عبد الله نايف المجيحم / نقطة ضوء / تساقط أحجار الدومينو ودور القنوات الفضائية

تصغير
تكبير
تتسارع الأحداث في الوطن العربي، والتطورات الجارية سعياً للتغيير في الشرق الأوسط بدأت بسقوط نظام زين العابدين بتونس وتلاه النظام المصري، وجار العمل على إسقاط القذافي في ليبيا، ونظام علي عبد الله صالح في اليمن وبدأت شرارة التغيير في سورية من محافظة درعا وإن كانت مطالبها الأولية محصورة في الغاء قانون الطوارئ والإفراج عن المعتقلين والموقوفين، وليس المغرب والجزائر بمنأى عن عدوى الحرية والتغيير، فقد ظهر كثير من المظاهرات وما زالت مستمرة في مطالبها.

وفي الخليج في دول مجلس التعاون العربية، تطالب شعوبها بحكومات شعبية على أن تظل الأنظمة الحاكمة دستورية، أما في إيران والتي ما زالت المعارضة فيها تعاني من القمع المستمر من الأجهزة الأمنية الإيرانية وكثرة الاعتقالات في صفوف المعارضين لرئاسة وحكومة أحمدي نجاد وتقليص صلاحيات ولاية الفقيه.

والملاحظ للحراك السياسي الشديد الذي يصل إلى درجة الاحتقان وأحياناً إلى الحراك الميداني الذي اتخذ من الساحات انطلاقاً للتغيير وإسقاط الأنظمة يجد عاملاً مشتركاً عند جميع الدول التي تطالب شعوبها بالحرية واسترجاع حقوقها وهو ظلم تلك الأنظمة الفاسدة التي حرمت شعوبها من العيش على أرضها بكرامة ودون ملاحقات أمنية واستخباراتية يزج بعدها في السجن إلى غير رجعة.

ومن هنا يبرز دور الإعلام بشكل كبير جداً سواءً المقروء أو المرئي والمسموع، ونخص القنوات الفضائية لدورها الأكبر في بلورة الرأي العام سواء كانت حيادية ومهنية أو غير ذلك، فهي تؤثر في أفكار وسلوك الشعوب، والمرادف لها من وسائل الاتصالات الحديثة عبر الإنترنت على صفحات الفيس بوك أو التغريد عبر التويتر، والهواتف النقالة ذات الكاميرات فهي وسائل مساعدة فيما لو أوقفت هذه القنوات الفضائية عن العمل في البلدان المعنية بالأحداث الجارية أو طردت وأتلفت أجهزتها وسحبت تراخيصها.

ونحن في الكويت محصنون فلقد عانين الأمرين من هذه القنوات الفضائية والتي كانت تردح لهذه الأنظمة الدكتاتورية، لأننا نمارس العمل الإعلامي والصحافي بحرية ومهنية قل نظيرها في الوطن العربي ولا نسير من قبل الأجهزة الأمنية ولا الحكومية، وهذا ما جعل الإعلام الكويتي متميزاً بفضل وعي وثقافة الشعب والحرية التي يتمتع بها.

وللبلدان العربية التي كانت تمدح بعض القنوات الفضائية مثل (...) نقول لهم لماذا انقلبتم عليها وأين حرية الإعلام التي تدعون، أم أنها انحرفت عن مساركم؟

ويبقى السؤال الأهم هل هناك حيادية ومهنية لهذه القنوات الفضائية في ما يجري في بعض البلدان؟ نتمنى هذا وإن كنت أشك في وجوده!





عبد الله نايف المجيحم

كاتب كويتي

almje7m@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي