« تسلمت مديرا لحماية الشخصيات»
السليم: التحقت في كلية الشرطة سنة 1973 وتخرّجت فيها ضابطا سنة 1975 وتدرّجت بالرتب العسكرية حتى وصلت إلى رتبة عقيد
أخوه جمال حاملا «السيف»
الوالد عيسى السليم
الوالد عيسى السليم مصافحا الأمير الراحل الشيخ صباح السالم
السليم مصافحا الراحل الشيخ سعد العبدالله
مع الرئيس بوش الأب
الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق معانقاً أحمد السليم
حفل تخرج السليم ويبدو الامير جابر الاحمد والملك فهد والشيخ سعد العبدالله رحمهم الله
السليم ونظرة لعدسة «الراي» (تصوير جلال معوض)
إعداد : سعود الديحاني تتعدد مواهب الإنسان وميوله وطريقة الحياة فيجد كل هاو مبتغاه ضيفنا اليوم سار في طريق العلم وتحصيله فدرس اللغة الانكليزية وهو طالب في مقتبل عمره ثم التحق في كلية الشرطة، يحدثنا عن كلية الشرطة يوم كان ضابطا بها، ثم مسيرة حياته بعد التخرج، كما يتطرق بالحديث عن والده الذي كان احد ضباط وزارة الداخلية، مواقف متنوعة ومواضيع كثيرة نقضيها مع ضيف حديث الذكريات فلنترك له ذلك:
أنا ادركت الوالد وهو في سلك الشرطة ولم ادرك يوم كنا ساكنين بالقرب من مسجد المذن وهو بالأول كان بالحرس التابع للميناء ثم تحول الى شرطة النظامية عندما فصلت الشرطة عن الحرس وصار الامن العام وانا فتحت عيوني وهو في الشرطة وهو كان يجيد القراءة والكتابة لكن لا اعرف من درس عنده لكن بالطبع اخواني يعرفون ذلك لأنه كان يتحدث لهم وهو نشأ في كنف عمته منيرة السليم اخت والده لأن اهله توفاهم الله وهو صغير في السن وحياة الوالد عسكرية تدرج من شرطي الى دورة ملازم وترقى بالرتب حتى وصل الى قائد منطقة وانا وعيت سنة 1963 وهو قائد لمنطقة الجهراء وكنت اذهب الى الوالد في عمله في الجهراء والسيارة التي كنت اذهب فيها كانت سيارة البريد لأنني جئت معه في احدى المرات فثبت مكانه وكلما اردت الذهاب الى عمل الوالد انتظرت خروج سيارة البريد ورافقتها وكان مخفر الجهراء بيتاً قديماً من طين قبل البناء الحديث والجهراء كانت منطقة زراعية والوالد مرب ومعلم كبير زرع فيني الجرأة والاعتماد على النفس كنت انام في حوش مخفر الجهراء وكان بالليل اذا استيقظ الحوش كله عقارب ارض سوداء فيقول اخذ العصا وافسح لك طريق فكنت اذا اردت الذهاب الى دورة المياه وانا صغير اخذ العصا وارفع العقارب من امامي.
انا كنت اكبر ابناء الوالد لذا كنت مرافقاً له واذهب اليه عند دوامه واذكر كان يذهب الى منطقة عشيرج وكان لها بوابة تغلق في المساء وكنا نستقل سيارة الشرطة الجيب الذي كان مكشوفا وانا كنت اجلس بالخلف وكان وقت المساء هو مرور الدورية التي كان الوالد ذهب بها مع السائق وانا مرافق له وحين ذهابي الى عشيرج كان عشرات الكلاب تنبح من وراء سيارة الشرطة وانا صغير بالسن الامر مخيف بالنسبة لي فالوالد يقول لا تخف لأنني كنت امسك ظهر الوالد فيقف الوالد يأخذ صخرة ويقول اجعلها معك وقربت الكلاب ارميها فجعل الجرأة عندي انها فقط تنبح واذا وقفت السيارة هربت لقد زرع الجرأة والشجاعة والدي فيني منذ الصغر فهو رحمه الله كان معلما ومربيا.
الباب
ذات يوم كنا نجلس في بيتنا ونحن في المرقاب وجاء عريف بالمخفر ومعه خروف وسئل هل هذا بيت عيسى السليم؟ قلنا نعم فادخل الخروف في البيت وقمنا بربطه بالحوش وعند قدوم الوالد من عمله اخبر بذلك وسئل من الذي اتى بالخروف فقلنا له لا نعلم لقد جاء به عريف وقال انه هدية، ولقد عنفنا الوالد واغلظ القول علينا وعاقبنا وقال لا تأخذوا من احد شيئا وارجع الخروف لمن أتى به... وبعد مضي وقت اتى شخص فلسطيني بأغراض الينا وسألنا هل هذا بيت عيسى السليم قلنا نعم فقال هذه الاغراض له فقلنا على الفور لهذا الرجل اجعل هذه الاغراض في السكة «الشارع» لا تدخلها البيت فعلا جعلنا الرجل مع اغراضه خارج البيت خوفا من الوالد وعقابه فإذا بمجيئه والرجل مع اغراضه في الشارع فسألنا لماذا تجعلون هذا الرجل في الشارع قلنا سأل عن بيت عيسى السليم ومعه اغراض فقلنا لا تدخلها البيت فقال لماذا لم تدخلوه في البيت وتجعلونه في الشارع قلنا لا نعلم عن الحالة هذه المرة انك هذه المرة الاغراض لك نحن كنا نخاف من عقابك فالوالد كان شديداً، حتى انه عندما دخلت الشرطة فقلت له لا تتقاعد حتى اعمل معك فقال: لي «يا ولدي انا لا بد ان افسح طريقاً لك حتى تعمل وتجد مكانك» والوالد تقاعد وهو يحمل رتبة عقيد.
السيف
الوالد كان امر حرس الشرف وحين ايامه كانت وزارة الداخلية تعطي الضباط «سيف» ومكتوب عليه آيات من قرآن ومكتوب مبارك الاول وسيف من نوع «ويل نسكن» وتم معه حتى حين تقاعده وانا دخلت الداخلية وصرت على حرس الشرف واخذ السيف منه واكملت المسيرة ثماني سنوات وكذلك جمال اخي دخل الشرطة وتسلم حرس الشرف واخذ السيف وأكمل المسيرة وبعد ذلك انتقل جمال عن حرس الشرف واخذت السيف وجعلته عندي في البيت لكن في الغزو فقدته ويا للأسف هذا السيف متوارث من ثلاثة اجيال وماركة عالمية متخصصة بصناعة السيوف.
الدراسة
انا درست في مرحلة الابتدائية في مدرسة قتيبة فهي كانت قريبة من بيتنا اما المتوسطة فكانت في صلاح الدين ثم القادسية ثم ثانوية الدعية والجاحظ ومن زملائي في الدراسة سالم الوطيان وسعود الحميدي وكثير من الزملاء لكن هذين الزميلين كانا ملازمين لي في تحصيلي الثانوي، وانا سافرت سنة 1966 الى لندن لدراسة اللغة الانكليزية والفكرة الدراسية جاءت من ربعي الذين ذهبوا قبلي سنة 1965 بدر خليفة الجاسم وعبدالله الشبيكي ومحسن الزيد اول رحلة لي تعلمت صحيح لأن زملائي «الربع» وضعوني عند عائلة وتركوني عندهم مدة اسبوعين واسأل العائلة عن ربعي وهم يقولون لا نعلم عنهم شيئاً وهذا الامر جعلني استخدم جميع مفردات اللغة الانكليزية التي عندي وربعي لا اعلم عنهم فاستخدمت جميع الكلمات التي عندي حين تحدثت مع العائلة التي انا عندهم وانا مضطر لذلك وبعد اسبوعين ذهبت لأسجل في المدرسة ووجدت ربعي وعنفت عليهم بالقول لكنهم قالوا لي لو اننا لم نتركك لم تتعلم اللغة فنحن متعمدون لهذا الفعل حتى نجعل لك فرصة التعلم بسرعة وفعلا شكرتهم على ذلك واتقنت اللغة كتابة ومحادثة وقراءة انا عندي قدرة على تعلم اللغات بسرعة فالله اعطاني موهبة ان اتعلم اللغة بسرعة كنت في المدرسة ارافق ايطاليين فتعلمت منهم وسافرت الى بولندا شهراً واستطعت اجادة اللغة البولندية عندي قدرة على تعلم اللغات بسرعة لكن اللغة اذا ما تستعملها تذهب.
الكلية
انا سجلت للدراسة في مصر حين اتمامي للثانوية لكن صليت الفجر مع والدي وسألني ماذا عندك قلت له اريد ان اسجل في كلية الشرطة فقال صار لهم داخلين اسبوعين ثم قال لي «يا ولدي الشرطة ورطة ماذا تريد بها» فقلت اود دخولها فجزاه الله خيراً كلم عبداللطيف الثويني ودخلت الكلية سنة 1973 وانا لم يتغير علي النظام من مدني الى عسكري لأن عيسى السليم الله يرحمه كان معلمنا النظام والالتزام والربط والضبط حتى المزاح كان فيه انضباط، وانا حين قدمت التقاعد استدعاني وزير الداخلية الشيخ محمد وقال ماذا بك كان يظن انني «زعلان» فقلت له انا لم اترك وظيفة فالشرطة بالنسبة لي هواية انا تارك هواية لأن طبيعة الداخلية بالنسبة لي هواية فأنا استمتع انني اعمل 24 ساعة كنت في الوظيفة اكثر من البيت.
التخرج
حينما حان وقت تخرجنا حضر الشيخ سعد وكان الملك فهد زائرا للكويت فشهد تخرجنا، والجيش كانوا يقولون لنا اننا قرار وزاري وهم مرسوم اميري ونحن نجومنا فضية وهم ذهبية لكن على ايام الشيخ جابر رحمه الله تغيرت الامور وصرنا مثلهم، وبعد التخرج انا صرت في الكلية نفسها امر حرس الشرف وضابط تدريب الكلية ثم تدرج في المناصب ثم مساعد مدير عمليات وزارة الداخلية بعد ذلك قدمت استقالتي وكنت نقيباً وصرت مدير الامن في البنك الوطني ثم رديت وصرت مساعد مدير مكتب الفريق يوسف الخرافي ثم مساعد مدير مركز المعلومات وصار تمرد في الكلية دفعة 15 فنقلت لها الى الكلية بعد في سنة 1999 صرت في حماية الشخصيات 4 سنوات بعدها تقاعدت.
ضياء
كان رئيس باكستان ضياء الحق قد عمل انقلابا عسكريا وله جولة بعد هذا الحدث يريد تأييد الدول ودعم من الدول للقنبلة الذرية وقد زار السعودية ثم جاءنا في الكويت، وانا كلمت الحرس لأجل نعطيه اداء جيداً فهو عسكري ويعرف ذلك، فالباكستانيون معروفون بالعسكرية، فلما جاء ادينا الاستعداد العسكري الخاص في حرس الشرف من تحية وايعاز وطابور عسكري فلما اراد ان يصعد الى الطائرة رجع وكان مرافقاً له الشيخ جابر الاحمد رحمه الله صعد ضياء الحق درجتين من سلم الطائرة ثم رجع فسألوه التشريفات فقال اريد ان اسلم على امر حرس الشرف فعلا جاءني فنزعت الدس الذي ألبسه فقام الرئيس ضياء الحق وعانقني وسلم علي وكانت صورة جميلة جدا وقد التقطها مصور جريدة القبس وهو بسلامي يضمن الكويت ويبين حبه للكويت.
بوش
انا كنت مدير حماية الشخصيات حين زيارة بوش الأب وكان فريق الحماية عندنا ممتازاً ومنظماً ومتمكناً وراقياً وقوياً يحبون العمل وطبيعته والرئيس الاميركي كان بالاستخبارات ونائب الرئيس ثم رئيس اميركا فهو تدرج ويعرف طبيعة الحماية فلما الرأي الفريق الذي كان جيدا وممتازاً في نهاية الزيارة طلب ان يسلم ويصافح كل المجموعة التي كانت مسؤولة عن زيارته فعلا استدعينا الفريق كله وتصور معهم وهو يسلم عليهم.
الحسين
كنا في دورة في الاردن وطلبنا مقابلة الملك الحسين فلبى ذلك وقلنا نحن معجبون بك وبشخصيتك ولكن لم نحتفظ بالصور التي كانت معه.
عبدالحميد
بوخالد عبدالحميد الحجي ونعم كان مدرساً كبيراً لنا واخا عزيزاً لصيقاً جدا بنا ونحن ضباط حديثو التخرج وانا تخرجت سنة 1975 وكنت بالكلية لا اخرج إلا يوم الجمعة لبعض الحاجات واعود كأنني طالب فالوالد اتصل على بوخالد عبدالحميد الحجي وقال له شوف احمد ما هي قصته لا يأتي البيت فناداني بوخالد وقال احمد صحيح انك كل وقتك في الكلية لا تذهب للبيت قلت نعم فقال لماذا؟ قلت اقول لك الصحيح ولا تأخذ مني موقفاً قال قل ما عندك اذا كان الامر ليس فيه خطأ فقلت انا اريد ان اصل واتسلم مكانك فأريد ان اتعلم بسرعة واشتغل على اساس اوصل يوم من الايام الى منصبك فقال: كفو عليك يا ولدي وقال الذي تريد انا معك فيه اذا كان هذا هدفك فجزاه الله خيراً كان نعم المعلم.
الجماهير
اثناء بطولة الصداقة والسلام في الكويت في آخر الثمانينات كانت الجماهير الايرانية والعراقية هناك تخوف من السيطرة عليهم وكان آمر القوة اللواء محمود الدوسري وانا مساعده فقلت للواء محمود انا عندي حل وكان الزميل محمد الزامل معنا فقلت له اريد كاميرات فقال ليس عندنا قلت لو انها لا تعمل واتى باثنتين وجعلنا واحدة نحو جماهير العراق والاخرى نحو جماهير ايران وهاتان الكاميرتان سيطرتا على الجماهير كأنهما بازوكة محمولة الكل خائف ان يعمل فوضى لأن الكاميرا موجهة عليه فقدرنا ان نسيطر عليهم ونخلص البطولة بكاميراتين لا تعملان.
الرياضة
أنا كنت ألعب في نادي القادسية حارس مرمى مع زيدان حارس مشهور احسن حارس مرمى مر على القادسية وكنت ألعب بولينغ تعلمت في الخارج وفتحوا في فندق هلتون صالة سنة 1971 وكنت اذهب للأحمدي على ايام الانكليز وكانت هناك صالة وكذلك كنت ألعب تنس وسباحة تعملتهما من محمود الغضبان يوم كنا في صلاح الدين وكان اخي سليم يسبح قبلي لكن بعدها صرت سباح مسافات طويلة وكذلك ركوب الخيل في كلية الشرطة.
الرماية
أنا منذ صغري احب الرماية وكذلك الحبال ثم جاءت ام صكمة وكنا نرمي ونصيد بها جاءت الشوزن ثم جاءت كلية الشرطة وتعلمنا التدريب والرماية ورحت اميركا اكثر من مرة واخذت دورات على حسابي في الرماية والاسلحة وبعد التقاعد كان المشروع هذا جاهزاً، مدير الشركة الوطنية للميادين لي فيها ثماني سنوات.
المعاصرة
أنا عاصرت الذين عملوا مع الوالد الجيل الثاني اما من عمل معه فلقد تقاعدوا، اما الذين كانوا معي في حرس الشرف فكانوا 120 شرطياً فيهم الاخلاص مو طبيعي بعض الاوقات كنت آتي الدوام واجدهم مرتدين اللباس العسكري فأسألهم ماذا عندكم يقولون «يا سيدي سمعنا ان هناك ضيفاً عبر الاذاعة سيزور الكويت وجئنا احتياطياً اذا كان هناك اوامر نحن جاهزون وكانوا رجالاً وهم من فئة البدون.
