فوزية سالم الصباح / ناصر الخرافي ... رحمك الله

تصغير
تكبير
تأثرت كثيراً بوفاة العم ناصر الخرافي الذي حمل مشعل التنمية والمبادئ الراسخة طوال حياته داخل وخارج الكويت، ولعل التعبير عن حزننا بفقدان هذه الشخصية الاقتصادية الكبيرة ليس بالأمر السهل علينا أو على غيرنا فمهما كتبنا فلن تسعفنا الكلمات ولن نوفي صاحب البصمات الإنسانية والخيرية والاقتصادية حقه الذي قاد التأسيس والتطوير الاقتصادي في جميع أنحاء العالم، لقد كان مثالاً للعقلية الاقتصادية الناجحة وقدوة لكل رجال الأعمال... إن قصة نجاحه الكبير هو جزء من قصة نجاح الكويت لذلك لقد خسرت الكويت رجلاً من خيرة رجالها، وخسر الوطن العربي رجلاً اقتصادياً لا يمكن تعويضه، لقد رفع اسم الكويت عالياً بمساهماته الخيرية ومواقفه الإنسانية تجاه المقاومة في لبنان وفلسطين، ولم يكن يخش أحداً أو يجامل أحداً بل كان رأيه بالمقاومة واضحاً وصريحاً في زمن صافح فيه بعض القادة العرب قتلة الأطفال في فلسطين.

لم يؤسس العم ناصر الخرافي رحمه الله أكبر الشركات العالمية بل أسس ورسخ في أذهاننا الأخلاق والمبادئ والقوة والتحدي، لقد حمل اسم عائلة معروفة بالخير منذ القدم فزادها وزادنا فخراً وجوداً وعطاء ووطنية. بالتأكيد لن يمحو التاريخ هذا العطاء الذي قدمه العم ناصر الخرافي فنجاحاته لا تحصى ولا تعد، واسهاماته الجليلة والخيرية داخل وخارج الكويت، وهو فوق كل هذا وذاك لم يبحث عن الأوسمة ولا عن المناصب السياسية ولا عن الأضواء الكاشفة لأنه أرقى وأكبر منها بكثير... وها هو العم ناصر الخرافي عاش كبيراً ومات كبيراً ويا ليتك ياعم ناصر ياصاحب المواقف الشريفة والمشرفة والقرارات الثابتة والشامخة ترى كيف توافد آلاف المعزين من مختلف الجنسيات على ديوانكم العامر، فلماذا لا وأنت كويتي الأصل عربي الهوى.

إن عزاءنا في مصابنا الجلل ليس فقط لآل الخرافي بل للشعب الكويتي والعربي، ورغم حزننا الشديد إلا أننا نؤمن بقضاء الله وقدره، وقد قدر الله وما شاء فعل، ولا يسعنا إلا أن نقول بكل حزن وألم رافعين أيدينا إلى السماء... رحمك الله يا عم ناصر الخرافي وألهم ذويك وإيانا الصبر والسلوان.



فوزية سالم الصباح

محامية وكاتبة

Alsabah700@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي