يسعى البعض للبحث عن الثراء السريع ولكن عن طريق النصب والاحتيال، ويعتمد في ذلك على أساليب متعددة، يحتار الشيطان من مكرها ودهائها، ولكن من أقبح هذه الأساليب وشرها هي تلك التي تستخدم في النصب على وفد الله من الحجاج والمعتمرين.
فخلال حج هذا الموسم سمعنا ورأينا أحوالاً لا تسر العدو قبل الصديق من مآسٍ وقعت لضيوف الرحمن، فمن الحملات من رفعت في إعلاناتها شعارات وتعهدت بخدمات مميزة جعلت البعض يعتقد أنه سيكون من فئة VIP وعند التسجيل وضعوا له الشمس في يد والقمر في اليد الأخرى حتى ظن المسكين أن هذه الحجة ستكون من أميز الحجات، ولكن كل تلك الوعود تبخرت عند الوصول إلى البلد الحرام، وأصبحت كالسراب الذي كلما اقترب منه الظمآن تبين له زيفه.
ما أكثر الشكاوى على حملات الحج، فمنها من وضعت الناس في عمارات غير مهيأة للحيوان فضلاً عن أن تكون صالحة لسكن الإنسان، فلا ماء ولا كهرباء، وبعضها ما زال تحت الإنشاء، وحملات توزع الطعام على الحجاج وكأنهم في مخيمات اللاجئين مع أنها تأخذ أسعاراً مرتفعة، وحملات تسجل الحجاج بأعداد تفوق طاقتها ثم ترميهم في الخارج، وحملات تؤجر رخصتها بالباطن، ليضيع حق الحاج بين المالك الأصلي والمؤجر، وحملات تتعهد لزميلاتها من الحملات بأن تقوم بتجهيز وإعداد مخيم عرفات بأفضل التجهيزات لكنها تنكث بوعدها وتخلف في شروط الاتفاق ليكون الضحية حجاج بيت الله الحرام.
إن الكويت بلد صغير ولا يوجد فيه ما يمكن أن يخبأ أو يستر، ولذلك نقول للوزارة إن من الحملات من فاحت رائحة فضائحها من الإهمال والتقصير، وللأسف أن هذه الحملات قد تكررت الشكاوى عليها كل عام، وهي للأسوأ عام بعد آخر، إلا أن الوزارة لم تحرك ساكناً تجاهها طوال هذه الأعوام، ويتساءل البعض: هل الوزارة أضعف من أن تتخذ قراراً حاسماً تجاه هذه الحملات، وهل هناك محاباة للبعض منها، وهل هناك ضغوطات تمنعها من محاسبة المقصرين؟ تساؤلات نتمنى أن نسمع الردود عليها.
لقد استمعنا لشكوى بعض الحملات من عدم الإنصاف والعدالة في توزيع الأراضي في منى وعرفات، وشاهدنا ضيق المساحات المخصصة للحملات الكويتية، مقارنة بغيرها من الدول، ويتساءل الحجاج أين دور وزارة الأوقاف في كل ما يجري؟
بعثة الحج الكويتية
تيسر لي مع بعض الاخوة زيارة مقر بعثة الحج الكويتية سواء في مقرها في منطقة النسيم، أو في عرفات، وقد وجدنا من الغالبية حسن الاستقبال والترحاب، إلا أن ما شوه صورة البعثة وجود بعض الأفراد والذين ترى التجهم في العالم كله وكأنه قد جمع في وجهه، ويتعامل مع الزائرين وكأنه سلطان زمانه وفريد عصره، لذلك نقول لمثل هذا إن كل الذي فوق التراب تراب، ونتمنى من مسؤولي البعثة إقامة دورة في الأخلاق وحسن التعامل خصوصاً لمثل هؤلاء الأفراد من فريقها.
عبدالعزيز صباح الفضلي (مكة المكرمة)
كاتب كويتي
Alfadli-a@hotmail.com