موقف
أنا تعلمت وعلمت من الاخوان والزملاء اذكر ان زميلاً ضابطاً تخرج توا اخذ مني موقفاً اكثر من ثلاث سنوات وانا نصحته على خطأ وقع فيه بشدة حتى الموقف ترسخ في ذهنه ولم ينس الموضوع فجاءني في المكتب وسلم علي وقال انا اليوم كنت سأقع في نفس الخطأ الذي عنفتني عليه قبل ثلاث سنوات لكن رأيتك امامي وانت تكلمني بشدة فوقفت وعرفت انني كنت على خطأ فجئت اتسامح منك ولولا موقفك والشدة؟ التي بدرت منك لوقعت في الخطأ نفسه وهذا ضابط كان ناجحاً في عمله ومتميزاً ومن الضباط الجيدين... وكثير من المواقف كنا ننصح بإخلاص حتى نعلم الاخوة والزملاء.
أنا ادركت الوالد وهو في سلك الشرطة ولم ادرك يوم كنا ساكنين بالقرب من مسجد المذن وهو بالأول كان بالحرس التابع للميناء ثم تحول الى شرطة النظامية عندما فصلت الشرطة عن الحرس وصار الامن العام وانا فتحت عيوني وهو في الشرطة وهو كان يجيد القراءة والكتابة لكن لا اعرف من درس عنده لكن بالطبع اخواني يعرفون ذلك لأنه كان يتحدث لهم وهو نشأ في كنف عمته منيرة السليم اخت والده لأن اهله توفاهم الله وهو صغير في السن وحياة الوالد عسكرية تدرج من شرطي الى دورة ملازم وترقى بالرتب حتى وصل الى قائد منطقة وانا وعيت سنة 1963 وهو قائد لمنطقة الجهراء وكنت اذهب الى الوالد في عمله في الجهراء والسيارة التي كنت اذهب فيها كانت سيارة البريد لأنني جئت معه في احدى المرات فثبت مكانه وكلما اردت الذهاب الى عمل الوالد انتظرت خروج سيارة البريد ورافقتها وكان مخفر الجهراء بيتاً قديماً من طين قبل البناء الحديث والجهراء كانت منطقة زراعية والوالد مرب ومعلم كبير زرع فيني الجرأة والاعتماد على النفس كنت انام في حوش مخفر الجهراء وكان بالليل اذا استيقظ الحوش كله عقارب ارض سوداء فيقول اخذ العصا وافسح لك طريق فكنت اذا اردت الذهاب الى دورة المياه وانا صغير اخذ العصا وارفع العقارب من امامي.
انا كنت اكبر ابناء الوالد لذا كنت مرافقاً له واذهب اليه عند دوامه واذكر كان يذهب الى منطقة عشيرج وكان لها بوابة تغلق في المساء وكنا نستقل سيارة الشرطة الجيب الذي كان مكشوفا وانا كنت اجلس بالخلف وكان وقت المساء هو مرور الدورية التي كان الوالد ذهب بها مع السائق وانا مرافق له وحين ذهابي الى عشيرج كان عشرات الكلاب تنبح من وراء سيارة الشرطة وانا صغير بالسن الامر مخيف بالنسبة لي فالوالد يقول لا تخف لأنني كنت امسك ظهر الوالد فيقف الوالد يأخذ صخرة ويقول اجعلها معك وقربت الكلاب ارميها فجعل الجرأة عندي انها فقط تنبح واذا وقفت السيارة هربت لقد زرع الجرأة والشجاعة والدي فيني منذ الصغر فهو رحمه الله كان معلما ومربيا.
