من إبداع المخرج Darren Aronofsky
فيلم «BLACK SWAN»... صراع نفسي للوصول إلى قمة النجاح
ميلاكونس
الأم باربرا
نجوم الفيلم
«البجعة السوداء»
الجانب المظلم
ملصق الفيلم
| كتب رزاق بهبهاني |
كما عودنا المخرج دارين ارونفسكي في افلامه السابقة على الابداع، يلحظ كثيرا في جل افلامه الاعتماد على طريقة تصويره للصراع الذاتي والنفسي الذي يعيشه الانسان مع نفسه أو** مع قوى الطبيعة «الخارقة» ويصورالصراع في شتى مشاهد فيلم «Black Swan»، وهو امر يحير المشاهد الذي لا يتبين ماهية الفيلم... هل هو دراما رعب فكري فقط؟ ام دراما نفسية وصراع يعيشه الإنسان مع نفسه مع كل التحولات النفسية والشكلية والموسيقى وزوايا الكاميرا التي تهدف لتوصيل رسالته للمشاهد.
أخذ فيلم Black Swan اكثر من مسار في توضيح القصة فخلق جوا من التداعيات الفكرية المتعددة، تجعلنا في حالة من التساؤلات التى لا نجد لها إجابات سهلة، كما معظم الافلام، فاهتم بخلق عوالم من الاثارة والرعب الداخلي لراقصي الباليه واهتم بأسلوب يخدم فكرته فقدم لنا سردا مفصلا عن كواليس هذا العالم الذي لا نعرفه كثيرا ، فقد ادخل اشياء بسيطة في الفيلم ، كمشهد الوجوه المرسومة على اللوحات ، وهو ما فعله في فيلم ( Pi ) ذي الميزانية الضئيلة وهي كما اعتقد الكثيرون بأن هذا الرمز الرياضي لديه معنى معين.
ان كلمة سوان في فيلم «Black Swan» جاءت من نهر يقع في أستراليا وهو المكان الذي تعيش فيه طيور البجع والتي هي اتساق مع عالم راقصي وراقصات الباليه، وتتصدى لبطولته الممثلة ناتالي بورتمان بدور رائع بعد تمثيلها الجميل في فيلم ( Brothers ) فهي تؤدي دور راقصة الباليه بكل ما يحمله الدور من شحنات عاطفية ونفسية عالية في عالم الصراع مع المنافسين لها رغبة في التفوق والنجاح، وهي تعمل في شركة انتاج ضخمة لهذه العروض في نيويورك وتعيش ناتالي في بيئة تحكمها أم متسلطة تعمل على معاملتها كالأطفال اذ لا خروج مع الاصدقاء ولا دعوة للاستمتاع في الحياة ، فالحياة كلها عمل تسير وسط نظام عسكري دقيق وهو ما يخلق هاجسا لدى الطفلة الراغبة في النجاح ويستمر معها لبقية حياتها.
الام كانت راقصة باليه سابقة ولاتريد لابنتها ان تعيش أفول نجمها الساطع في عالم البالية لكي لا تتحسر على ايامها الماضية كما صار مع الأم ، وبعدها يقوم المدرب ومخرج العمل على استبدال الممثلة الرئيسية في هذا العرض بوجه جديد فيقع الاختيار على ناتالي بورتمان وهذا الدور هو عبارة عن دور مركب مقتبس من عرض الباليه الشهير ويدعى ( Black Swan ) وهو اشهر عروض الباليه العالمية، ويجسد الفيلم دورين مختلفين في سماتهما النفسية فالاولى شخصية البجعة البيضاء البريئة المسالمة الخائفة دوما من الفشل ، والدور الآخر البجعة السوداء التي تتسم بطابع الجرأة والسوداوية والقوة والقسوة ، وهي لا تستطيع الا العمل على البجعة البيضاء كما يوجد شبه كبير بينها وبين شخصيتها الحقيقية، ولكن خوف ناتالي واضطراباتها النفسية تجعل المخرج يبحث عن ممثلة بديلة وهو ما يحصل فيبدأ ويشتد الصراع بينهما وبين احقيتهما ، فتكون ناتالي علاقة غامضة مع الممثلة البديلة وهي ميلا كونس لتكتشف جانبها المظلم معها ، ففي الفيلم سنشاهد ناتالي بورتمان وهي تتصارع مع اربع جهات ، امها ، المخرج ، الممثلة البديلة ، ومع نفسها وقدرتها على القيام بهذا الدور الكبير.
