عبد الله نايف المجيحم / نقطة ضوء / صراع الأقطاب ... وسقوط الأقنعة!

تصغير
تكبير
لا يخفى على أحد في دولة الكويت الصراع الخفي بين أقطاب الحكومة من أبناء الأسرة الحاكمة، وعلى وجه الخصوص بين رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء ووزير الدولة لشئون التنمية والإسكان، هذا الصراع الذي أخذ منحنى جديداً في شكله وأدواته وتكتيكاته حيث برز للعيان أثناء الاستجواب الأخير للشيخ أحمد الفهد «الكريدت» النيابي الذي يملكه رئيس الوزراء، وبالأخص النواب الذين لم يصوتوا مع إحالة الاستجواب إلى اللجنة التشريعية، علماً أن هؤلاء النواب سبق لهم أن صوتوا لإحالة استجواب رئيس الوزراء للمحكمة الدستورية وهذه مفارقة وتناقض عجيب يثبت لنا عدم مصداقية هؤلاء النواب والعمل لمصالحهم الخاصة.

من جانب آخر ومفارقة أخرى تصويت النواب الإسلاميين مع إحالة الاستجواب للجنة التشريعية للنظر في مدى دستورية محورين من محاور هذا الاستجواب ومن خلال تصريحات النواب الإسلاميين برر أحدهم بأنه لا يريد المساهمة في تنفيذ أجندة رئيس الوزراء، والآخر رأى بعدم دستورية المحورين المتعلقين بالمالية والشؤون وأما بقية النواب الذين صوتوا مع الإحالة فغالبيتهم من ضمن «الكريدت» الخاص لأحمد الفهد.

بعد هذا التناقض والمفارقات العجيبة في جلسة الانكشاف الكبير لأقطاب الحكومة وعلى إيقاع (رقصة التعري) البرلمانية يتضح لنا أكذوبة (التضامن الحكومي) وانكشاف كذلك بعض الوزراء بتواطئهم مع النواب ضد زملائهم ما أوجد حالة من الاحتقان السياسي المزمن الذي لا يزول إلا بزوال هذه الحكومة برمتها حتى يتغير النهج والتعاطي مع القضايا المحلية والخارجية باقتدار واحترافية سياسية.

كشف التسلل الذي تطرق له النائب مرزوق الغانم للنواب اللاعبين في ملعب عبد الله السالم من الجانبين، وهناك رسائل متبادلة بين صانعي اللعب مفادها البقاء للأقوى وصاحب الأكثرية النيابية ما ينذر باللعب بالأوراق المخفية بعد استنفاد اللعب بالأوراق المكشوفة والعمل على تأجيج الشارع السياسي من خلال الندوات أو البرامج السياسية أو اللقاءات، واستنفار بعض الأقلام المأجورة التي تسعى للتغطية وطمس الحقائق، أو لضرب فئات المجتمع ما ينذر بتصاعد أعداد المتظاهرين أيام الجمع، ولا هم لتلك الأقطاب إلا البقاء والمحافظة على كراسيها وليحرق البلد ولتتوقف التنمية كل هذا لا يُهم المهم من ينتصر على الآخر والضحية الوطن والمواطن الذي يرى هذا التطاحن ولسان حاله يقول «يا قوم أليس فيكم رشيد». «حسبنا الله ونعم الوكيل».





عبد الله نايف المجيحم

hotmail.com@Almje7m

almej7m@:Twitter
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي