عندما يتحدث فالكل ينصت ويتابع باهتمام لما يقول وعندما يريد استجواب أي وزير من الحكومة، فالكل يرتقب المنازلة السياسية بشغف إلا الوزير المعني بالاستجواب، فانه يتمنى حل المجلس أو استقالة الحكومة والبعض يقدم استقالته منفردا لعدم قدرته على المنازلة، ولقوة محاور الاستجواب ومادته ولشعوره بالضعف أمام هذا الطود العظيم، والأسد الزؤور النائب الفاضل مسلم البراك.
ولكن عندما يبكي هذا الفارس الشهم الشجاع وتنهمر الدموع من عينه ماذا نقول أمام هذا المنظر المؤثر والموجع، لأننا لم نعهده من قبل، ولكن ليست دموع الجبناء وبل دموع النبلاء، الذين آثروا على أنفسهم حمل الأمانة بالذود عن الحق والبر بالقسم، دفاعا عن مصالح الشعب وحقوقه، فكيف إذا كان صاحب هذا الحق قد قتل ظلما وتعذيبا من دون أي ذنب اقترفه، لقد أبكيتنا وذرفنا الدموع معك، لأننا وأنت ومن تأثر وهم غالبية الشعب الكويتي النبيل، يصدق فينا قول المصطفى علية الصلاة والسلم: «إن تصلد القلب جفت المدامع»، وقلوب الكويتيين جميعا تتأثر، لأنها من القلوب المؤمنة والرحيمة، التي تخاف الباري عز وجل وهي لينة لا تصلد فيها ولا قسوة إلا على القتلة والمجرمين الذين يعيثون في الأرض فسادا.
لماذا أيها الفارس... لماذا فعلت ذلك لقد حرمت أعيننا لذة النوم، وأفقدت شهيتنا للطعام وتحسبنا للعلي القدير، ودعوناه أن ينصرك ومن معك من النواب الشرفاء على طقمة الفساد، ومن ساندهم... الذين لا يواجهون الفرسان في الميدان أو في ارض المعركة إن كان هناك عراك، حتى لو كانوا عزلا لا يملكون الشجاعة، بل يتوارون عن الأنظار، وان ظهروا بانوا على حقيقتهم ومدى تفاهتهم وعدم قدرتهم على أي عمل.
ولكن هيهات أن ينالوا منك... فلقد وجهت لهم الصفعة تلو الأخرى، حتى عندما ذرفت دموع الحق فلقد كسبت وزملاؤك الجولة الكبرى في عدد الأصوات 40 مقابل 10 ووجهت الضربة القاضية لهم باستمرار توقيف المسؤولين من القادة واستمرار عمل لجنة التحقيق، وتلقى شكاوى جديدة حتى نهاية الفصل التشريعي.
وتبقى علامات استفهام كبرى على من يتحدث مع الحق، ويصوت مع الظلم لمصلحة الظالمين، وكأنه يعتقد أن الشعب الكويتي لا يتابع أعمال النواب، ونقول لهؤلاء: لقد سقطت أقنعة النفاق وبنتم على حقيقتكم، وحق على من انتخبكم أن يقول كلمته: «ارحلوا... غير مأسوف عليكم وعند الله لا تضيع المظالم».
عبدالله نايف المجيحم
كاتب كويتي
Almje7m@hotmail.com