«اسألوا جاسم بودي»!

تصغير
تكبير
عندما سألوا نائب رئيس الوزراء الشيخ أحمد الفهد عن تدخلات «الاسطبل» في الحياة العامة وتهديد الحريات وملاحقة المدونين والمغردين على «تويتر» أجاب: «اسألوا جاسم بودي» غامزا من قناة عنوان الصحيفة أول من أمس... «الشعب يريد إسقاط الاسطبل».

وأبو فهد لا يفوته في غمرة انشغالاته أن يعبر بطريقته الخاصة اللطيفة عن أمور يعتقد أنه مطالب بتوضيحها رغم انه فعلا غير معني بتوضيحها. فهو انضم إلى «التويتريين» ولم يلاحقهم، وهو أكثر الوزراء تعودا على تلقي الانتقاد بصدر رحب، بل هو من المؤمنين بأن المسؤول يستطيع في المناخ الحر أن ينجز أكثر من المناخ المقيد... رغم الامتيازات الظرفية للسلطة المطلقة.

ولمن استشكل عليهم الأمر، نذكر فقط بأن «مانشيت» الصحيفة كان صدى لمواقف نيابية بادر إلى إطلاقها النائب الفاضل أحمد السعدون وتبعه عدد من النواب حول تلقي أحد المغردين على «تويتر» رسالة مجهولة المصدر تهدده وتطلب إليه التوقف عن ذكر كلمة «الاسطبل».

ولمن تساءل ما هو الاسطبل، نذكر ايضا بأن نوابا وناشطين سياسيين وإعلاميين انتقدوا على مدى سنوات قرارات ومخططات وإجراءات تأخذها مجموعة معينة معروفة الشخصية والانتماء تجتمع في أحد الاسطبلات وتتعلق تارة بالموضوع الرياضي وطورا بانتخابات غرفة التجارة اضافة إلى قضايا أخرى وصلت أخيرا إلى ميدان المواقع الالكترونية ووسائط التواصل الاجتماعي.

هذا هو الموضوع بكل وضوح ومباشرة، ولذلك قلنا إن الشيخ أحمد الفهد غير معني أساسا بالتعليق عليه حتى وإن كان بعض من يجتمع في الاسطبل يمت إليه بصلات قربى او صداقة.

أما في ما يتعلق بطلب «بوفهد» من الإعلاميين سؤالي... فالإجابة هي «نعم» وأنا معني بها ومؤمن بما أفعل إلى درجة الفخر.

الدفاع عن المدونين؟ صحيح وألف صحيح.

الانحياز لشباب أتقنوا لغة العصر واعتبروها وسيلة التعبير في عالم يتحول رويدا رويدا إلى قرية صغيرة؟ صحيح وألف صحيح.

التصدي لأي محاولة صحيحة كانت أو ملتبسة أو حتى وهمية لتكميم الأفواه بالترغيب أو الترهيب؟ بالاتصال المباشر وعرض الأموال على بعض الشبان لتغيير آرائهم او التوقف عن التغريد او بالرسائل الطائرة العابرة للقارات والمطالبة بعدم التطرق إلى الاسطبل وإلا فسيمنح الكاتب بطاقة سفر «ون واي» إلى... وراء الشمس؟ صحيح وألف صحيح.

كشف ألاعيب بعض من لهم صفة رسمية بإنشاء مواقع وصحف إلكترونية خاصة لشتم أبناء الكويت ودعم توجهات سياسية معينة وإيهام اصحاب القرار بأن هذا هو رأي الشارع؟ صحيح وألف صحيح.

مطالبة الشباب اليومية والدائمة بالاستفادة القصوى من التكنولوجيا الحديثة مع الالتزام الدائم في الوقت نفسه بالقانون والدستور والأعراف والتقاليد واللغة التي تعلمناها من آبائنا واجدادنا؟ صحيح وألف صحيح.

التمييز الدائم بين الحريات والفوضى؟ بين المسؤولية والاستهتار؟ بين التعبير والإساءة ؟ صحيح وألف صحيح.

مواكبة مطالب الإصلاح السياسي والتقدم الاجتماعي ومحاربة الفساد ووقف هدر المال العام وتحديث الإدارة وتطوير المرافق وتحفيز الشباب على الانخراط في كل أمر يتعلق بمستقبلهم؟ صحيح وألف صحيح. 

تجديد الرسالة الكويتية ودور الكويت الديموقراطي المتفاعل مع محيطه وأحداث المنطقة وتطوراتها عبر تجديد وسائل التعبير عنها وتشريع نوافذ التلاقي بين شباب الكويت وشباب العرب والعالم؟ صحيح وألف صحيح.

فتح آفاق الأمل والعمل والمشاركة الشبابية في الشأن العام، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ورياضيا، وإغلاق الباب أمام كل محاولات القمع والحجب و«التلسيب» والقفز فوق أسوار الخصوصيات والحرمات؟ صحيح وألف صحيح.

التعلم منهم ومن تفكيرهم الحديث ومن طاقاتهم المجددة وتفاعلهم الحيوي مع التطورات؟ صحيح وألف صحيح.

... هذه هي إجابتي باختصار. اخترت الانحياز لهم ولآمالهم  ولطموحاتهم لأنهم ليسوا نوابا لديهم حصانة، وليسوا أتباع نواب يجدون من يدافعون عنهم ليل نهار، وليسوا فداوية وزراء وشيوخ، وليسوا كتابا تساندهم صحفهم. هؤلاء لا «ظهر» لهم سوى الأحرار المؤمنين بهم وبأنهم قادة المستقبل، ولذلك سأواصل التصدي لمحاولة إسكاتهم وسأبقى في المواجهة معهم انتصارا لهم وللحريات... سألني من سألني وهاجمني من هاجمني.



جاسم بودي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي