السفير الناجح والمميز ليس فقط من يرتاد حفلات الاستقبال الرسمية، أو التواصل مع المسؤولين الرسميين لبلد الاعتماد، بل من يرتبط بعلاقات اجتماعية مع جميع شرائح بلد الاعتماد، ويفتح باب مكتبه أمام أفراد هذا البلد والشركات والجمعيات والنقابات. وهنا تكمن الأهمية من خلال اظهار الوجه المشرق لبلاده من خلال اللقاءات المتواصلة لتوطيد العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياحية، وهذا يستوجب في نظري أن يكون السفير على قدر كبير من الخصال المميزة وأهمها الذكاء وحسن التصرف، وذا كفاءة مهنيّة عاليّة حتى يستطيع أن يدير كفة السفارة بنجاح.
ومن ثم فإنني أرى أن عمل السفير وفريقه ليس محصوراً في الجوانب السياسية والعلاقات الثنائية فقط... بقدر ما يتعداه إلى الجوانب الإعلامية والتجارية والاستثمارية والسياحية، وغير ذلك. وكما هو بمثابة رجل سياسة لوطنه فإنه كذلك بمثابة رجل إعلام وعلاقات عامة لوطنه.
وقد تشرفت بزيارة سورية قبل أعوام عدة، والزائر لهذا البلد ما أن تطأ قدماه سورية حتى يشعر بعبق التاريخ والحضارة والأصالة والثقافة العربية الأصيلة، وليس بغريب أن تنجب هذه الحضارة الأصيلة المثقفين والأدباء والشعراء، والسفراء.
وليس غريباً أن تنجب هذه الحضارة العريقة سفيراً كسفير سورية في الكويت السيد بسام علي عبدالمجيد الذي لا يلم فقط بقواعد هذه المهنة وبأصولها... بل هو يمتاز عن غيره من السفراء بتحليه بالمهارة الديبلوماسية والقدرة على اتخاذ القرار.
وقد التقيت بالعديد من السفراء العرب والأجانب سواء في مكاتبهم أو في مكتبي أو في مناسبات مختلفة، إلا أنني وجدت سفير الجمهورية العربية السورية عندما التقيته يمتاز عن الكثير من السفراء لانه يجمع ما بين الديبلوماسية التي تتطلب التحفظ في الحديث وما بين الانفتاح والتلقائية والقدرة على اتخاذ القرار.
ومن الطبيعي أن أداء السفير السوري يرقى إلى مستوى طموح الكويتيين لكثير من الأسباب أهمها تواصله المستمر مع جميع شرائح المجتمع الكويتي، وبكل أطيافه وفعالياته. فكان دوره سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياحياً. وما ذكرته ليس من باب الاطراء والمجاملة، بل هي حقيقة لمسها الكثير من المواطنين الكويتيين الذين التقوا بسعادة السفير.
فوزية سالم الصباح
محامية وكاتبة
Alsabah700@hotmail.com