ملامح / السفيه...!
د. عالية شعيب
| د. عالية شعيب |
تطالعنا الصحف يوميا بأبشع الاخبار، تجار مخدرات ودعارة، مجرمين يتبجحون بتمثيل جرائمهم ويبررونها لأنفسهم الضعيفة. في الشارع من حولنا أفراد يفرضون علينا قبح تصرفاتهم **وقلة درايتهم. هؤلاء ناقصو عقل ببساطة، يفتقرون للحكمة التي فضلنا وميزنا الله بها. العقل هذا الكنز الذي يجهل الكثير معناه واحيانا يتجاهلون معناه، هؤلاء السفهاء. لكن من هو السفيه؟ هو الانسان الذي لا يحترم الاخرين ويضع نفسه في مواضع هو في غنى عنها وينتج هذا السفه عن قلة عقل ودين وعدم إدراك. والسفيه عادة ما يكون جاهلا متسلطا. ايضا هو الجاهل والأحمق. السفيه هو الإنسان الناقص العقل، الذي يتجرأ على الآخرين بالسب والشتم ويتهجم بلا سبب ويطلق الكلام القبيح بسهولة فهو إنسان غير ناضج ولا مسؤول. اما في المعجم فالسَّفَهُ: هو الجهلُ، وأصلُه: الخِفَّةُ، يقال: ثوبٌ سَفِيهٌ إذا كان خَفيفاً، وقيل للفاسق: سفيهٌ، لأنه لا قَدْرَ له عند المؤمنين، وهو خفيفٌ في أعينهم، هَيِّنٌ عليهم. والمعنى: ولا تؤتوا السفهاء فوق ما يحتاجون إليه فَيُفْسِدُوْهُ. وهو ضدُّ الحِلمِ، وأصله الخِفَّةُ والحركةُ. يقال: تَسَفَّهَتِ الريحُ الشجرَ، أي مالتْ به. قال ذو الرمة: جَرَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رياحٌ تَسَفَّهَتْ... أَعالِيَها مَرُّ الرياحِ النَواسمِ. وتَسَفَّهَتُ فلاناً عن ماله، إذا خدعتَه عنه. وتَسَفَّهْتُ عليه، إذا أَسْمَعْتَهُ. وسَفَّهَهُ تَسْفيهاً: نَسَبَهُ إلى السَّفَهِ.
السؤال الذي يفرض نفسه هو كيف نتعامل مع الشخص السفيه سواء كان موقفا شخصيا او موقفا عاما. يقول البخاري، أولا: تركه وعدم الاكتراث له فهذا الامر كفيل بإسكات، حيث قال الشافعي رحمة الله عليه، يخاطبني السفيه بكل قبح/ فأكره أن أكون له مجيباً/ يزيد سفاهة فأزيد حلماً/ كعود زاده الاحراق طيباً. ثانيا: تعامل بثقة زائدة في نفسك واجعل رأيك هو الثابت ولا تغير من أسلوبك، فهذه تزيده حرقة في نفسه حتى لو لم يبين ذلك. ثالثا: اجعل صبرك معه متناهيا لابعد الحدود وسكوتك عما ينثره من سفاهة وما يزيده هذا الا انغماساً في وحل السفاهة. قال الشاعر: إذا نطق السفيه فلا تجبه/ فخير من إجابته السكوت، فإن كلمته فرجت عنـه /وإن خليته كمداً يموت.
قال صاحبا أبي حنيفة، أبو يوسف ومحمد بن الحسن، وباقي أئمة المذاهب، ومنها المذهب الجعفري، بأن يحجر على السفيه، لو ظهر سفهه بعد بلوغه ورشده، وقد استندوا في ذلك إلى أدلة مأخوذة من مصادر الشرع الإسلامي المعروفة، من قرآن وسنّة وإجماع وقياس. لكن للأسف السفهاء من حولنا منتشرون بل ويتجبرون واحيانا يأمرون وينهون.
[email protected]
تطالعنا الصحف يوميا بأبشع الاخبار، تجار مخدرات ودعارة، مجرمين يتبجحون بتمثيل جرائمهم ويبررونها لأنفسهم الضعيفة. في الشارع من حولنا أفراد يفرضون علينا قبح تصرفاتهم **وقلة درايتهم. هؤلاء ناقصو عقل ببساطة، يفتقرون للحكمة التي فضلنا وميزنا الله بها. العقل هذا الكنز الذي يجهل الكثير معناه واحيانا يتجاهلون معناه، هؤلاء السفهاء. لكن من هو السفيه؟ هو الانسان الذي لا يحترم الاخرين ويضع نفسه في مواضع هو في غنى عنها وينتج هذا السفه عن قلة عقل ودين وعدم إدراك. والسفيه عادة ما يكون جاهلا متسلطا. ايضا هو الجاهل والأحمق. السفيه هو الإنسان الناقص العقل، الذي يتجرأ على الآخرين بالسب والشتم ويتهجم بلا سبب ويطلق الكلام القبيح بسهولة فهو إنسان غير ناضج ولا مسؤول. اما في المعجم فالسَّفَهُ: هو الجهلُ، وأصلُه: الخِفَّةُ، يقال: ثوبٌ سَفِيهٌ إذا كان خَفيفاً، وقيل للفاسق: سفيهٌ، لأنه لا قَدْرَ له عند المؤمنين، وهو خفيفٌ في أعينهم، هَيِّنٌ عليهم. والمعنى: ولا تؤتوا السفهاء فوق ما يحتاجون إليه فَيُفْسِدُوْهُ. وهو ضدُّ الحِلمِ، وأصله الخِفَّةُ والحركةُ. يقال: تَسَفَّهَتِ الريحُ الشجرَ، أي مالتْ به. قال ذو الرمة: جَرَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رياحٌ تَسَفَّهَتْ... أَعالِيَها مَرُّ الرياحِ النَواسمِ. وتَسَفَّهَتُ فلاناً عن ماله، إذا خدعتَه عنه. وتَسَفَّهْتُ عليه، إذا أَسْمَعْتَهُ. وسَفَّهَهُ تَسْفيهاً: نَسَبَهُ إلى السَّفَهِ.
السؤال الذي يفرض نفسه هو كيف نتعامل مع الشخص السفيه سواء كان موقفا شخصيا او موقفا عاما. يقول البخاري، أولا: تركه وعدم الاكتراث له فهذا الامر كفيل بإسكات، حيث قال الشافعي رحمة الله عليه، يخاطبني السفيه بكل قبح/ فأكره أن أكون له مجيباً/ يزيد سفاهة فأزيد حلماً/ كعود زاده الاحراق طيباً. ثانيا: تعامل بثقة زائدة في نفسك واجعل رأيك هو الثابت ولا تغير من أسلوبك، فهذه تزيده حرقة في نفسه حتى لو لم يبين ذلك. ثالثا: اجعل صبرك معه متناهيا لابعد الحدود وسكوتك عما ينثره من سفاهة وما يزيده هذا الا انغماساً في وحل السفاهة. قال الشاعر: إذا نطق السفيه فلا تجبه/ فخير من إجابته السكوت، فإن كلمته فرجت عنـه /وإن خليته كمداً يموت.
قال صاحبا أبي حنيفة، أبو يوسف ومحمد بن الحسن، وباقي أئمة المذاهب، ومنها المذهب الجعفري، بأن يحجر على السفيه، لو ظهر سفهه بعد بلوغه ورشده، وقد استندوا في ذلك إلى أدلة مأخوذة من مصادر الشرع الإسلامي المعروفة، من قرآن وسنّة وإجماع وقياس. لكن للأسف السفهاء من حولنا منتشرون بل ويتجبرون واحيانا يأمرون وينهون.
[email protected]