أرجوكم اتركوا لعب السياسة حتى نبني وطناً قوياً أساساته صلبة بدلاً من تركه ينزف من كثرة ما فيه من فساد وتجاوز للقانون. لنترك شعار التباكي من أجل الأجيال القادمة فنحن كنا من الأجيال القادمة وتربينا في بيئة مليئة بالمغالطات والمحسوبية ومن سبقونا لا يقلون وضعاً عنا فعن أي أجيال تتحدثون...؟ الوطن صار ضحية أحزابنا السياسية كل يحاول جره لمصالحه حتى بدا بالتمزق، وكذلك أقطاب الأسرة الحاكمة مع كل أسف دخلوا على الخط بقوة للحفاظ على كيانهم السياسي ونفوذهم الاجتماعي من دون مراعاة للمصلحة العامة فإذا كان الكل وليس البعض يريد لعب السياسة فمن يريد بناء الدولة إذاً؟
لنرحم الكويت وأهلها من التكتيكات السياسية الخبيثة والتي لن توردنا إلا الهلاك... أيها السيدات والسادة كما يقول خالد الحربان الكويت أعطتنا الكثير وما زالت هي الحاضنة لنا جميعاً بسنتنا وشيعتنا وبدونا وحضرنا فهل جزاءها منا النكران وقلة التدبير بسبب مصالح دنيوية ضيقة ومال لا ينفع يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه فالدنيا لا تساوي جناح بعوضة، وهل نحن في حاجة لأزمة كبيرة حتى نوقظ قلوبنا القافلة التي تتبع شهواتها وما تملي عليها شياطين الجن والانس؟
الكويت تمر بمرحلة حرجة من الانشقاق الطائفي حتى وإن أغفلنا أهميته أو وزعنا المجاملات هنا وهناك، وحرب المصالح الشخصية وصلت لمرحلة كسر العظم لأننا فجرنا في الخصومة، وهذه الأمور كفيلة بإسقاطنا في الهاوية ما لم نعالجها بمؤتمر وطني أساسه التعايش والوفاء لمصلحة البلد العليا... وما تخندقنا في أحد المعسكرين إلا جهلاً منا وقلة وعي، فالكويت هي الأهم من الجميع، ومعسكرها هو الذي يجب أن ندافع عنه واللبيب بالإشارة يفهم لأن الشعارات البراقة باتت مكشوفة ووقودها الناس والحجارة... رضي من رضى وزعل من زعل، وأرفض أن أكون شاهد زور لمرحلة حرجة وخطيرة، والأولى أن أكون صادقاً مع الله والناس، والقانون يجب أن يطبق على ملاكه قبل المستهلكين له حتى نرد له هيبته وسطوته بدلاً من حياة الغابة التي نعيشها كل يوم حتى تحول البسطاء والضعفاء إلى وحوش ليس لشيء سوى للحصول على حقوقهم الضائعة أو استردادها من فم الظالمين وأصحاب السطوة. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
إضاءة: اجتماع الأسرة الحاكمة يجب أن يسبق اجتماع أهل الكويت فنتائجه تلقي بظلالها سواء بالإيجاب أو بالسلب.
مشعل الفراج الظفيري
كاتب كويتي
m-alfraaj19@hotmail.com