في كل يوم يمر نرى الصهاينة يصفعون الحكومات العربية بالكف، ويركلون قرارات الأمم المتحدة، على ضعفها، بالشلوت، وفي المقابل نرى العجز العربي عن فعل شيء يحفظ الكرامة، مع أنهم لو أرادوا لوجدوا من يعينهم عليه.
في كل يوم نرى الصهاينة يخططون وينفذون، والعرب على أبواب الأمم المتحدة وأميركا يتوسلون، يعقدون المؤتمرات ويقدمون التوصيات وفي النهاية لا هم بالذين استرجعوا حقوقهم ولا هم يحزنون.
إن من يعتقد أن حق الأمة المغتصب في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين، يمكن أن يسترجع من خلال الأمم المتحدة أو أميركا، إنما هو كظمآن يجري وراء السراب، فالكل يعلم بأن أميركا هي المتعهد الأساسي بالمحافظة على التفوق العسكري لإسرائيل في المنطقة، وأن كل رئيس أميركي جديد لا يمكنه مخالفة هذه السياسة، وأميركا كما هو معلوم هي التي ضغطت على كثير من الدول للتصويت ضد قرار يلزم إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي خلال اجتماع الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي مما أدى إلى فشل المشروع الذي طرحته الدول العربية، وأميركا هي التي تشجع حركات التمرد والانفصال في البلاد الاسلامية من خلال الدعم المعلن أوالخفي، كدعمها لانفصال تيمور الشرقية عن أندونيسيا وقد تحقق، ووقوفها الواضح مع الانفصاليين في الجنوب السوداني.
وأميركا هي التي تحتل بعض بلاد المسلمين كأفغانستان والعراق، وأرجو ألا يكابر أحد على تسمية ذلك بالاحتلال لأن الأمم المتحدة بنفسها سمت دخول أميركا للعراق بالاحتلال.
وأميركا هي التي تدعم الكثير من الدول الدكتاتورية والتي تحكم شعوبها بالحديد والنار، وهي التي تتغاضى عن انتهاك هذه الحكومات لحقوق الإنسان، طالما أنها تسير على خطى أميركا وتدعم أجندتها في المنطقة.
وأميركا هي التي تحارب كل حركات التحرر الوطني في البلاد الاسلامية، وتسميهم منظمات إرهابية فتجمد حساباتها وتطارد أعضاءها، وتعتقل رجالها برغم أنها حركات لها الحق المشروع في الدفاع عن نفسها والعمل على تحرير أراضيها، و لو أردنا سرد تاريخ أميركا الأسود في تعاملها مع العرب والمسلمين لاحتاج منا ذلك إلى صفحات وليس بعض السطور في صفحة المقالات.
ولا أجد أفضل تشبيه لمن أرادوا العون والنصرة من أميركا والأمم المتحدة، ولم يطلبوه من الله تعالى من المثال الذي ضربه الله عز وجل في كتابه حيث يقول «مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون». يقول سيد قطب رحمه الله معلقاً على هذه الآية بتصرف: إن الالتجاء إلى القوى سواء كانت في أيدي الأفراد أو الجماعات أو الدول إنما هو كالتجاء العنكبوت إلي بيتها، حشرة ضعيفة رخوة واهية، لا حماية لها من تكوينها الرخو، ولا وقاية لها من بيتها الواهن.
ثم يقول: قوة الله وحدها هي القوة وولاية الله وحدها هي الولاية، وما عداها فهو واهن ضئيل هزيل، مهما علا واستطال، ومهما تجبر وطغى، ومهما ملك من وسائل البطش والطغيان والتنكيل.
ولمن ينتظرون تحرك بعض الحكومات العربية المتسلطة على شعوبها كي تقوم بنصرة قضايا الأمة المصيرية واسترداد حقوقها المسلوبة فإني أهدي لهم هذه الأبيات:
مر القطيع بأرض طاب منهلها وعذبها
فاستقى من مائها ورعـى
فقال راعيه هيا ياقطيع بنا ننجو من الذئب
ان الذئب قد طلعا
قال القطيع مالفرق بينكما
كلاكما يبتغي من لحمنا شبعاً
عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
Alfadli-a@hotmail.com