في كثير من البلدان نجد أن المخططين الاستراتيجيين يضعون كثيراً من الخطط الاستراتيجية والتي يراد بها حماية البلاد وحفظ الأمن الوطني بمفهومه الشامل والاستراتيجي من جوانب عدة ومنها: الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، ويتم التدريب عليها عملياتياً وتكتيكياً من خلال مراكز العمليات المختلفة سواء كانت هذه المراكز عسكرية أم مدنية.
ومن الطبيعي والمنطقي أن تكون هناك سيناريوات عدة وضعت لعدد كبير جداً من المعاضل المختلفة ليتم التدريب عليها ومن خلال هذه التدريبات تبرز مشاكل ومعوقات عدة في التطبيق التكتيكي والميداني ويجب الأخذ في الحسبان الدروس المستفادة بعد كل عملية تدريبية حتى نصل إلى الحل الأمثل والتطبيق النموذجي والذي يساعد المعنيين ويزيل الارتباك الناتج من القصور الإداري والفني وعدم استكمال متطلبات الوزارات المختلفة.
وهنا لا بد من الإشارة إلى جهاز الأمن الوطني ودوره الذي يقوم على تقديم التوصيات إلى مجلس الوزراء، بمعنى أن هذا المجلس استشاري وليس تنفيذيا وهذا يؤدي إلى قصور وظيفي لدى هذا الجهاز الذي يعتقد الكثيرون أن دوره القيام بمعالجة المشاكل كافة عملياً ويكون مسؤولاً عن إدارة الأزمات التي تقع في البلاد وهذا الاعتقاد خاطئ كما ذكرنا ولست في صدد ذكر المهام والواجبات لهذا الجهاز ولكن كل ما نتمناه ونريده أن يصدر مرسوم لهيكل تنظيمي جديد لجهاز الأمن الوطني منظماً تبعية هذا الجهاز وتحديد الواجبات المنوطة له ومتضمناً كذلك انشاء مركز لإدارة الأزمات بالدولة ويتبع جهاز الأمن الوطني، ويتم تفعيل هذا المركز بعد الموافقة على الهيكل التنظيمي له، ويشكل من وزارات ومؤسسات عدة ويكون على شكل أطقم ثابتة وهي التي تعمل على إدامة العمل بهذا المركز، وأطقم غير ثابتة تلتحق بالمركز عملياتياً وحسب نوع الأزمة.
لا نريد الإطالة والإسهاب بالشرح التفصيلي ليقيننا بوجود طاقات كبيرة من القادة الاستراتيجيين القادرين على ترجمة هذا المشروع إلى واقع عملي بعد خروجه إلى النور في القريب العاجل إن شاء الله، لثقتي بمن يرأس هذا الجهاز ونائبه لأنه سبق لمن يرأس هذا الجهاز أن ترأس فريق إدارة الأزمات عام 2003 عندما كان نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية. ومن خلال هذه الزاوية نناشد معالي الشيخ محمد الخالد الصباح بتبني هذا المشروع لأهميته في ظل الظروف الراهنة والأحداث المتسارعة وهذا حتى نكون مستعدين لأي طارئ أو أزمة قد تحدث، وحتى نكون من الدول التي تستبق الأزمات في توقعها لها وتعمل على اجهاضها قبل وقوعها، لا أن تعمل بردات الفعل فتقوم بمعالجة أزمة وقعت ونحن في غفلة منها وتكبر لتصبح كارثة وبعدها تعلو الأصوات مطالبة بجلب الخبراء وكأن أبناء البلد غير قادرين على معالجة الأزمات.
معالي الشيخ محمد الخالد... متى نرى هذا المركز الاستراتيجي والمهم قد أنُجز، ومتى لا تكون هناك أدوار مفقودة لجهاز الأمن الوطني؟ سؤال يحتاج إلى إجابة نرجو أن نسمعها وتبشرنا بها، ودمتم ودامت الكويت دار أمن وسلام.
عبد الله نايف المجيحم
كاتب كويتي
hotmail.com@Almje7m