الباب
ذات يوم كنا نجلس في بيتنا ونحن في المرقاب وجاء عريف بالمخفر ومعه خروف وسئل هل هذا بيت عيسى السليم؟ قلنا نعم فادخل الخروف في البيت وقمنا بربطه بالحوش وعند قدوم الوالد من عمله اخبر بذلك وسئل من الذي اتى بالخروف فقلنا له لا نعلم لقد جاء به عريف وقال انه هدية، ولقد عنفنا الوالد واغلظ القول علينا وعاقبنا وقال لا تأخذوا من احد شيئا وارجع الخروف لمن أتى به... وبعد مضي وقت اتى شخص فلسطيني بأغراض الينا وسألنا هل هذا بيت عيسى السليم قلنا نعم فقال هذه الاغراض له فقلنا على الفور لهذا الرجل اجعل هذه الاغراض في السكة «الشارع» لا تدخلها البيت فعلا جعلنا الرجل مع اغراضه خارج البيت خوفا من الوالد وعقابه فإذا بمجيئه والرجل مع اغراضه في الشارع فسألنا لماذا تجعلون هذا الرجل في الشارع قلنا سأل عن بيت عيسى السليم ومعه اغراض فقلنا لا تدخلها البيت فقال لماذا لم تدخلوه في البيت وتجعلونه في الشارع قلنا لا نعلم عن الحالة هذه المرة انك هذه المرة الاغراض لك نحن كنا نخاف من عقابك فالوالد كان شديداً، حتى انه عندما دخلت الشرطة فقلت له لا تتقاعد حتى اعمل معك فقال: لي «يا ولدي انا لا بد ان افسح طريقاً لك حتى تعمل وتجد مكانك» والوالد تقاعد وهو يحمل رتبة عقيد.
السيف
الوالد كان امر حرس الشرف وحين ايامه كانت وزارة الداخلية تعطي الضباط «سيف» ومكتوب عليه آيات من قرآن ومكتوب مبارك الاول وسيف من نوع «ويل نسكن» وتم معه حتى حين تقاعده وانا دخلت الداخلية وصرت على حرس الشرف واخذ السيف منه واكملت المسيرة ثماني سنوات وكذلك جمال اخي دخل الشرطة وتسلم حرس الشرف واخذ السيف وأكمل المسيرة وبعد ذلك انتقل جمال عن حرس الشرف واخذت السيف وجعلته عندي في البيت لكن في الغزو فقدته ويا للأسف هذا السيف متوارث من ثلاثة اجيال وماركة عالمية متخصصة بصناعة السيوف.
الدراسة
انا درست في مرحلة الابتدائية في مدرسة قتيبة فهي كانت قريبة من بيتنا اما المتوسطة فكانت في صلاح الدين ثم القادسية ثم ثانوية الدعية والجاحظ ومن زملائي في الدراسة سالم الوطيان وسعود الحميدي وكثير من الزملاء لكن هذين الزميلين كانا ملازمين لي في تحصيلي الثانوي، وانا سافرت سنة 1966 الى لندن لدراسة اللغة الانكليزية والفكرة الدراسية جاءت من ربعي الذين ذهبوا قبلي سنة 1965 بدر خليفة الجاسم وعبدالله الشبيكي ومحسن الزيد اول رحلة لي تعلمت صحيح لأن زملائي «الربع» وضعوني عند عائلة وتركوني عندهم مدة اسبوعين واسأل العائلة عن ربعي وهم يقولون لا نعلم عنهم شيئاً وهذا الامر جعلني استخدم جميع مفردات اللغة الانكليزية التي عندي وربعي لا اعلم عنهم فاستخدمت جميع الكلمات التي عندي حين تحدثت مع العائلة التي انا عندهم وانا مضطر لذلك وبعد اسبوعين ذهبت لأسجل في المدرسة ووجدت ربعي وعنفت عليهم بالقول لكنهم قالوا لي لو اننا لم نتركك لم تتعلم اللغة فنحن متعمدون لهذا الفعل حتى نجعل لك فرصة التعلم بسرعة وفعلا شكرتهم على ذلك واتقنت اللغة كتابة ومحادثة وقراءة انا عندي قدرة على تعلم اللغات بسرعة فالله اعطاني موهبة ان اتعلم اللغة بسرعة كنت في المدرسة ارافق ايطاليين فتعلمت منهم وسافرت الى بولندا شهراً واستطعت اجادة اللغة البولندية عندي قدرة على تعلم اللغات بسرعة لكن اللغة اذا ما تستعملها تذهب.
الكلية
انا سجلت للدراسة في مصر حين اتمامي للثانوية لكن صليت الفجر مع والدي وسألني ماذا عندك قلت له اريد ان اسجل في كلية الشرطة فقال صار لهم داخلين اسبوعين ثم قال لي «يا ولدي الشرطة ورطة ماذا تريد بها» فقلت اود دخولها فجزاه الله خيراً كلم عبداللطيف الثويني ودخلت الكلية سنة 1973 وانا لم يتغير علي النظام من مدني الى عسكري لأن عيسى السليم الله يرحمه كان معلمنا النظام والالتزام والربط والضبط حتى المزاح كان فيه انضباط، وانا حين قدمت التقاعد استدعاني وزير الداخلية الشيخ محمد وقال ماذا بك كان يظن انني «زعلان» فقلت له انا لم اترك وظيفة فالشرطة بالنسبة لي هواية انا تارك هواية لأن طبيعة الداخلية بالنسبة لي هواية فأنا استمتع انني اعمل 24 ساعة كنت في الوظيفة اكثر من البيت.
التخرج
حينما حان وقت تخرجنا حضر الشيخ سعد وكان الملك فهد زائرا للكويت فشهد تخرجنا، والجيش كانوا يقولون لنا اننا قرار وزاري وهم مرسوم اميري ونحن نجومنا فضية وهم ذهبية لكن على ايام الشيخ جابر رحمه الله تغيرت الامور وصرنا مثلهم، وبعد التخرج انا صرت في الكلية نفسها امر حرس الشرف وضابط تدريب الكلية ثم تدرج في المناصب ثم مساعد مدير عمليات وزارة الداخلية بعد ذلك قدمت استقالتي وكنت نقيباً وصرت مدير الامن في البنك الوطني ثم رديت وصرت مساعد مدير مكتب الفريق يوسف الخرافي ثم مساعد مدير مركز المعلومات وصار تمرد في الكلية دفعة 15 فنقلت لها الى الكلية بعد في سنة 1999 صرت في حماية الشخصيات 4 سنوات بعدها تقاعدت.
ضياء
كان رئيس باكستان ضياء الحق قد عمل انقلابا عسكريا وله جولة بعد هذا الحدث يريد تأييد الدول ودعم من الدول للقنبلة الذرية وقد زار السعودية ثم جاءنا في الكويت، وانا كلمت الحرس لأجل نعطيه اداء جيداً فهو عسكري ويعرف ذلك، فالباكستانيون معروفون بالعسكرية، فلما جاء ادينا الاستعداد العسكري الخاص في حرس الشرف من تحية وايعاز وطابور عسكري فلما اراد ان يصعد الى الطائرة رجع وكان مرافقاً له الشيخ جابر الاحمد رحمه الله صعد ضياء الحق درجتين من سلم الطائرة ثم رجع فسألوه التشريفات فقال اريد ان اسلم على امر حرس الشرف فعلا جاءني فنزعت الدس الذي ألبسه فقام الرئيس ضياء الحق وعانقني وسلم علي وكانت صورة جميلة جدا وقد التقطها مصور جريدة القبس وهو بسلامي يضمن الكويت ويبين حبه للكويت.
بوش
انا كنت مدير حماية الشخصيات حين زيارة بوش الأب وكان فريق الحماية عندنا ممتازاً ومنظماً ومتمكناً وراقياً وقوياً يحبون العمل وطبيعته والرئيس الاميركي كان بالاستخبارات ونائب الرئيس ثم رئيس اميركا فهو تدرج ويعرف طبيعة الحماية فلما الرأي الفريق الذي كان جيدا وممتازاً في نهاية الزيارة طلب ان يسلم ويصافح كل المجموعة التي كانت مسؤولة عن زيارته فعلا استدعينا الفريق كله وتصور معهم وهو يسلم عليهم.
الحسين
كنا في دورة في الاردن وطلبنا مقابلة الملك الحسين فلبى ذلك وقلنا نحن معجبون بك وبشخصيتك ولكن لم نحتفظ بالصور التي كانت معه.
عبدالحميد
بوخالد عبدالحميد الحجي ونعم كان مدرساً كبيراً لنا واخا عزيزاً لصيقاً جدا بنا ونحن ضباط حديثو التخرج وانا تخرجت سنة 1975 وكنت بالكلية لا اخرج إلا يوم الجمعة لبعض الحاجات واعود كأنني طالب فالوالد اتصل على بوخالد عبدالحميد الحجي وقال له شوف احمد ما هي قصته لا يأتي البيت فناداني بوخالد وقال احمد صحيح انك كل وقتك في الكلية لا تذهب للبيت قلت نعم فقال لماذا؟ قلت اقول لك الصحيح ولا تأخذ مني موقفاً قال قل ما عندك اذا كان الامر ليس فيه خطأ فقلت انا اريد ان اصل واتسلم مكانك فأريد ان اتعلم بسرعة واشتغل على اساس اوصل يوم من الايام الى منصبك فقال: كفو عليك يا ولدي وقال الذي تريد انا معك فيه اذا كان هذا هدفك فجزاه الله خيراً كان نعم المعلم.
الجماهير
اثناء بطولة الصداقة والسلام في الكويت في آخر الثمانينات كانت الجماهير الايرانية والعراقية هناك تخوف من السيطرة عليهم وكان آمر القوة اللواء محمود الدوسري وانا مساعده فقلت للواء محمود انا عندي حل وكان الزميل محمد الزامل معنا فقلت له اريد كاميرات فقال ليس عندنا قلت لو انها لا تعمل واتى باثنتين وجعلنا واحدة نحو جماهير العراق والاخرى نحو جماهير ايران وهاتان الكاميرتان سيطرتا على الجماهير كأنهما بازوكة محمولة الكل خائف ان يعمل فوضى لأن الكاميرا موجهة عليه فقدرنا ان نسيطر عليهم ونخلص البطولة بكاميراتين لا تعملان.
الرياضة
أنا كنت ألعب في نادي القادسية حارس مرمى مع زيدان حارس مشهور احسن حارس مرمى مر على القادسية وكنت ألعب بولينغ تعلمت في الخارج وفتحوا في فندق هلتون صالة سنة 1971 وكنت اذهب للأحمدي على ايام الانكليز وكانت هناك صالة وكذلك كنت ألعب تنس وسباحة تعملتهما من محمود الغضبان يوم كنا في صلاح الدين وكان اخي سليم يسبح قبلي لكن بعدها صرت سباح مسافات طويلة وكذلك ركوب الخيل في كلية الشرطة.
الرماية
أنا منذ صغري احب الرماية وكذلك الحبال ثم جاءت ام صكمة وكنا نرمي ونصيد بها جاءت الشوزن ثم جاءت كلية الشرطة وتعلمنا التدريب والرماية ورحت اميركا اكثر من مرة واخذت دورات على حسابي في الرماية والاسلحة وبعد التقاعد كان المشروع هذا جاهزاً، مدير الشركة الوطنية للميادين لي فيها ثماني سنوات.
المعاصرة
أنا عاصرت الذين عملوا مع الوالد الجيل الثاني اما من عمل معه فلقد تقاعدوا، اما الذين كانوا معي في حرس الشرف فكانوا 120 شرطياً فيهم الاخلاص مو طبيعي بعض الاوقات كنت آتي الدوام واجدهم مرتدين اللباس العسكري فأسألهم ماذا عندكم يقولون «يا سيدي سمعنا ان هناك ضيفاً عبر الاذاعة سيزور الكويت وجئنا احتياطياً اذا كان هناك اوامر نحن جاهزون وكانوا رجالاً وهم من فئة البدون.
موقف
أنا تعلمت وعلمت من الاخوان والزملاء اذكر ان زميلاً ضابطاً تخرج توا اخذ مني موقفاً اكثر من ثلاث سنوات وانا نصحته على خطأ وقع فيه بشدة حتى الموقف ترسخ في ذهنه ولم ينس الموضوع فجاءني في المكتب وسلم علي وقال انا اليوم كنت سأقع في نفس الخطأ الذي عنفتني عليه قبل ثلاث سنوات لكن رأيتك امامي وانت تكلمني بشدة فوقفت وعرفت انني كنت على خطأ فجئت اتسامح منك ولولا موقفك والشدة؟ التي بدرت منك لوقعت في الخطأ نفسه وهذا ضابط كان ناجحاً في عمله ومتميزاً ومن الضباط الجيدين... وكثير من المواقف كنا ننصح بإخلاص حتى نعلم الاخوة والزملاء.