تابعت المقابلة التي أجرتها قناة «كاظمة» الفضائية مع النائب السابق الدكتور فهد الخنة، الذي وضع فيها بعض النقاط على الحروف خصوصاً في موقف التجمع السلفي من مسألة طاعة ولي الأمر، وفهم الأحاديث المتعلقة بالصبر على أذى الحاكم.
وقد بين الدكتور خطأ بعض من ركبوا قطار الشرع وبفهم خاص لتبرير الظلم الذي قد يقع من أي حاكم، خصوصاً في استشهادهم بحديث «وإن جلد ظهرك»، حيث ذكر الدكتور هؤلاء الأخوة بالأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي تحث على الوقوف في وجه الظلم وعدم الخنوع، وبحديث النبي عليه الصلاة السلام الذي عد من قتل على يد الحاكم الظالم بسبب تقديمه النصح له بأنه من سادة الشهداء.
موقف الدكتور الخنة يجعلنا نأخذ درساً في حياتنا خصوصاً في التعامل مع من قد يكون لنا معه اختلاف تنوع أو تضاد، ومنها أنه لا ينبغي أن نحكم على أي مجموعة أو جماعة أو حزب أو طائفة بحكم واحد، لأن هذا ليس من الإنصاف، فالأخوة في التجمع السلفي اتهموا بأنهم أصبحوا في جيب الحكومة، إلا أن موقف النائب الفاضل خالد السلطان من استجواب رئيس مجلس الوزراء أثبت عكس ذلك، والأمر كذلك يندرج على الأخوة نواب الشيعة، وموقف النائب الدكتور حسن جوهر خير دليل.
هذا الأمر أتمنى لو يستوعبه بعض الكتاب والسياسيين وعامة الناس، فلقد رأيت عدم الإنصاف من أحد الكتاب عندما بنى حكمه على جماعة يرى أنه يختلف معها في المنهج، وهي ترى أنه يختلف معها في الأسلوب، والفرق شاسع بين كلا الاختلافين، فحكم على الجماعة برأي تبناه بعض من ينتمون لها، وأخذ يغمز ويلمز ويستهزئ بمن يختلفون معه، مع أن الأمر مما اختلف به السابقون وهو قضية تلبس الجن للإنس.
هذا الكاتب كتب مقالة أخرى بعنوان «ثورة وثيران» وكان مما جاء فيها قوله «لا أستطيع أن اتصور كلام بعض التافهين يوم حاول أن يجمع حدث الانقلاب التونسي والأزمة السياسية المفتعلة من بعض قليلي العقل والحكمة من أهل الديرة...» وأنا في الحقيقة أتعجب من شخص متخرج في كلية الشريعة، ويعتبر نفسه داعية إلى الله تعالى كيف يستخدم مثل هذه الألفاظ، وهو الذي يعلم الناس حديث النبي عليه الصلاة والسلام «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء». بل جاء في مقالته ساخرا من مخالفيه «الله يحفظ الكويت من الثيران (طلابين الثورات ودعاة الثورة) وأن يحرسها من كل ثور ثائر ويحميها من الثيران والثوار...» فهل هذا كلام يصدر من إمام وخطيب بوزارة الأوقاف!
وأخيراً أتمنى من الزميل الكاتب أن يفسر لنا تأييده للثورة التي قام بها التونسيون ضد الحاكم الظالم، ولماذا لم ينطبق عليهم حديث الصبر على الحاكم وإن جلد ظهرك. أم أننا نطوع النصوص وفق أهوائنا فقط؟
عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
Alfadli-a@hotmail.com