مزارات مصرية

متحف التعليم ومكتبة الوثائق ... حكاية التدريس والخط في مصر

تصغير
تكبير
| القاهرة - من حنان عبدالهادي |
متحف «التعليم في مصر»... هو أحد المتاحف الفريدة التي عنيت بسرد حكاية التعليم في مصر وفلسفته وأبعاده التاريخية ليكون في خدمة الرواد سواء من الدارسين أو الباحثين في التربية والتعليم وتاريخها.
«الراي» زارته في منطقة القصر العيني ـ بالقرب من وسط القاهرة - وتعرفت على أقسامه، بمناسبة العام الدراسي الجديد.
ويحتفظ متحف التعليم بالكثير من الوثائق التعليمية والسجلات المدرسية والمناهج والخطط الدراسية والإحصاءات التفصيلية عن مراحل التعليم في مصر إلى جانب وسائل الإيضاح التعليمية والنماذج المجسمة لمختلف الميادين الثقافية والموضوعات العلمية والإطار العلمي لفلسفة متحف التعليم وأبعاده التاريخية وهو يتتبع تطوير التعليم في مصر منذ العهد الفرعوني حتى الآن.
ويضم المتحف قسم التعليم عند قدماء المصريين وإبداعاتهم في علم الحساب والطب والفنون والعمارة والأدب والكتابة، وكانت جامعة «أون» أقدم جامعة اتخذت من معبد «رع» مقرا لها واهتمت بدراسة الدين والطب والفلك وابتكر علماؤها التقويم الشمسي.
أما قسم التعليم عند العرب فيتحدث عن أن العرب من الشعوب التي عرفت الكتابة وكانت لها خطوطها قبل الإسلام، وكان علم الأنساب من أهم علوم العرب التي برعوا فيها قبل الإسلام، وبرع العرب في الحكمة باعتبارها أداة للتعليم والتثقيف والحكيم هو مؤدب ومرشد وواعظ، وقد ألف العرب كتبا في الأمثال التي كانت مادة مهمة غنية في الأدب الجاهلي والإسلامي، وقد قام العرب بهندسة الطرق والعمل على تيسير الاتصال بين المدن والقرى مع بعضها البعض، وقد كان عرب الجاهلية على علم بعلم «الفلك».
وهناك قسم التعليم في القرن التاسع عشر ويقصد به التعليم الحديث.. النظام التعليمي الذي بدأه محمد علي في مصر وافتتح به المدارس وأرسل لتثبيته البعوث العلمية وأنشأ 3 أنواع من المدارس أو تقسيم التعليم إلى ثلاث مراحل «ابتدائية وتجهيزية وخصوصية» وكانت مدرسة الطب هي أول مدرسة «عالية» أنشئت في مصر، بالإضافة للمدارس الفنية والصناعية، بالإضافة للبعوث العلمية التي كان يرسلها محمد علي إلى أوروبا... من التلاميذ الأتراك والمصريين.
ويضم المتحف قسم مكتبة الوثائق وهي المكتبة الوحيدة المتخصصة على مستوى الجمهورية بما تضمه من وثائق نادرة منظمة للتعليم والتي يبلغ عددها أكثر من 22900 مجلد يرجع تاريخ بعضها إلى أكثر من 100 عام وهي ترصد بما تقتنيه من مراجع وأبحاث علمية التطور المستمر في التعليم، وتقدم الخدمة المرجعية للدارسين والباحثين من الجامعات والمعاهد العليا والمراكز القومية للبحوث، كما تقدم خدماتها لمستشاري المواد بوزارة التعليم للقيام بالدراسات المقارنة بين المناهج قديمها وحديثها للتعرف على أسباب التفوق والتأخر الدراسي من خلال ما تضمه من مقررات دراسية وأوراق إجابات الطلاب للشهادات العامة والفنية.
كما يقدم المتحف نبذة تاريخية عن إنشاء التعليم الصناعي وتطوراته... حيث أنشئت بالقاهرة العام 1830 مدرسة أطلق عليها اسم «مدرسة العمليات الفنية الصناعية» وكان الغرض من إنشائها هو تزويد الجيش بالفنيين وبعد مضي نحو 50 عاما على إنشاء المدرسة أنشئت بعض الورش النموذجية الأميرية والمدارس الصناعية، أما مدرسة العمليات الفنية فظلت تؤدي رسالتها حتى أطلق عليها اسم مدرسة الفنون والصنائع.
كما أنشئت بالقلعة أول مدرسة زراعية في مصر ومنطقة الشرق الأوسط العام 1829. وفي العام 1911 أنشئت أول مدرسة زراعية متوسطة وبعد قيام ثورة يوليو 1952 وضعت البرامج والمشروعات التي تهدف إلى زيادة الإنتاج الزراعي ورفع كفاءته.
كما نجد في المتحف قسما عن تاريخ الجامعة المصرية والذي يعد تاريخا للأمة المصرية في عهدها الحديث.. حيث إنه تخرج فيها قادة الأمة وأصحاب الفكر، بالإضافة إلى قسم عن الأزهر - تاريخه وتطوره - وتاريخ الجامع الأزهر ورسالة الأزهر اليوم والأمس.. وتطور نظام التعليم في الأزهر في القرن التاسع عشر والقرن العشرين.
أما قسم الوسائل التعليمية فهو استجابة لخبرات الجنس البشري والبحوث العلمية، فلقد ثبت أن الوسائل التعليمية تستطيع أن تشوق التلميذ وتثير الهمم وقد عكف الخبراء والمتخصصون في مجال التربية والتعليم على إيجاد أحسن الطرق المفيدة والمثمرة للتعليم حيث إنه من الأمور الأساسية والمسلم بها أنه في بعض الأحيان يشرد التلميذ لعدم قدرته على تخيل ما يقال فالحل الأمثل هو توفير وسيلة تعليمية تتيح له تخيل ما يقال.
أما قسم التربية الخاصة والذي يهدف إلى تربية وتعليم وتأهيل ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة بفئاتهم المختلفة، كما يهدف إلى تربيتهم على اكتساب المهارات المناسبة حسب إمكاناتهم وقدراتهم وفق خطط مدروسة وبرامج خاصة بغرض الوصول بهم لأفضل مستوى وإعدادهم للحياة العامة والاندماج في المجتمع.
وهناك قسم عن الخط العربي... يسرد تاريخ الكتابة منذ نشأتها الأولى في تلك العصور القديمة وحلقات الخط العربي والتي منها الخط المصري والخط المسماري والخط الحيثي والخط الصيني.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي