بداية نشكر قادة دول مجلس التعاون على الاستجابة السريعة لطلب مملكة البحرين للمســــاعـــــدة في حفظ الأمن وعــــودة الأوضاع الطبيعية لما كـــــانت عليه دون الالتفات للأصـــــوات الشــــاذة والمعـــادية الــــتي لا تــــريد الأمـــــن يســــــتتب في البحـــــرين ولا في أوطـــانهـــا!
ثم نستعرض ما أثير حول المظاهرات التي بدأت سلمية وبمطالب مشروعة ثم ما لبثت وكشرت عن أنيابها وظهرت على حقيقتها بعدما دخلها السذج وكثير من الأخوة البحرينيين الشيعة الذين لا ينتمون إلى أحزاب أو جمعيات ولا يحملون أجندات أو أفكاراً مستوردة، وبدأت بتنظيم مجاميع تخريبية الهدف منها زعزعة الأمن للضغط على الحكومة للرضوخ إلى مطالبهم، وبعد أن بدأت الاتصالات والوساطات من هنا وهناك، وحتى من الكويت بأمر من صاحب السمو، إلى أن طال بهم الأمن ولمدة شهر بأمر من جلالة ملك البحرين ولكنهم أحسوا أنهم أحيط بهم من كل جانب سياسياً وأعطوا كل مطالبهم، ومع هذا لم يرضخوا ولم يستمعوا إلى كلام العقل وتوجيه الملك لأنهم ينفذون أجندات خارجية وتحديداً من إيران الجارة التي تدعي الإسلام دينا وهي التي تقمع المظاهرات السلمية للشيعة لمجرد أنهم خالفوها في الرأي حتى أنها لم تستثن من ذلك القمع عامة الشعب وخاصته من السياسيين والمعممين من علماء الدين وأصحاب المرجعيات والحوزات العلمية، حتى أننا رأينا كيف يدوسون على عمامة السيد (كروبي) ووضع بعدها ومعه مرشح الرئاسة السيد الموسوي تحت الإقامة الجبرية لمدة عام، وبعدها زج بهم إلى السجن، ولا ننسى كذلك الكثير من القتلى والجرحى الذين شاركوا في المظاهرات السلمية والتي تطالب برحيل (الديكتاتور). هكذا تعامل إيران شعبها فلا غرابة إن سمعنا أو رأينا دعماً إيرانياً هنا أو هناك للمجاميع التخريبية والغوغائية في البلدان العربية وغيرها، وهناك الكثير من الخلايا النائمة التي بدأت تستيقظ بأوامر من ملالي طهران بحجة دعم ومساندة مطالب الثوار كما يسمونهم، والواضح للعيان من خلال البث الفضائي التوجيهات التي يتلقاها المتظاهرون في أرض الميدان، وكيف يسيطرون على هذه المجاميع ويسيرونها في مناطق مختلفة وذلك لزعزعة الأمن وتشتيته لأضعاف قدرته على السيطرة وقد نجحوا في ذلك ما اضطر ملك البحرين أن يطلب من أشقائه المساعدة حسب ميثاق دول مجلس التعاون بالدفاع المشترك والحفاظ على الأمن والسيادة وهو مطلب مشروع، ثم التأكيد عليه وتأييده دوليا ومن الدول العظمى.
وبعد هذا الاستعراض الموجز للأحداث في البحرين الذي انتهى بدخول قوات درع الجزيرة وبدء فرض الأمن وحظر التجول بعد الأمر السامي لجلالة الملك ببدء سريان حالة الطوارئ باشرت به قوات الأمن البحرينية يساندها الحرس الوطني وقوة دفاع البحرين بينما قوات درع الجزيرة انتشرت لحماية المنشآت المهمة والحيوية.
والأصوات الشاذة التي وضعت نفسها أبواقاً لإيران، سواء كانوا نواباً أو كتابا أو إعلاميين، نقول لهم التفتوا إلى بلدكم وصونوا أمنه كما فعلنا جميعاً أثناء الاحتلال وحرب التحرير الذي اختلاط به دم السني والشيعي وروى تراب الوطن الغالي لأن أمن الأوطان غالي الأثمان.
عبدالله نايف المجيحم
كاتب كويتي
Almje7m@hotmail.com