عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي قنوات الرقص الإسلامي!

تصغير
تكبير
ضحكت كثيراً وشر البلية ما يضحك، وأنا أقرأ الشروط التي وضعتها هيئة الاستثمار، المشرفة على بث القنوات عبر القمر نايل سات، للقنوات الدينية التي تم إيقاف بثها، فبعد إيقاف القنوات ودون سابق إنذار، وبعد اعتراض أصحاب القنوات على هذا الإيقاف المفاجئ، اشترطت الهيئة لإعادة البث شروطاً منها... عدم ظهور مذيعين ملتحين، وألا تتعدى مساحة البرامج الإسلامية في القناة أكثر من 50 في المئة من خريطة القناة، وأن تخصص مساحة كافية لإذاعة أفلام أو أغنيات أو مسرحيات، وأن يتم إشراك عناصر نسائية صوتاً وصورة في الخريطة البرامجية الجديدة، وأنه لابد من استخدام المؤثرات الصوتية الموسيقية في فقرات البرامج والفواصل.

ومن يقرأ هذه الشروط يرى أنها تصلح لقنوات الرقص والغناء، لا إلى قنوات تهدف في رسالتها إلى ربط المسلمين بكتاب ربهم، وتدعوهم إلى التمسك بهدي نبيهم، وتسعى للارتقاء بأخلاقهم وسلوكهم.

فتخيلوا أن يقدم الشيخ محمد حسان حلقة دينية وخلفه فيديو كليب لراقصة، أو يأتي الشيخ محمد الزغبي للحديث عن القرآن ويصاحب كلامه موسيقى كلاسيكية، أو في مقابلة لأحد المشايخ تعلن خلالها المذيعة طبعاً (حسب الشروط الجديدة) التوقف مع فاصل، ومن ثم يحتوي الفاصل على إعلان لبرامج القناة بعد التعديل يعرض لقطة لفيلم عبارة عن لحظة حميمية بين البطل والبطلة، كعادة الأفلام العربية، ثم تعود المذيعة لتطلب من الشيخ إكمال موضوعه وقد يكون عن التوبة، أو علامات يوم القيامة.

من ينظر إلى هذه الشروط يدرك أنها شروط تعجيزية إبليسية، هدفها الصد عن دين الله، خاصة بعد موجة التدين التي بدأت تنتشر وتزداد في المجتمعات العربية والإسلامية. ولا أكون متجنياً إذا قلت أن إيقاف القنوات الدينية والتضييق عليها ما هو إلا حلقة في سلسلة الحرب على الدين والأخلاق، وإلا فبماذا نفسر السماح لقنوات الرقص والغناء أن تبث ما تشاء، وتستقبل من الرسائل ما تريد، بينما يضيق في ذلك على القنوات الدينية، وبماذا نفسر أنه بعد 48 ساعة فقط من إيقاف بث القنوات التي تدافع عن الإسلام وترد شبه المنصرين، يسمح لقناة تنصيرية «الكرمة» لتبدأ البث على النايل سات. وكيف نفسر موقف إدارة النايل سات من الاعتراضات التي قدمت لها على ما تبثه قناة «الحياة» التنصيرية من إساءة للإسلام، وتشكيك في عقيدة المسلمين، فتعتذر الإدارة بأنها لا تستطيع التدخل في محتويات القناة ومضمونها لأنها تؤجر المساحة فقط، مع ايقافها للقنوات الدينية بحجة أن بعضها يهاجم المسيحيين ويهدد وحدة المجتمع... أليس في هذه المواقف ازدواجية في المعايير؟

إن ما أخشاه أن تكون هذه المواقف تكملة لبرنامج مخطط كبير، لا يقف عند القنوات الفضائية فقط وإنما يتعداه لكل ما له صلة بالاسلام الحقيقي، النقي من التمييع والمداهنة، وأن يكون الهدف التضييق على كل صوت يدعو إلى الرجوع إلى الإسلام الصافي الذي جاء به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والذي لا يرضى لأتباعه قبول التبعية أو الهوان، أو العبودية لغير الواحد الديان.

وإنها لنصيحة أقدمها لكل من يريد محاربة دين الله أو الصد عن سبيل الله، فأقول له لا تتعب نفسك، ووفر أموالك، ولا تغرنك القوة الوهمية التي تستند لها، لأنك مهما عملت فلن تستطيع أن تقف أمام هذا المد الإسلامي الآخذ في التوسع والانتشار، والذي يستمد قوته من نور الله الذي لا يزول ولا يحول.

وصدق الله تعالى إذ يقول «يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون». والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.



عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي