عبدالعزيز صباح الفضلي / راعي الغنم ... ومدير البترول

تصغير
تكبير
إذا أراد أي مسؤول النجاح لوزارته، أو مؤسسته أو شركته، فإن من أول ما يبحث عنه هو الشخص المناسب ليتولى مسؤولية إدارة العمل، لأن ذلك سيكون من عوامل نجاحها، فحتى رعاية الغنم تحتاج لمن يتصف بالأمانة وحسن الرعاية، ومن هنا نجد أن إحدى ابنتي الرجل الصالح اقترحت على والدها أن يستأجر موسى عليه السلام ليرعى غنمهم لما رأوا فيه من القوة والأمانة «إن خير من استأجرت القوي الأمين».

أذكر هذا وأنا أتأمل القرارات التي تم اتخاذها في تقليد بعض الأشخاص قيادة مؤسسة البترول، هذه المؤسسة النفطية التي نعتمد عليها بعد الله عز وجل في أرزاقنا، هذه القرارات التي جاءت مخالفة وبشكل صارخ لاقتراحات اللجنة الخاصة التي تم تشكليها لتقييم أداء المدراء في مؤسسة البترول، هذه اللجنة التي شكلت من أشخاص خارج المؤسسة، وبمشاركة أحد الخبراء الأميركيين، ووافق الوزير على تشكيلها، والتي قامت بتصنيف القيادات إلى ثلاث مجموعات الأولى وهي المجموعة (A) وأوصت بإبقائها في القيادة لكفاءتها وحسن إدارتها، والثانية وهي المجموعة (b) وقالت اللجنة إنها جيدة ولكنها تحتاج إلى مزيد من التدريب والتطوير، والثالثة وهي المجموعة (C) وأوصت اللجنة باستبعادها لأنها ضعيفة وغير مؤهلة للقيادة، إلا أن وزير النفط ضرب برأي اللجنة عرض الحائط وعين أشخاصاً من المجموعة (C) في منصب القيادة، وقام باستبعاد المصنفين ضمن المجموعة (A).

هنا يأتي التساؤل الذي يطرح نفسه ألا وهو ما المعايير التي يتم اتباعها لتولية الأشخاص المناصب في بلادنا؟ وقد وجدت الإجابة عند النائب الفاضل الدكتور جمعان الحربش، حيث ذكر في إحدى ندواته أنها تتم بطرق ثلاث، إما أن ترافق شيخ، أو تتبع تيارا يساندك، أو تكون زوج نائبة في المجلس. والطريف أن الحضور قالوا لم تبق إلا واحدة.

كم أتمنى أن يقرأ أصحاب القرار سيرة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وكيف يختار الرجل المناسب ليضعه في المكان المناسب، فلقد اختار مصعب بن عمير ليكون أول سفير في الاسلام لما عرف فيه من الحلم وحسن المنطق ولين الجانب، واختار أسامة بن زيد ليقود جيشاً فيه أبو بكر وعمر، وكلف بلالا بالأذان لأنه أجمل صوتاً، وجعل حذيفة بين اليمان كاتم سره.

لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تولية غير الأكفاء للمسؤولية، فقد جاءه رجل يسأل عن موعد يوم القيامة فقال عليه الصلاة والسلام: إذا ضيعت الأمانة. فقال: وما علامة إضاعتها، قال: إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة. ومن يرى بعض القياديين في بلادنا على اختلاف مستوياتهم ثم يرى عدم أهليتهم لتولي تلك المناصب يخشى أن تكون الساعة قد اقترب موعدها.

إن على كل مسؤول أن يحاسب ممن هو دونه في المسؤولية وإلا اعتبر مضيعاً للأمانة الملقاة على عاتقه، فهذا عمر بن الخطاب يقول لأصحابه أترون لو وليت عليكم خياركم أكون قد أديت الأمانة قالوا: نعم، قال: لا حتى أرى ما يصنع. وهذا حفيده عمر بن عبدالعزيز لما كثرت الشكاوى على أحد أمرائه استدعاه وقال له: قد كثر شاكوك وقل شاكروك، فإما اعتدلت وإما اعتزلت.

فهل يا ترى تجد هذه الكلمات اذانا صاغية؟ نقول لعل وعسى.

انتخابات اتحاد الجامعة والتطبيقي

الفوز الكاسح الذي حققته قائمة الائتلافية والاتحاد الإسلامي في انتخابات اتحاد الجامعة حيث تخطت القائمة رقم 8000 صوت وبنسبة تفوق 53 في المئة، أي أكثر من نصف عدد المقترعين، وفوز قائمة المستقبل الطلابي بأكثر من 3000 صوت وقيادتها لاتحاد طلبة التطبيقي، يدل بما لا يدع مجالاً للشك أن المجتمع الطلابي من الذكور والإناث يفضل القوائم الإسلامية المحافظة، والتي تسعى لتعزيز الأخلاق والقيم، وتحرص على المنهج الإسلامي المعتدل. ونقول للفائزين إن المناصب تكليف لا تشريف، وكونوا كراعي الغنم لا كبعض مدراء البترول.





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي