قوات درع الجزيرة هي قوات مشتركة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تم إنشاؤها وتأسيسها بقرار من المجلس الأعلى في دورته الثالثة والتي عقدت في المنامة (نوفمبر 1982) لردع العدوان العسكري وحماية أمن الدول الأعضاء لمجلس التعاون، تم تغيير تسميتها في الدورة السادسة والعشرين في ديسمبر 2005 وباقتراح من الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى (قوات درع الجزيرة المشتركة) ويقع مقرها في مدينة حفر الباطن في المملكة العربية السعودية، وكانت تتألف القوة التأسيسية من لواء مشاة يقدر بحوالي 5000 فرد وتم تطوير هذه القوة عام 2006 وباقتراح سعودي لإنشاء نظام مشترك للقيادة والسيطرة وبقوة تقدر بـ 7 آلاف فرد، وفي عام 2010 تجاوزت القوة الثلاثين ألف عسكري من الضباط والجنود منهم 21 ألف مقاتل.
بعد هذه النبذة التعريفية عن قوات درع الجزيرة كان لزاماً علينا أن نؤكد على نقطة جوهرية ومهمة جداً وردت في سياق هذه المقدمة ألا وهي وظيفة هذه القوات وهي «ردع أي عدوان عسكري وحماية أمن الدول الأعضاء لمجلس التعاون» بمعنى أن واجب هذه القوات ليس مقصوراً على التعامل مع العدوان العسكري فقط وإنما حماية أمن الدول الأعضاء أيضاً من أي أعمال ونشاطات تخريبية يقوم بها دخلاء أو عملاء مندسون بين مواطني تلك الدول التي تقع فيها اضطرابات أمنية، كالذي حدث في البحرين عندما تبين أن أهداف المتظاهرين ليس المطالبة بالحقوق وإنما التخريب وإسقاط النظام والإخلال بالأمن.
ولذلك نجد دخول درع الجزيرة للبحرين شرعيا 100 في المئة، وأن من يقول غير ذلك فهو لا يفقه معنى تواجد هذه القوات أو لم يقرأ معاهدة الدفاع المشترك أو ميثاق التعاون أو حتى الاتفاقيات الأمنية والعسكرية سواء كانت للتدريب أو لأغراض العمليات. وفي خضم هذه الأحداث التي تمر بالمنطقة والتي أوجدت حالة جديدة من الرغبة الجامعة للتغيير تختلف أساليبها من بلد لآخر ولكن في النهاية يكون المطلب الأخير وهو تغيير وإسقاط النظام.
وبعد نجاح درع الجزيرة، هذا الحصن الحصين لدول مجلس التعاون، في صد وفرض الأمن والهيبة واحترام القانون والنظام في مملكة البحرين الشقيقة انتعشت شعوب الخليج وارتفعت معنوياتهم مما انعكس إيجابياً على الدول العربية وهذا ما لمسناه وسمعناه من أشقائنا العرب بعد ما تبينت أهداف المشروع الصفوي الفارسي.
والمطلوب الآن من دول مجلس التعاون الاهتمام بصورة أكبر وتطوير هذه القوة إلى مجموعة قوات للتدخل السريع، وسن اتفاقيات جديدة والمصادقة عليها تتضمن أهداف وواجبات هذه القوات وتوزيع نسخ من هذه الاتفاقيات على المنظمات التي تشكك بمشروعية عمل هذه القوات.
وأخيراً وليس آخراً إلى متى يا قادتنا الأفاضل لا يكون هناك جيش خليجي موحد بدلاً من هذه القوات التي يتم تجميعها وبـ (6) قادة بدلاً من واحد، متى تحققون لنا هذا الحلم الذي طال انتظاره؟
عبد الله نايف المجيحم
hotmail.com@Almje7m