بين دمعتين


كانت مصادفة ان يصل الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الى الكويت في الوقت الذي وصل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان. الاول قال انه ذرف دمعة عندما تم انتخاب جلال طالباني رئيسا للعراق بعد اسقاط الاميركيين نظام الرئيس السابق صدام حسين، والثاني ذرف أمام وسائل الإعلام دمعة عندما زار الضاحية الجنوبية لبيروت التي دمرتها اسرائيل في عدوان 2006.
... وبين الدمعتين رابط سياسي. فالرئيس الاميركي السابق الذي ملأ الدنيا وشغل الناس قال من الكويت إنه غير نادم على كل ما فعله بعد 11 سبتمبر وان اميركا لن تتوقف عن محاربة الارهاب وتشجيع الحريات، والرئيس الايراني الحالي كرر من بيروت ان 11 سبتمبر «فبركة اميركية» من اجل السيطرة على المنطقة وتقوية شوكة اسرائيل وان بلاده لن تتراجع عن ضرورة ازالة اسرائيل من الوجود.
جميل ان تدمع عينا جورج بوش لرؤية عراق ديموقراطي تعددي ينتخب رئيسا بالاقتراع الحر للمرة الاولى منذ عقود، لكن الأجمل ان يرى ايضا دموع عشرات آلاف العائلات العراقية التي قضى افرادها نتيجة سوء الادارة الاميركية لعراق ما بعد صدام حسين مثل حل الجيش وتسليم الامن الى الميليشيات المحلية ومن يدعمها خارج العراق.
وجميل ان تدمع عينا بوش حزنا على الحريات في المنطقة لكن الاجمل ان يرى بعينين واضحتين واسعتين دموع اطفال فلسطين ونساء فلسطين وكهول فلسطين الذين سحقتهم اسرائيل المدعومة من العالم الحر لانها تمثل في رأيهم «قيم العالم الحر».
وجميل ان تدمع عينا بوش حزنا على ضحايا الارهاب في اميركا لكن الأجمل ان يتمعن بعينيه الاثنتين ما حل بآلاف العرب والمسلمين الذين حصدتهم آلة الإرهاب بعدما قويت شوكتها في مناطقهم نتيجة...الحرب على الارهاب.
تصرفت ادارة بوش مع هجمات 11 سبتمبر كالفيل الجريح الذي اراد الانتقام فعليا لكنها عجزت تماما عن ادارة مراحل ما بعد الانتقام. كانت اكثر إدارة أميركية على الاطلاق تكيل بمكيالين. ربطت كل قضايا العرب والمسلمين بـ «غراوند زيرو» (موقع سقوط البرجين) ونسيت الحقوق والظروف والخصائص والتاريخ والجغرافيا. يكفي انها انفردت بدعم جدار العزل العنصري الاسرائيلي كونه حسب زعمها يساهم في الحد من «الهجمات الارهابية».
ومثلما يجمع العالم بأسره على ان بوش هو الرئيس الاميركي الاكثر تطرفا في السياسة الخارجية يعتبر الرأي العام الغربي الدكتور محمود احمدي نجاد الرئيس الايراني الاكثر تطرفا في كل شيء، فهو يريد ان يزيل اسرائيل من الخريطة ويريد بناء مفاعل نووي ويهدد بقصف الدول الاوروبية بصواريخ عابرة للقارات وضرب المصالح الغربية حول العالم ان حصلت مواجهة عسكرية.
ذرف الرئيس الايراني دمعة في بيروت على شهداء المقاومة وعلى الدمار الذي أحدثته اسرائيل وهي دمعة حق بعدما عز الحق ونسيه كثيرون. كانت دمعة صدق من زعيم وعد بدعم المجاهدين اللبنانيين ضد اقوى قوة في الشرق الاوسط ووفى بوعده، لكن دمعة اخرى من الرئيس الايراني تجاه الايرانيين العزل الذين سقطوا في طهران تعبيرا عن رأي سياسي بعد الانتخابات الرئاسية الاخيرة كانت ستضعه في خانة الزعماء الانسانيين الكبار الذين لا يكيلون بمكيالين... فالضحايا ضحايا وان اختلف نوع الرصاص او هوية حامله.
الرئيس نجاد يريد ان يزيل اسرائيل من الخريطة والرئيس بوش كان مستعدا لمساعدة اسرائيل على ازالة اي دولة تهدد وجودها من الخريطة. الرئيس بوش أقلق حلفاءه الاوروبيين وبعضهم اعتبر انه قربه من المخاطر والرئيس نجاد يقلق الكثيرين من اهل المنطقة وبعضهم يعتبر انه سيضعه في قلب المخاطر... ومع ذلك يحضر الزعيمان ويغيب اهل المنطقة.
دمعتان، واحدة صرح بها رئيس اميركي سابق ملأ الدنيا وشغل الناس، واخرى ذرفها رئيس ايراني حالي مالئ للدنيا وشاغل للناس. واحدة أعلنت من الكويت فرحا بسقوط نظام ديكتاتوري عراقي وأخرى سكبت في بيروت حزنا على ما فعله ويفعله نظام ديكتاتوري اسرائيلي... وبين الدمعتين نتمنى رؤية ابتسامة عربية لكننا لن نجد، فالأمل أيضا مخطوف وليس المبادرات السياسية فحسب.
