الكويت عام 2050


أفضل عيدية يمكن ان يعطيها احد للكويتيين هي التفاؤل بغد مشرق نطمئن فيه الى مستقبل ابنائنا، ولذلك قررت اللجوء الى الخيال لاجتهاد ما يمكن ان تكون عليه الكويت بعد 40 عاما اي في العام 2050... وطبيعي ان يبقى الخيال خيالا والاجتهاد اجتهادا.
الصورة الاولى استشفائية تهم شريحة واسعة من الناس وخبرها يقول: «في الثاني من يناير 2050 تم الانتهاء تماما من اعمال صب السرداب في مستشفى جابر كما ينتظر تجهيزه بأحدث المولدات الكهربائية تحسبا لانقطاع الكهرباء خصوصا لحظة اجراء العمليات، وعقد المسؤولون المعنيون مؤتمرا صحافيا بشروا فيه بأن المستشفى سيفتح ابوابه للمراجعين في مارس 2060».
الصورة الثانية من محطة السالمي لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية التي اقر انشاؤها قبل عقدين الا ان العمل متوقف فيها بسبب خلافات بين المقاول والادارة على شروط العقد.
في 2050 ايضا، احتفال كبير في مطار الكويت بافتتاح مدرج جديد لهبوط الطائرات الشراعية بعد شهرين فقط من احتفال مماثل بارتفاع عدد الابواب الجاهزة لمواقف الطائرات من 8 عام 2010 الى عشرة أبواب. وفي الحديث عن المطار والطيران تم الاتفاق بين مجلس الامة والحكومة على نوعية المقاتلات الجوية التي اختلفت عليها السلطتان مدة اربعين عاما، فبعد رفض المقاتلات الفرنسية والاميركية والبريطانية والروسية رأى الخبراء ان طائرات «الهدهد الجميل» المصنعة في موزمبيق تناسب الكويت اكثر من غيرها اضافة الى ابعادها السياسية الايجابية المخترقة للعمق الافريقي.
مجلس الوزراء يعلن عام 2050 انتهاء الشركة المكلفة بحث تخصيص الخطوط الجوية الكويتية من دراستها على ان تقدمها الى البرلمان في جلسته المقبلة المخصصة لدراسة سلبيات وايجابيات قانون الخصخصة. في موازاة ذلك يعقد اعضاء لجنة الظواهر السلبية مؤتمرا صحافيا يطالبون فيه باسقاط الاقمار الاصطناعية الدائرة في الفلك الجوي كحل وحيد للانحرافات التي نشأت بفضل ما تبثه الفضائيات وما تحوله ابراج الاتصالات وكيبلات الانترنت ودرءا للتجسس على اعراض الناس.
رياضيا، يجول الشيخ طلال مشعل طلال الفهد عواصم العالم لحض المؤسسات الرياضية الدولية على التدخل لمنع تطبيق القوانين المحلية، وتبقى مشاركة الكويت في البطولات العالمية او الاقليمية رهن الاتصالات «الودية» التي يجريها رئيس الحكومة مع رئيس «الفيفا».
اقتصاديا يحمل العام 2050 بشرى سارة للكويتيين اذ تعلن الحكومة انها اتفقت مع المجلس على آلية تنفيذ خطة التنمية مع تحديد مصادر التمويل، كذلك يعود الامل للمتعسرين مع تقديم عشرة نواب اقتراحا بإسقاط الفوائد المتراكمة من فوائد فوائد القروض التي تمت مناقشتها عام 2008.
وفي 2050 بشرى أخرى لسوق العمل وللوافدين، فقد أعلنت وزارة الشؤون الانتهاء من حصر تجار الاقامات تمهيدا لمحاسبتهم كذلك اقرت وضع جدول زمني لإلغاء نظام الكفيل على ان يبدأ العمل به من دون تأخير او تردد في العام 2055.
وزارة المواصلات تحتفل بوصول اول رسالة بريدية في وقتها المحدد رغم انتهاء زمن تبادل البريد الورقي منذ العام 2020 لكنها تفعل ذلك من باب الانتصار في التحدي الذي رسمته لنفسها، اما وزارة الداخلية فتحتفل بتشغيل نظام كاميرات المراقبة المتطورة التي تم شراؤها عام 2011 بعد استكمال وصول العدسات الالمانية المصنعة في ماليزيا. كما تحتفل وزارة الاشغال بتدشين مشروع الدائري الثامن.
وبالنسبة الى البدون، تعلن الحكومة عام 2050 عن تشكيل لجنة مشتركة من إدارات مختلفة لبحث تجنيس المسجلين في احصاء 1965 والمسجلين في احصاءي 2018 و2042 من الجيلين الثالث والرابع بعد رسالة شديدة اللهجة من الهيئات والمؤسسات الدولية التي تطول الكويت بحل هذه القضية.
سياسيا، يصدر مجلس الوزراء بيانا يطالب فيه الكويتيين بنبذ كل أشكال التعصب والتطرف سواء تعلق الامر بالدين او الطائفة او المذهب او القبيلة، ويؤكد ان الكويتيين بسنتهم وشيعتهم، ببدوهم وحضرهم، بمناطقهم الداخلية والخارجية هم سواسية في المواطنة والحقوق والواجبات.
إقليميا وعربيا، يبحث مجلس التعاون الخليجي عام 2050 التفاصيل النهائية لمشروع العملة الخليجية الموحدة في جلسة تعقبها حفلة يلقي فيها الطفل حمد بوناشي قصيدة يناشد فيها القادة الخليجيين إقرار هذه العملة كما فعل جده حمد بوناشي عام 2009 عندما ناشد القادة إقرار مشروع الربط الكهربائي.
نواب عراقيون يطالبون مجلس الامن باعادة جزء من التعويضات التي سددتها بغداد قبل أكثر من خمسين عاما للكويت إضافة الى المطالبة مجددا بترسيم فني للحقول النفطية قرب الحدود، اما بالنسبة الى لبنان فالكويت تدعو الاطراف المتنازعة الى تغليب المصلحة الوطنية وتؤكد أنها مستعدة لاستضافة مؤتمر يجمع الاطراف اللبنانيين الى طاولة حوار بهدف ايجاد حلول للمشاكل العالقة. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية فالكويت تجدد تأكيدها ضرورة ايجاد حل عادل وشامل يقوم على مبدأ الدولتين كما تطالب الاخوة الفلسطينيين بضرورة وقف الصراعات والالتزام بالوحدة والقسم الذي تم في مكة المكرمة عام 2048. وعلى عادتها في المواقف الصعبة أعلنت الكويت تكفلها بعلاج الجرحى والمصابين الفلسطينيين الذين سقطوا في المواجهات مع جنود الاحتلال قرب الحرم الإبراهيمي على نفقتها وطلبت الحكومة من وزير الصحة تقديم أفضل الرعاية الصحية لهم في «مستشفى جابر»... فور الانتهاء من تزويده بمولدات كهربائية.
كل عام والتفاؤل بألف خير.
جاسم بودي
الصورة الاولى استشفائية تهم شريحة واسعة من الناس وخبرها يقول: «في الثاني من يناير 2050 تم الانتهاء تماما من اعمال صب السرداب في مستشفى جابر كما ينتظر تجهيزه بأحدث المولدات الكهربائية تحسبا لانقطاع الكهرباء خصوصا لحظة اجراء العمليات، وعقد المسؤولون المعنيون مؤتمرا صحافيا بشروا فيه بأن المستشفى سيفتح ابوابه للمراجعين في مارس 2060».
الصورة الثانية من محطة السالمي لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية التي اقر انشاؤها قبل عقدين الا ان العمل متوقف فيها بسبب خلافات بين المقاول والادارة على شروط العقد.
في 2050 ايضا، احتفال كبير في مطار الكويت بافتتاح مدرج جديد لهبوط الطائرات الشراعية بعد شهرين فقط من احتفال مماثل بارتفاع عدد الابواب الجاهزة لمواقف الطائرات من 8 عام 2010 الى عشرة أبواب. وفي الحديث عن المطار والطيران تم الاتفاق بين مجلس الامة والحكومة على نوعية المقاتلات الجوية التي اختلفت عليها السلطتان مدة اربعين عاما، فبعد رفض المقاتلات الفرنسية والاميركية والبريطانية والروسية رأى الخبراء ان طائرات «الهدهد الجميل» المصنعة في موزمبيق تناسب الكويت اكثر من غيرها اضافة الى ابعادها السياسية الايجابية المخترقة للعمق الافريقي.
مجلس الوزراء يعلن عام 2050 انتهاء الشركة المكلفة بحث تخصيص الخطوط الجوية الكويتية من دراستها على ان تقدمها الى البرلمان في جلسته المقبلة المخصصة لدراسة سلبيات وايجابيات قانون الخصخصة. في موازاة ذلك يعقد اعضاء لجنة الظواهر السلبية مؤتمرا صحافيا يطالبون فيه باسقاط الاقمار الاصطناعية الدائرة في الفلك الجوي كحل وحيد للانحرافات التي نشأت بفضل ما تبثه الفضائيات وما تحوله ابراج الاتصالات وكيبلات الانترنت ودرءا للتجسس على اعراض الناس.
رياضيا، يجول الشيخ طلال مشعل طلال الفهد عواصم العالم لحض المؤسسات الرياضية الدولية على التدخل لمنع تطبيق القوانين المحلية، وتبقى مشاركة الكويت في البطولات العالمية او الاقليمية رهن الاتصالات «الودية» التي يجريها رئيس الحكومة مع رئيس «الفيفا».
اقتصاديا يحمل العام 2050 بشرى سارة للكويتيين اذ تعلن الحكومة انها اتفقت مع المجلس على آلية تنفيذ خطة التنمية مع تحديد مصادر التمويل، كذلك يعود الامل للمتعسرين مع تقديم عشرة نواب اقتراحا بإسقاط الفوائد المتراكمة من فوائد فوائد القروض التي تمت مناقشتها عام 2008.
وفي 2050 بشرى أخرى لسوق العمل وللوافدين، فقد أعلنت وزارة الشؤون الانتهاء من حصر تجار الاقامات تمهيدا لمحاسبتهم كذلك اقرت وضع جدول زمني لإلغاء نظام الكفيل على ان يبدأ العمل به من دون تأخير او تردد في العام 2055.
وزارة المواصلات تحتفل بوصول اول رسالة بريدية في وقتها المحدد رغم انتهاء زمن تبادل البريد الورقي منذ العام 2020 لكنها تفعل ذلك من باب الانتصار في التحدي الذي رسمته لنفسها، اما وزارة الداخلية فتحتفل بتشغيل نظام كاميرات المراقبة المتطورة التي تم شراؤها عام 2011 بعد استكمال وصول العدسات الالمانية المصنعة في ماليزيا. كما تحتفل وزارة الاشغال بتدشين مشروع الدائري الثامن.
وبالنسبة الى البدون، تعلن الحكومة عام 2050 عن تشكيل لجنة مشتركة من إدارات مختلفة لبحث تجنيس المسجلين في احصاء 1965 والمسجلين في احصاءي 2018 و2042 من الجيلين الثالث والرابع بعد رسالة شديدة اللهجة من الهيئات والمؤسسات الدولية التي تطول الكويت بحل هذه القضية.
سياسيا، يصدر مجلس الوزراء بيانا يطالب فيه الكويتيين بنبذ كل أشكال التعصب والتطرف سواء تعلق الامر بالدين او الطائفة او المذهب او القبيلة، ويؤكد ان الكويتيين بسنتهم وشيعتهم، ببدوهم وحضرهم، بمناطقهم الداخلية والخارجية هم سواسية في المواطنة والحقوق والواجبات.
إقليميا وعربيا، يبحث مجلس التعاون الخليجي عام 2050 التفاصيل النهائية لمشروع العملة الخليجية الموحدة في جلسة تعقبها حفلة يلقي فيها الطفل حمد بوناشي قصيدة يناشد فيها القادة الخليجيين إقرار هذه العملة كما فعل جده حمد بوناشي عام 2009 عندما ناشد القادة إقرار مشروع الربط الكهربائي.
نواب عراقيون يطالبون مجلس الامن باعادة جزء من التعويضات التي سددتها بغداد قبل أكثر من خمسين عاما للكويت إضافة الى المطالبة مجددا بترسيم فني للحقول النفطية قرب الحدود، اما بالنسبة الى لبنان فالكويت تدعو الاطراف المتنازعة الى تغليب المصلحة الوطنية وتؤكد أنها مستعدة لاستضافة مؤتمر يجمع الاطراف اللبنانيين الى طاولة حوار بهدف ايجاد حلول للمشاكل العالقة. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية فالكويت تجدد تأكيدها ضرورة ايجاد حل عادل وشامل يقوم على مبدأ الدولتين كما تطالب الاخوة الفلسطينيين بضرورة وقف الصراعات والالتزام بالوحدة والقسم الذي تم في مكة المكرمة عام 2048. وعلى عادتها في المواقف الصعبة أعلنت الكويت تكفلها بعلاج الجرحى والمصابين الفلسطينيين الذين سقطوا في المواجهات مع جنود الاحتلال قرب الحرم الإبراهيمي على نفقتها وطلبت الحكومة من وزير الصحة تقديم أفضل الرعاية الصحية لهم في «مستشفى جابر»... فور الانتهاء من تزويده بمولدات كهربائية.
كل عام والتفاؤل بألف خير.
جاسم بودي