عبدالعزيز صباح الفضلي / شكراً ... لشتم الإسلام

تصغير
تكبير
من أعظم الخدمات التي يقدمها أعداء الاسلام لهذا الدين هي الإساءة إلى كل ما يتعلق به سواء كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، أو القرآن الكريم، أو الصحابة الأطهار، أو أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن أجمعين.

وبرغم أنه لا يوجد مسلم صادق يقبل الإساءة إلى أي رمز من رموز الإسلام السابق ذكرها، إلا أنني أؤكد إلى ما أرشدنا إليه ربنا تبارك وتعالى في أهمية النظر إلى الأحداث من زاوية أخرى بقوله «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم» وبمتابعة بسيطة لتاريخ الإسلام وما مر به من أحداث نرى حقيقة هذه الوصية الربانية، فحادثة الإفك التي اتهمت بها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بما هي بريئة منه كان لها الخيرة فيه إذ أنزل الله تعالى براءتها في كتابه، وكما قال ابن عباس لعائشة في زيارته لها قبيل وفاتها مصبراً لها قبل رحيلها «ولقد أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات، فأصبح ليس مسجد من المساجد التي يذكر فيها الله إلا وبراءتك تتلى آناء الليل والنهار».

ونحن نرى هذا الأمر يتكرر هذه الأيام فما تعرضت له أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من قبل من طمس الله على قلبه، تحول إلى نصرة لها وذكر لمآثرها، فالندوات والخطب والدروس والمحاضرات والمواقع الالكترونية والقنوات الفضائية كل ينافس الآخر في الدفاع عنها، وتأكيد المحبة لها، والترضي عليها.

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، شنت أميركا حرباً شعواء على الاسلام والمسلمين، فاحتلت بعض أراضيهم، وأغلقت الكثير من المؤسسات الخيرية والدعوية، وأطلق كثير من أحزابها حملات عدائية لتشويه صورة الإسلام وإلصاق تهمة الإرهاب في أتباعه، فماذا كانت النتيجة؟ لقد سعى الكثير من الأميركيين إلى التعرف على حقيقة هذه الدين وما يدعو له من قيم وأفكار، وكانت المحصلة، وهو ما أكده الباحثون الأميركيون، دخول أكثر من 20 ألف أميركي في الإسلام منذ أحداث 11/9.

ومن آخر الأخبار التي قرأتها في هذا الشأن وهو ما نشره موقع «العربية نت» تأكيد محمد ناصر مدير «المركز الإسلامي» التابع لمنطقة واشنطن الكبرى، أن نحو 180 أميركياً، بين رجل وامرأة وبأعمار متفاوتة، اعتنقوا الإسلام تزامناً مع وقع التهديدات بحرق نسخ من القرآن الكريم وصخب الاعتراض على إقامة مسجد (بيت قرطبة ) في غراوند زيرو في نيويورك.

«ملهى» مكة... والهاكرز المغاربة في مقالتي السابقة أشرت إلى إحدى صور الحرب على الإسلام وهي بناء ملهى ليلي في مدينة مرسيه الأسبانية على شكل مسجد وتسميته بـ «ملهى» مكة، وتمنيت من كل مسلم أن يقوم بدوره في نصرة الدين بحسب استطاعته، وكم فرحت بالخبر الذي نشرته إحدى مواقع الإلكترونية الإخبارية وهو اضطرار أصحاب الملهى إلى تغيير اسمه وملامحه المعمارية بعد موجة الغضب التي أثارها بين الجالية المسلمة في إسبانيا، والمسلمين في العالم، وقال أمين اتحاد المجتمعات الإسلامية في مرسية محمد القاضي أن الملهى سيتم تغيير اسمه وتعديل ملامحه المعمارية المثيرة للجدل.

وكان مجموعة من»الهاكرز» المغاربة قد اخترقوا موقع الملهى الليلي، ووضعوا على صفحته الرئيسية شعاراً يشير إليهم، وهدد «الهاكرز» بحرب إلكترونية ضد الإسبان.

يا جماعة ترى الإسلام مسؤولية وأمانة في رقبة الجميع وليس في رقبة المطاوعة (المتدينين) فقط.





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي