روجيه جارودي فيلسوف فرنسي. يوسف استس قس أميركي. موريس بوكاي جراح فرنسي. كات ستيفن مغني بريطاني. روبرت كرين مستشار الرئيس الأميركي الأسبق نيكسون. فابيان عارضة أزياء فرنسية. مراد هوفمان السفير الألماني الأسبق في المغرب والجزائر. أنيلكا وهنري وريبيري لاعبو المنتخب الفرنسي. مايك تايسون بطل العالم الأميركي الأسبق في الملاكمة. دمايز مغنية الراب الفرنسية. تفرح وأنت تقرأ هذه الأسماء وتجد أن العامل المشترك بين هؤلاء المشاهير هو دخولهم في الإسلام.
وفي المقابل يصيبك الغم والهم وأنت تسمع أنباء مثل تكريم الصحافي الدنماركي فيستر غورد، المجرم، صاحب الرسوم المسيئة للرسول الكريم، ومنحه جائزة حرية الصحافة، وبمشاركة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وهي رئيسة «الحزب الديموقراطي المسيحي»، وتحزن لدعوة القس المخبول تيري جونز والتي قالت ابنته: لابد وأن أبي قد فقد عقله. (مجنون). وذلك لدعوته لحرق نسخ من المصحف في ذكرى أحداث 11/9، ويؤلمك تمزيق مجموعة متطرفة للمصاحف أمام البيت الأبيض الأميركي تنديداً بالإسلام، وكم تتأثر وأنت تتابع محاكمة 12 جنديا أميركيا ممن دينوا بجريمة قتل مدنيين أفغان وقطع أصابعهم للاحتفاظ بها كتذكار، وتتعجب من هذا التحدي السافر لمشاعر المسلمين عندما يتم افتتاح ديسكو للرقص في مدينة مورسيه الأسبانية ويطلق عليه اسم (مكة) ويتم تصميمه على هيئة مسجد تتوسطه قبة. وتتوالى الهموم بعد اقرار مجلس الشيوخ الفرنسي لقانون حظر النقاب، والهدف منه في الدرجة الأولى التضييق على المرأة المسلمة هناك.
يتساءل الكثيرون عن السبب وراء ازدياد هذه الهجمة تجاه المسلمين ودينهم، وما الجريمة التي ارتكبوها حتى يعاملوا بهذه الطريقة، وأين شعاراتهم التي يزعمونها في احترام حقوق الإنسان، وأعتقد أن بعض الإجابة موجود في الإحصائيات التالية:
- عدد المسلمين يمثل 20 في المئة من سكان العالم، وأصبح أتباعه أصحاب أكبر ديانة.
- في دراسة أعدتها وزارة الداخلية الفرنسية أشارت إلى أن 3600 شخص يعتنقون الإسلام سنوياً في فرنسا.
- في دراسة أعدتها صحيفة «لا ليبر بلجيك» البلجيكية أكدت أن ثلث سكان العاصمة بروكسل مسلمون، وأن اسم محمد يتصدر أسماء المواليد منذ 2001.
- ذكرت صحيفة «البوليتيكن» الدنماركية أن عدد من اعتنقوا الاسلام من الدنماركيين منذ الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام تجاوز الخمسة آلاف دنماركي.
هذا الانتشار الواسع للدين الاسلامي حمل المتعصبين من الشعوب والحكومات الغربية على السعي في محاربة الاسلام والتحذير منه، وتحين أي فرصة لتشويهه، واستغلال أي حدث لإلصاق تهمة الإرهاب فيه، وانفاق الأموال الطائلة في الحملات الإعلامية العدائية ضده فلربما ساهم ذلك في وقف هذا المد الاسلامي، إلا أن الإسلام كالمعادن الثمينة التي كلما ازداد تعرضها للحرارة والصقل كلما نقت من الشوائب وزادت صلابتها.
ومهما حاول الأعداء طمس هوية الإسلام فإن محاولاتهم ستبوء بالفشل والخسران لأنه الدين الذي تعهد الله عز وجل بنصرته «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» الصف. إنني أدعو كل مسلم إلى أن يسهم في نصرة هذا الدين، بماله، أو جهده، أو قلمه، أو لسانه، أو أي وسيلة مشروعة يملكها لئلا يكون ممن عناهم الله عز وجل بقوله «وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم».
عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
Alfadli-a@hotmail.com