جاسم بودي
... وبين الدمعتين رابط سياسي. فالرئيس الاميركي السابق الذي ملأ الدنيا وشغل الناس قال من الكويت إنه غير نادم على كل ما فعله بعد 11 سبتمبر وان اميركا لن تتوقف عن محاربة الارهاب وتشجيع الحريات، والرئيس الايراني الحالي كرر من بيروت ان 11 سبتمبر «فبركة اميركية» من اجل السيطرة على المنطقة وتقوية شوكة اسرائيل وان بلاده لن تتراجع عن ضرورة ازالة اسرائيل من الوجود.
جميل ان تدمع عينا جورج بوش لرؤية عراق ديموقراطي تعددي ينتخب رئيسا بالاقتراع الحر للمرة الاولى منذ عقود، لكن الأجمل ان يرى ايضا دموع عشرات آلاف العائلات العراقية التي قضى افرادها نتيجة سوء الادارة الاميركية لعراق ما بعد صدام حسين مثل حل الجيش وتسليم الامن الى الميليشيات المحلية ومن يدعمها خارج العراق.
وجميل ان تدمع عينا بوش حزنا على الحريات في المنطقة لكن الاجمل ان يرى بعينين واضحتين واسعتين دموع اطفال فلسطين ونساء فلسطين وكهول فلسطين الذين سحقتهم اسرائيل المدعومة من العالم الحر لانها تمثل في رأيهم «قيم العالم الحر».
وجميل ان تدمع عينا بوش حزنا على ضحايا الارهاب في اميركا لكن الأجمل ان يتمعن بعينيه الاثنتين ما حل بآلاف العرب والمسلمين الذين حصدتهم آلة الإرهاب بعدما قويت شوكتها في مناطقهم نتيجة...الحرب على الارهاب.
تصرفت ادارة بوش مع هجمات 11 سبتمبر كالفيل الجريح الذي اراد الانتقام فعليا لكنها عجزت تماما عن ادارة مراحل ما بعد الانتقام. كانت اكثر إدارة أميركية على الاطلاق تكيل بمكيالين. ربطت كل قضايا العرب والمسلمين بـ «غراوند زيرو» (موقع سقوط البرجين) ونسيت الحقوق والظروف والخصائص والتاريخ والجغرافيا. يكفي انها انفردت بدعم جدار العزل العنصري الاسرائيلي كونه حسب زعمها يساهم في الحد من «الهجمات الارهابية».
ومثلما يجمع العالم بأسره على ان بوش هو الرئيس الاميركي الاكثر تطرفا في السياسة الخارجية يعتبر الرأي العام الغربي الدكتور محمود احمدي نجاد الرئيس الايراني الاكثر تطرفا في كل شيء، فهو يريد ان يزيل اسرائيل من الخريطة ويريد بناء مفاعل نووي ويهدد بقصف الدول الاوروبية بصواريخ عابرة للقارات وضرب المصالح الغربية حول العالم ان حصلت مواجهة عسكرية.
ذرف الرئيس الايراني دمعة في بيروت على شهداء المقاومة وعلى الدمار الذي أحدثته اسرائيل وهي دمعة حق بعدما عز الحق ونسيه كثيرون. كانت دمعة صدق من زعيم وعد بدعم المجاهدين اللبنانيين ضد اقوى قوة في الشرق الاوسط ووفى بوعده، لكن دمعة اخرى من الرئيس الايراني تجاه الايرانيين العزل الذين سقطوا في طهران تعبيرا عن رأي سياسي بعد الانتخابات الرئاسية الاخيرة كانت ستضعه في خانة الزعماء الانسانيين الكبار الذين لا يكيلون بمكيالين... فالضحايا ضحايا وان اختلف نوع الرصاص او هوية حامله.
الرئيس نجاد يريد ان يزيل اسرائيل من الخريطة والرئيس بوش كان مستعدا لمساعدة اسرائيل على ازالة اي دولة تهدد وجودها من الخريطة. الرئيس بوش أقلق حلفاءه الاوروبيين وبعضهم اعتبر انه قربه من المخاطر والرئيس نجاد يقلق الكثيرين من اهل المنطقة وبعضهم يعتبر انه سيضعه في قلب المخاطر... ومع ذلك يحضر الزعيمان ويغيب اهل المنطقة.
دمعتان، واحدة صرح بها رئيس اميركي سابق ملأ الدنيا وشغل الناس، واخرى ذرفها رئيس ايراني حالي مالئ للدنيا وشاغل للناس. واحدة أعلنت من الكويت فرحا بسقوط نظام ديكتاتوري عراقي وأخرى سكبت في بيروت حزنا على ما فعله ويفعله نظام ديكتاتوري اسرائيلي... وبين الدمعتين نتمنى رؤية ابتسامة عربية لكننا لن نجد، فالأمل أيضا مخطوف وليس المبادرات السياسية فحسب.
جاسم بودي