسرور، أن المليارات لم تذهب هباء منثورا!
عزيزي الناخب لقد رأيت رأي العين ما فعله نواب الأمة من اصطفاف ليس من أجلك وإنما من أجل الدينار فقط، وها أنت تجني ثمرة تصويتك لهم، فلا طموحاتك تحققت ولا قضاياك المزمنة تحلحلت، وأصبحت خاوي الوفاض تندب حظك الذي جعلك ترى المهازل النيابية، من تعطيل للجلسات المهمة وآخرها جلسة المعلمين التي تم تطيير نصابها عن قصد، لمآرب حكومية!
إذن، ليكن لديك، عزيزي الناخب، الوعي الكامل، فلا تجعل من يمتلك حنجرة، أو لديه أسلوباً يسحر الألباب، أن يؤثر عليك، فكفاك منهم خداعاً وضياع أعوام، لم ينجز منها أي شيء يذكر، سوى التلاعب بعواطف الناخبين، والضحك عليهم بوعود براقة، والقضايا المهمة والمستعصية لم تجد حلاً لها وحتى هذه الساعة، لأن حضرات الباشوات لم يعطوها من وقتهم الثمين، بضع دقائق، لعلها تحظى بحل يسر الناخبين، كقضية الإسكان التي تُركت في يد وزير احترف الأقوال دون الأفعال!
أداء المجلسين، انعكس سلبا على الحياة العامة، وتسبب في ضياع مصالح البلاد والعباد، والتلكؤ في الإنجاز وخلق أزمات من لا شيء، بسبب الأنانية التي تفشت وحب الذات المطلق والهروب من عملية الإصلاح، التي لطالما تشدقت بها الحكومات المتعاقبة من دون ترجمة حقيقية لها، فبالله عليكم هل ترجون خيراً من وراء حكومة فاشلة على المقاييس كافة، ومجلس عجز نوابه عن محاسبة حكومتهم تحت قبة البرلمان، ولجأ إلى الشارع لدغدغة المشاعر!
ما نراه اليوم ليس بالعمل البرلماني الحقيقي، وإنما فوضى خلقتها الأيادي الخفية التي لا تريد خيرا بهذا البلد، فعاثت فساداً ولجأت إلى ممارسات تأنفها النفوس الحرة الأبية، عبر أدواتها من عبدة الدينار والدرهم، لتحقيق مآربها غير الوطنية وغير الشريفة!
مبارك محمد الهاجري
alhajri700@gmail.com