بكل فخر واعتزاز نستذكر في هذا اليوم من كل عام الفرحة العارمة ونحن ندخل بلادنا محررين كل شبر من أراضينا بعد ما احتلت من قبل الجيش العراقي بقيادة التكريتي صدام حسين، وبكل العزة والشموخ نحتفل بها بعد العيد الوطني من كل عام، ويأتي هذا العام مميزاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ففي هذا الشهر من عام 2011 نحتفل باليوبيل الذهبي بالعيد الوطني الـ 50، وأيضاً عيد التحرير الـ 20، والعام الخامس على تولي صاحب السمو مقاليد الحكم في البلاد.
ومن تميزها أيضاً أنني وعلى المستوى الشخصي شاركت في هذا التحرير كقائد في جيش التحرير الكويتي الذي تم تجمعه في المملكة العربية السعودية من جميع القوات المسلحة (الجيش - الحرس الوطني - الشرطة)، وتمت إعادة التنظيم والتسليح، ثم تدريب هذه القوات، لتكون مستعدة لدخول وتحرير الوطن المسلوب بمساعدة الأشقاء والأصدقاء الذين نحتفل معهم في هذا اليوم بذكرى التحرير والنصر على الغاصب والمعتدي الأثيم.
وأيضاً من أوجه تميز هذا اليوم أنه يوحد الكويتيين جميعاً ملتفين حول القيادة الكريمة بقيادة صاحب السمو أمير البلاد وولي عهده الأمين، في الوقت الذي نرى بعض البلدان العربية الشقيقة تتعرض لهزات أمنية ولمعارك دامية بين الشعب والنظام الحاكم، ومنها من استطاع أن يغير النظام بأكمله والأخرى تنتظر، وترقب البلدان الأخرى ماذا سيجري لها وكأنها تنتظر دورها.
ومن فضل الله علينا أن ولّى أمرنا لمن يخافه ويرحمنا فأسرة الحكم من آل الصباح الكرام يشاركون الشعب دائما أفراحه وأتراحه، ويهتمون كثيراً لتذليل جميع الصعاب والمشاكل التي يعاني منها الشعب الكويتي، ويسعون بكل صدق للاهتمام بالمحافظة على النسيج الاجتماعي، وتعزيز الوحدة الوطنية، وإلى مشاركة الجميع بالحكم من خلال مجلس الأمة، والذي كذلك يتميز عن غيره من المجالس البرلمانية العربية حيث انه يتم بالانتخاب المباشر والشفاف، ويعد مجلس الأمة الكويتي من أرقى المجالس وأقواها في المنطقة العربية، بل الشرق الأوسط، والبلدان النامية، وهذه مفخرة لكل كويتي يعيش على هذه الأرض الطيبة لأنه السور الحصين والقلعة الشامخة، وسر تماسك وتلاحم الكويتيين.
وللبعض نقول... هذه الكويت يا سادة، ويخطأ من يظن أن الكويت من البلدان التي تتأثر بالعدوى، والسبب ببساطة أننا كويتيون نتنفس أنقى أكسجين للحرية عبر مجلس الأمة، ونفخر بوجود دستور لبلدنا والذي تعاهدنا بالمحافظة عليه، ولأننا، وهذه أهم نقطة جوهرية في هذا الموضوع، أننا نشعر بالعدل والمساواة ومحبة ولاة الأمر لهذا الشعب، فهذا السر العظيم ياسادة في تماسك هذا الشعب والتفافه حول القيادة الشرعية. ونقول دائماً وأبداً «ربنا أحفظ بلدنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ومن شر الأشرار وكيد الفجار». ودمتم، ودامت أفراح الكويت في كل عام بإذن الله.
عبدالله نايف المجيحم
كاتب كويتي
Almje7m@hotmail.com