عبدالله نايف المجيحم / نقطة ضوء / التهديدات الإيرانية... والمعضلة الأمنية

تصغير
تكبير
تواجه دول الخليج عموماً ودولة الكويت خاصة تهديدات إيرانية مستمرة لا تنقطع باستمرار المشاكل الداخلية التي تعاني منها إيران التي تحاول تصدير هذه المشاكل أو جزء منها لدول الجوار وذلك حتى تنشغل الشعوب الإيرانية والعربية عما يجري في الداخل الإيراني.

ولكن اللافت للنظر تطور هذا التهديد الكلامي إلى تهديد فعلي، وشاهدنا ذلك من خلال تحريك المجاميع من الخلايا النائمة والمنتشرة في دول الخليج، وهذا الأمر صرح به أكثر من مسؤول إيراني، وبدا واضحاً هذا في تطور المظاهرات السلمية في البحرين بعدما دخلها المخربون الذين يحملون الأجندة الإيرانية وبدأوا بالتخريب ورفع سقف المطالب بإسقاط النظام، ولم يستكينوا حتى تدخل درع الجزيرة.

التهديد الأمني الآخر هو الشبكات التجسسية المنتشرة في الكويت وبقيه دول الخليج، ومع تطور هذه التهديدات من الواقع النظري إلى الواقع العملي تم ضبط سيارة في ميناء الشعيبة بها كمية من المتفجرات، وكذلك منزل في منطقة المهبولة به كمية من الأسلحة والمتفجرات، وهذا يقودنا إلى الشبكة التجسسية وأهدافها، من سينفذ هذه الأهداف، هل هي التي كانت ستنفذ أم مجموعة أخرى أوكلت لها المهمة وفي الوقت المناسب يتم التنفيذ بعد أن يتم الإعداد لذلك.

ومن الأوجه الأخرى لهذه التهديدات يبرز التهديد الاجتماعي بالضرب على وتر الطائفية وإشعال نارها التي بدأت تكبر وتأخذ أشكالاً عدة... ومنها الكتابة على الجدران وتحريض المرجعيات لبعض الرؤوس وذلك لإذكاء الفتنة الطائفية بين أطياف المجتمع، وسب الصحابة وأم المؤمنين، رضي الله عنهم أجمعين، في فضائيات يملكها كويتيون، ولم تسلم دول الخليج كذلك من هذا الردح الإعلامي الطائفي البغيض.

ومن التهديد الاجتماعي إلى السياسي وذلك يظهر من خلال المحاولات المستميتة لتغيير خارطة التحالفات بالإغراءات النفطية والعقود الاقتصادية الاستراتيجية والتي يراد بها الاستغناء عن دول الخليج ونفطها، وبدا ذلك واضحاً في الحالة العراقية والتي بدأت تؤثر على العلاقة الأميركية مع دول الخليج وبضغوط إيرانية.

يبقى التهديد الأمني من أهم المعضلات التي تواجه دول الخليج، وعن كيفية التعاطي مع هذا التهديد لابد عن وجود خطة شاملة يكون الإعلام احدى ركائزها بل ومحورها الرئيسي وذلك بعد الأجندة الأمنية والتي حققت نجاحات كثيرة ونثني على جهودها، ولكن الآتي أعظم وأفدح لذلك على الأجهزة الأمنية أن تواصل نشاطها المكثف حتى تحقق الوقاية قبل الصد والمنع وذلك بتحقيق الأسبقية قبل الحدث وليس بعده.

ويجب تفعيل دور المواطن من منطلق كل مواطن خفير، وتعزيز الوحدة الوطنية، وإسكات جميع الأبواق المأجورة والهدامة التي لا تعمل لصالح المجتمع، وأخيراً لنعمل بصدق على تكسير جميع معاول الهدم واستبدالها بمعدات البناء والنماء لأنها أفضل سبل العلاج لهذه المعضلة الأمنية.





عبدالله نايف المجيحم

كاتب كويتي

almje7m@hotmail.com

Tweeter @ almje7m
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي