زحمة يا دنيا زحمة، زحمة أحداث، زحمة زعماء ينتظرون النداء الأخير لرحلة المغادرة، زحمة زعماء آخرين لا يزالون يبحثون عن حجز قريب، وزحمة زعماء أتوا للتوديع والسلامات وتسليم الأمانات إلى أصحابها. في اليمن، في سورية، في ليبيا، في نواكشوط، وفي الرباط، تثبت الشعوب العربية مرة أخرى أنها شعوب فوضوية لا تعترف بتنظيم المواعيد، الكل يسابق الكل من أجل إسقاط الزعيم، حتى «دوشونا» معاهم، وطارت أحرف الريموت كنترول من كثرة تغيير القنوات، وأصيب المشاهد العربي للمرة الأولى بـ «دسك» في فقرات الأصابع. يا اخواننا في الدين والدم، ارحمونا قليلاً و«رتبوا» الروزنامة ومواعيدها، بالدور يا شباب وواحد واحد أو زعيم زعيم. سلموا كتيب المواعيد إلى الزميل محمد الوشيحي ليتولى مهمة التنظيم بفوضوية، ودعوني أحدثكم عن شاب يقطر «كويتية» اسمه «خالد الهاجري».
هو مثير للجدل، ومثير للإعجاب، وبؤرة إعلام متحركة، تعشقه المانشيتات ويعرف كيف يصنعها، صدامي من الطراز النادر الفاخر إذا آمن بقضية، ومتسامح حتى «الغاندوية» في كل ما هو غير ذلك، كلفه الدفاع عن الطبيعة والبيئة ومحاربة التلوث عمله في القطاع النفطي، حاربته ضباع الفساد ومن يقتات على موائدهم من المسؤولين، ومع ذلك لم يكل ولم يمل، وحارب بشراسة يحسده عليها سيف الإسلام القذافي، بينما هو يعمل بأقل قدر من الإمكانات المتاحة. يكرهه المسؤولون، وهذه نعمة من الله عز وجل وتحبه الطبيعة ويحبها.
هذا الشاب الكويتي المناضل، قام بإنشاء موقع متخصص بنشر الوثائق المهمة بأنواعها المختلفة، أطلق عليه اسم «كويت ويكيليكس، في مقاربة للموقع العالمي الشهير، ويكيليكس الذي أقام الدنيا ولم يقعدها حتى الآن، وبعد زيارة سريعة للموقع الكويتي الجديد أتوقع ألا يقل إثارة وتأثيراً عن نظيره العالمي خصوصاً واننا مجتمع «ويكيليكسي» من الطراز الممتاز نعشق التسريبات ونهيم حباً في ما هو خلف السطور، ونذوب صبابةً في التقارير المختومة بالختم السري.
مثلما حوربت جماعته البيئية، الخط الأخضر، سيحارب موقعه الجديد، فالأضواء تحرج وتزعج وتفضح كل مفسد، والمفسدون، ولله الشكوى، في بلدنا أكثر من الهم على القلب. تابعوا معنا هذا الموقع، وتابعوا تطورات أحداثه ووثائقه وتداعياته على الساحة المحلية وادعو الله ليلاً ونهاراً أن ينظم الوشيحي مواعيد الثوار وأن يستمر خالد الهاجري في تسليط الضوء على المفسدين.
***
نبارك للنائب علي الدقباسي تزكيته رئيساً للبرلمان العربي ويستاهل نائبنا الفاضل هذه التزكية.
سعود عبدالعزيز العصفور
salasfoor@yahoo.com