ناتالي بورتمان قدمت جهدا كبيرا في هذا الدور الرائع فهي راقصة بالية مكبوتة تعمل على تغيير نفسها وقد تفقد عقلها حتى تستطيع المحافظة على دورها والصعود الى حلم طفولتها وهو الشهرة عن طريق عروض الباليه ،رقصت بتميز مواكب ذلك لتغيير في ملامح الوجه اثناء الرقص وكيفية اظهار مشاعرها في الشخصيتين ، وتدرجت في شخصية البجعة السوداء وكيف اصبحت هذه الشخصية تستولي على كيانها و كيف حطمت هذه القيود التي رسمتها لها امها وخرجت من قوقعة الطفولة الى مرحلة الجرأة، وهي مشاهد شديدة الكثافة الحسية عن عالم صراعها الداخلي
تجتهد حتى تقديمها لأداء رائع بالرغم من صراعاتها الداخلية كانت تستحق الاوسكار لأفضل ممثلة رئيسية في الفيلم ، أما ميلا كونس هي الاخرى فأدت دورها ببراعة ورشحت كي تكون افضل ممثلة مساعدة في الغولدن غلوب ، وهي مشروع نجمة قادمة شخصيتها غريبة بالفيلم، بحيث لا نتخذ موقفا منها فهل هي شخصية مكروة ام محبوبة ، ونأتي الى دور الأم باربرا التي مثلت دورها بشكل لافت فهي ترى نفسها بابنتها فلا تريد الا ان تجعل ابنتها نسخة ناجحة دون فشل، فتحول حياتها الى تركيز على إتقان عملها ، وقد ظلمت في عدم حصولها على جائزة افضل ممثلة مساعدة في فيلم «Black Swan».
وكان للموسيقى دور مهم في ابراز مشاهد الفيلم كان عاملا مبهرا في التعبير الموسيقي فاستطاع الموسيقار كلينت مانسيل الذي سبق وشارك دارين ارونفسكي في جميع افلامه بادخالنا الى جو الباليه واعطاء الفيلم صبغة الرعب والصراع النفسي الذي ينتج عنه بالاضافة الى صبغة الدراما ونجح في ذلك نجاحا باهرا
ومن عيوب الفيلم مشهد الشذوذ الجنسي فالمخرج دارين ارونفسكي اعترف بنفسه «بأن هذا المشهد هو طريقة لجذب الرجال «ومن وجهة نظري ارى أن اعتقاده خاطئ فمن شاهد الفيلم لم يركز على هذا المشهد الذي كان مقحما على الاحداث الرئيسية التي كانت رائعة خلال هذه الساعة والنصف من زمن الفيلم.
فيلم ممتع ومشوق ، لكنه لا يصل الى المستوى الذي يحصل على جائزة افضل فيلم في العام ، فهذا الفيلم دعوى للاستمتاع فقط ليس الا. وسننتظر جديدك يا دارين في فيلمك الجديد ( The Wolverine ) الذي يحكي عن شخصية خيالية لا نراها الا في مجلات الـ(Comic) الشهيرة.
كما عودنا المخرج دارين ارونفسكي في افلامه السابقة على الابداع، يلحظ كثيرا في جل افلامه الاعتماد على طريقة تصويره للصراع الذاتي والنفسي الذي يعيشه الانسان مع نفسه أو** مع قوى الطبيعة «الخارقة» ويصورالصراع في شتى مشاهد فيلم «Black Swan»، وهو امر يحير المشاهد الذي لا يتبين ماهية الفيلم... هل هو دراما رعب فكري فقط؟ ام دراما نفسية وصراع يعيشه الإنسان مع نفسه مع كل التحولات النفسية والشكلية والموسيقى وزوايا الكاميرا التي تهدف لتوصيل رسالته للمشاهد.
أخذ فيلم Black Swan اكثر من مسار في توضيح القصة فخلق جوا من التداعيات الفكرية المتعددة، تجعلنا في حالة من التساؤلات التى لا نجد لها إجابات سهلة، كما معظم الافلام، فاهتم بخلق عوالم من الاثارة والرعب الداخلي لراقصي الباليه واهتم بأسلوب يخدم فكرته فقدم لنا سردا مفصلا عن كواليس هذا العالم الذي لا نعرفه كثيرا ، فقد ادخل اشياء بسيطة في الفيلم ، كمشهد الوجوه المرسومة على اللوحات ، وهو ما فعله في فيلم ( Pi ) ذي الميزانية الضئيلة وهي كما اعتقد الكثيرون بأن هذا الرمز الرياضي لديه معنى معين.
ان كلمة سوان في فيلم «Black Swan» جاءت من نهر يقع في أستراليا وهو المكان الذي تعيش فيه طيور البجع والتي هي اتساق مع عالم راقصي وراقصات الباليه، وتتصدى لبطولته الممثلة ناتالي بورتمان بدور رائع بعد تمثيلها الجميل في فيلم ( Brothers ) فهي تؤدي دور راقصة الباليه بكل ما يحمله الدور من شحنات عاطفية ونفسية عالية في عالم الصراع مع المنافسين لها رغبة في التفوق والنجاح، وهي تعمل في شركة انتاج ضخمة لهذه العروض في نيويورك وتعيش ناتالي في بيئة تحكمها أم متسلطة تعمل على معاملتها كالأطفال اذ لا خروج مع الاصدقاء ولا دعوة للاستمتاع في الحياة ، فالحياة كلها عمل تسير وسط نظام عسكري دقيق وهو ما يخلق هاجسا لدى الطفلة الراغبة في النجاح ويستمر معها لبقية حياتها.
الام كانت راقصة باليه سابقة ولاتريد لابنتها ان تعيش أفول نجمها الساطع في عالم البالية لكي لا تتحسر على ايامها الماضية كما صار مع الأم ، وبعدها يقوم المدرب ومخرج العمل على استبدال الممثلة الرئيسية في هذا العرض بوجه جديد فيقع الاختيار على ناتالي بورتمان وهذا الدور هو عبارة عن دور مركب مقتبس من عرض الباليه الشهير ويدعى ( Black Swan ) وهو اشهر عروض الباليه العالمية، ويجسد الفيلم دورين مختلفين في سماتهما النفسية فالاولى شخصية البجعة البيضاء البريئة المسالمة الخائفة دوما من الفشل ، والدور الآخر البجعة السوداء التي تتسم بطابع الجرأة والسوداوية والقوة والقسوة ، وهي لا تستطيع الا العمل على البجعة البيضاء كما يوجد شبه كبير بينها وبين شخصيتها الحقيقية، ولكن خوف ناتالي واضطراباتها النفسية تجعل المخرج يبحث عن ممثلة بديلة وهو ما يحصل فيبدأ ويشتد الصراع بينهما وبين احقيتهما ، فتكون ناتالي علاقة غامضة مع الممثلة البديلة وهي ميلا كونس لتكتشف جانبها المظلم معها ، ففي الفيلم سنشاهد ناتالي بورتمان وهي تتصارع مع اربع جهات ، امها ، المخرج ، الممثلة البديلة ، ومع نفسها وقدرتها على القيام بهذا الدور الكبير.
ناتالي بورتمان قدمت جهدا كبيرا في هذا الدور الرائع فهي راقصة بالية مكبوتة تعمل على تغيير نفسها وقد تفقد عقلها حتى تستطيع المحافظة على دورها والصعود الى حلم طفولتها وهو الشهرة عن طريق عروض الباليه ،رقصت بتميز مواكب ذلك لتغيير في ملامح الوجه اثناء الرقص وكيفية اظهار مشاعرها في الشخصيتين ، وتدرجت في شخصية البجعة السوداء وكيف اصبحت هذه الشخصية تستولي على كيانها و كيف حطمت هذه القيود التي رسمتها لها امها وخرجت من قوقعة الطفولة الى مرحلة الجرأة، وهي مشاهد شديدة الكثافة الحسية عن عالم صراعها الداخلي
تجتهد حتى تقديمها لأداء رائع بالرغم من صراعاتها الداخلية كانت تستحق الاوسكار لأفضل ممثلة رئيسية في الفيلم ، أما ميلا كونس هي الاخرى فأدت دورها ببراعة ورشحت كي تكون افضل ممثلة مساعدة في الغولدن غلوب ، وهي مشروع نجمة قادمة شخصيتها غريبة بالفيلم، بحيث لا نتخذ موقفا منها فهل هي شخصية مكروة ام محبوبة ، ونأتي الى دور الأم باربرا التي مثلت دورها بشكل لافت فهي ترى نفسها بابنتها فلا تريد الا ان تجعل ابنتها نسخة ناجحة دون فشل، فتحول حياتها الى تركيز على إتقان عملها ، وقد ظلمت في عدم حصولها على جائزة افضل ممثلة مساعدة في فيلم «Black Swan».
وكان للموسيقى دور مهم في ابراز مشاهد الفيلم كان عاملا مبهرا في التعبير الموسيقي فاستطاع الموسيقار كلينت مانسيل الذي سبق وشارك دارين ارونفسكي في جميع افلامه بادخالنا الى جو الباليه واعطاء الفيلم صبغة الرعب والصراع النفسي الذي ينتج عنه بالاضافة الى صبغة الدراما ونجح في ذلك نجاحا باهرا
ومن عيوب الفيلم مشهد الشذوذ الجنسي فالمخرج دارين ارونفسكي اعترف بنفسه «بأن هذا المشهد هو طريقة لجذب الرجال «ومن وجهة نظري ارى أن اعتقاده خاطئ فمن شاهد الفيلم لم يركز على هذا المشهد الذي كان مقحما على الاحداث الرئيسية التي كانت رائعة خلال هذه الساعة والنصف من زمن الفيلم.
فيلم ممتع ومشوق ، لكنه لا يصل الى المستوى الذي يحصل على جائزة افضل فيلم في العام ، فهذا الفيلم دعوى للاستمتاع فقط ليس الا. وسننتظر جديدك يا دارين في فيلمك الجديد ( The Wolverine ) الذي يحكي عن شخصية خيالية لا نراها الا في مجلات الـ(Comic) الشهيرة.