احتار عقلي وتردد قلمي في الكتابة حول الهدف الذي يدفع البعض للدفاع عن الذين يمسون ثوابت الدين ويسعون في الأرض فساداً، وهل هناك علاقة تربطهم أو مصلحة يقتسمونها، فقد وجدنا من يعترض على قرار وزارة الإعلام بمنع بيع بعض الكتب في معرض الكتاب بزعم أنها قرارات تعسفية، وتحجر على العقل، مع أن بيان وزارة الإعلام كان واضحاً بأن المنع كان بسبب احتواء هذه الكتب على إساءات وتعدٍ على الذات الإلهية وعلى مقام الأنبياء والصحابة، ويدعو بعضها إلى الإباحية. وتقرأ لآخر يعترض على القرارات التي تدعو طالبات الجامعة والكليات إلى الالتزام باللبس المحتشم ويعتبر ذلك تدخلا في الحرية الشخصية، بل ويدافع عن الجنوس والبويات، بينما تراه في الوقت نفسه يؤيد الحكومة الفرنسية في حربها ضد الحجاب، ويدافع عن قرارها في منع لبس النقاب في الأماكن العامة، فيا له من تناقض عجيب!
وباعتقادي أن هؤلاء المعترضين ينطلقون من أحد الأسباب التالية:
• إما أنهم يحملون الأفكار نفسها لكنهم لا يستطيعون المجاهرة بها خوفاً من نفور أفراد المجتمع المسلم عنهم، والذين لا يرضون بمثل هذه الأفكار أو يقبلون تلك التصرفات.
• وإما أنهم من باب خالف تعرف، فيكون الإنسان مغموراً ويريد أن يشتهر بين الناس فيطرح مثل هذه الخزعبلات. وبالمناسبة يحضرني موقف تحدث عنه الدكتور طارق السويدان في أحد أشرطته، حول زميل له في أميركا كان يتبنى الفكر الإلحادي، وأثناء حوار الدكتور طارق مع أحد النصارى حول أيهما أصح الإسلام أم النصرانية تدخل ذلك الملحد وأخذ يبين للنصراني أهمية التوحيد، وتوافق الإسلام مع العلم والعقل والفطرة السليمة، وبعد انتهاء الحوار سأل الدكتور طارق صاحبه الملحد وبتعجب عن حقيقة ما يقول، وهل هو مقتنع بما تلفظ به؟ فقال صديقه: وهل هناك عاقل ينكر وجود الله، لكنني أقول كلمات الإلحاد من باب خالف تعرف!
• وقد يكون السبب هو كره المتدينين وعداوتهم، فيدفعه ذلك إلى الوقوف في الاتجاه المعاكس لهم، فإن أيدوا شيئاً عارضه، والعكس بالعكس.
• وإما أن يكون من أجل الحصول على مصلحة مادية من مال أو منصب فيتقرب لذلك المسؤول أو تلك الشخصية بالترويج لفكرها وحمل راية الدفاع عنها لعلها ترمي له من الفتات الذي بين يديها.
وأقول لهؤلاء الأخوة احذروا أن تكونوا من المدافعين عن أهل الباطل، حتى لا تحشروا يوم القيامة معهم واعلموا أن الباطل لابد وأن ينكشف زيفه عاجلاً أم آجلاً، وأنكم إن دافعتم عنه في الدنيا فلن تنفعوه أو ينفعكم في الآخرة واقرأوا قول الله تعالى «ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلاً».
الائتلافية والنصر المتوالي
بعد غد انتخابات الجامعة والتطبيقي، وأعتقد بما لا يدع مجالاً للشك أن الائتلافية وتحالفها مع قائمة الاتحاد ستحقق النصر وستجدد قيادتها لإتحاد الطلبة للعام الحادي والثلاثين على التوالي، لأنها قائمة تحرص على المبادئ الاسلامية والفكر المعتدل، وتحافظ على الوحدة الوطنية، وتسعى لمزيد من المكاسب الطلابية، فمبروك لقائمة الائتلافية والاتحاد الاسلامي فوزها مقدماً.
عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
Alfadli-a@hotmail.com