... عند المقدرة!

تصغير
تكبير
بسم الله الرحمن الرحيم: «وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير» (سورة البقرة)

ويسألونك لم تفتخر بكونك كويتيا؟ قل لأن أهل الحكم عندنا جزء من نسيجنا. من أسرتنا. نعيش معا الهموم نفسها. نبحر معا في بحر التحديات. نفرح معا عندما نتقدم ونحزن معا عندما نتراجع.

لم يفهم كثيرون «سر الخلطة» الكويتية إلا عندما عصفت الرياح بما عصفت. أخطأوا في التفسير وما زالوا يخطئون. تعودوا على المزج بين القوة والقمع والتعسف من جهة وبين الهيبة والحكم من جهة أخرى. لم يعرفوا أن القرب من الناس هو القوة الحقيقية، وأن التفرغ لعزة الكويت ومنعتها ومستقبلها هو الهيبة الحقيقية، وأن قبول الناس لحكامهم بالرضا والاختيار والتوافق هو السلطة الحقيقية.

واليوم، يكتب الحكم صفحة جديدة بحبر العز، عبر إخلاء سبيل الدكتور عبيد الوسمي الذي تم بناء على رغبة صاحب السمو الأمير، ومن خلال قرار سمو رئيس الوزراء سحب الدعاوى بحق خالد الفضالة ومحمد عبدالقادر الجاسم ومحمد الوشيحي. يكتب الحكم بحبر العز لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول «وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا»... فالعفو عند المقدرة أقصى علامات القوة.

الحكم في الكويت ليس قرارات اقتصادية وسياسية وإدارية فحسب. إنه رؤى إنسانية تعرف أنه لا يمكن لدولة أن تنتصر فيما إنسانها منكسر. إنه تواصل أبوي وأخوي واسري عفوي وطبيعي ومباشر مع المواطنين من اجل تركيز الوقت والجهد على العمل والبناء والتنمية والتطور.

الحكم في الكويت يتلو قبل غيره دعاء الحياة والأمل: «اللهم علمني أن أحب الناس كما أحب نفسي، وأن أحاسب نفسي قبل أن أحاسب الناس. علمني أن التسامح هو اكبر مراتب القوة وأن حب الانتقام هو أول مظاهر الضعف (...) وإذا أسأت إلى الناس فأعطني شجاعة الاعتذار وإذا أساء إليّ الناس فأعطني شجاعة العفو... إذا نسيتك ربي فلا تنسني».

اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.



جاسم بودي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي