سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / وداعاً معمر

تصغير
تكبير
منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة في ليبيا وأنا على رهان مع بعض الأصدقاء بخصوص مدة صمود معمر القذافي ونظامه. هم توقعوا ألا يستمر أكثر من أسبوع أو أكثر قليلاً، وكوني والتشاؤم أصدقاء درب وطفولة، فقد توقعت صموده لمدة أطول من ذلك، لكن أي من المتراهنين لم يكن يراوده شك في سقوط معمر ونظامه القمعي. المسألة كانت مسألة وقت، يطول أم يقصر، سيذهب وسيغادر وسيرضخ لإرادة الشعب الحر في ليبيا شاء ذلك أم أبى.

يوم الخميس الماضي أصدر مجلس الأمن قراره التاريخي بتخويل القوى الدولية حماية المدنيين في ليبيا، واتخاذ ما يلزم من التدابير لوقف اعتداءات نظام القذافي على المدنيين، وهذا تعبير ديبلوماسي مهذب يمكن ترجمته بسهولة إلى المحلية على النحو التالي: «عندكم إياه، العنوا جدفه»، والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا، والمملكة المتحدة من ورائهم، ينتظرون الفرصة على أحر من الجمر، ولم يكن ينقصهم سوى الغطاء الدولي المبني على غطاء عربي قدمته لهم الجامعة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي.

قد تنتظر هذه القوى العسكرية قليلاً قبل قصف قوات العقيد، وقد لا تنتظر وتكون قد بدأت الهجوم والتدمير قبل قراءتكم لهذا المقال، وفي جميع الأحوال، فإن شمس الحرية قد شارفت على الشروق للشعب الليبي الثائر، وما هي إلا كما توقعنا، مسألة وقت وينتهي هذا النظام القمعي الديكتاتوري، ويلتفت الليبيون إلى تنظيم أمور بلدهم في مرحلة تخلو من القذافي وسيف الإسلام والساعدي وغيرهم من رموز النظام البائد، ونلتفت نحن المتابعون إلى زعيم عربي آخر، قد يكون الشاويش اليمني، لنتابع كيف تقوم الشعوب، مرة أخرى، بإزاحة أنظمة قمعية لم يكن الواحد منا يتوقع إزاحتها بهذه السهولة.

رحم الله البوعزيزي وأسكنه فسيح جناته، لقد كان حلمه فقط أن يبيع الخضار من دون مضايقات، ولم يكن يعلم أنه سيحقق، من دون إدراك منه أو ترتيب، أحلام الملايين من أبناء الأمة العربية. وداعاً معمر، ووداعاً حسني، ووداعاً بن علي، وقريباً سنودعك يا علي عبدالله صالح، وأهلاً وسهلاً بالحرية.

***

تقدم النائب مسلم البراك بأسئلة برلمانية إلى نائب رئيس الوزراء للشؤون القانونية وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير العدل د. راشد الحماد حول رد الهيئة العامة لشؤون القصر على مقال «مال اليتيم تأكله الهيئة»، وأنا منذ الآن أبلغ النائب الفاضل، لا تتوقع من الوزير أو مسؤولي الهيئة رداً على أسئلتك البرلمانية. سيسقط القذافي، وقد يسقط ثلاثة أو أربعة زعماء عرب آخرين، قبل أن يردوا.





سعود عبدالعزيز العصفور

salasfoor@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي