صباح اللامي: راشد الماجد ظلمني كثيراً... والمطربون الجدد بلا لون ولا طعم ولا رائحة
اللامي مع الشاعر علي الشمري (تصوير نور هنداوي)
اللامي مع الشاعر علي الشمري (تصوير نور هنداوي)
| حاوره - حسن الفرطوسي |
•كيف ينظر صباح اللامي الى نفسه، هل هو مطرب عراقي أم مطرب كويتي ؟
- أنا من مواليد الكويت، وانطلاقتي الفنية من الكويت، ولكنني متخصص في غناء اللون الريفي العراقي... هكذا أرى نفسي باختصار.
•وماذا عن الجيل الفني الذي تنتمي اليه ؟
- يمكنني أن أقول بأني انتمي الى جيل الرواد، سعدون جابر وياس خضر ورياض أحمد
وحسين نعمة وأنوار عبد الوهاب وغيرهم.
•ما تقييمك الى ذلك الجيل ؟
- ذلك الجيل، الذي هو جيل الثمانينات - اذا جاز لنا التعبير - كان له دور مهم جداً في رفد الحركة الفنية في الشرق الأوسط عموماً، رغم انه جيل عاش حقبة زمنية فريدة، حقبة مليئة بالأحداث السياسية والحروب والصراعات الاقليمية الكبيرة، وتمكن رغم كل ذلك من اثبات وجوده في الحفاظ على البنية الفنية التي تحمل في طياتها رسالة انسانية ووجدانية ذات تأثير ايجابي في المجتمع.
•ما العوامل التي ساعدت ذلك الجيل على التماسك والعطاء برأيك ؟
- العامل الأهم هو انه جيل تتلمذ على يد نخبة واعية ومخلصة من الجيل الذي سبقه وترك بصماته عليه بوضوح، فبصمة ناظم الغزالي - مثلاً - كانت واضحة على فؤاد سالم، وبصمة داخل حسن وحضيري أبو عزيز واضحة على رياض أحمد وحسين نعمة، وبصمات زهور حسين ولميعة توفيق واضحة على أمل خضير وأنوار عبد الوهاب.. وهكذا كانت الأجيال الفنية تغذي بعضها البعض الآخر.
•وهل هذه المنهجية تنطبق على الجيل الحالي ؟
- للأسف لا... لقد انفرط كل شيء الآن.. سنوات التسعينات وما رافقها من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية في العراق كانت أكبر من أن يصمد أمامها الفن وأهله، فتسببت بخلق قطيعة بين الأجيال، وحدث خلل كبير في المسار الفني عموماً، ولم يعد هناك تواصل بين جيل وآخر... الامور انقلبت رأساً على عقب، ليس على المستوى الفني فحسب، بل بمعظم جوانب الحياة.
•نظرتك الى الجيل الحالي متشائمة جداً، كيف تفسّر ذلك ؟
- القضية لا تحتاج الى تفسير، فما نراه اليوم من اسفاف وتدن في المستوى الفني يبعث الحزن في النفس... وقد أجد نفسي مضطراً الى ذكر أسماء وأمثلة لكي اتمم اجابتي على هذا السؤال... هناك مطرب عراقي ينتج أربعة أشرطة في الشهر الواحد، وهذا حتما سيؤثر سلباً على مستوى الاغنية... يؤسفني جداً أن ارى المطرب صلاح البحر يغني لمدة ستة أشهر بشكل يومي في محل متواضع جدا، والمطرب صلاح عبد الغفور يغني لثلاثة أشهر متواصلة في محل من محلات الدرجة العاشرة، وهناك الكثير من المطربين يسرفون في تقديم الأغاني سعياً وراء الكسب المادي السريع، أما المطربين الجدد فهم بلا لون ولا طعم ولا رائحة ولا يستحقون أن يصنفون كمطربين.
•جميعهم ؟
- لا طبعاً... لا يمكن تعميم ذلك بشكل كامل، فهناك أصوات شابة ملتزمة ومبدعة، مثل ماجد المهندس ومحمد عبد الجبار. كذلك هناك أصوات نسائية جميلة جدا مثل المطربة غزلان، وأتمنى أن تكفّ عن الرقص أثناء الغناء.
•ما رأيك بموضوع الاحتكار الفني الذي تمارسه شركات الانتاج حالياً ؟
- الاحتكار يقيّد الفنان ويستغله ابشع استغلال... وشركات الانتاج غالباً ما تظلم الفنان، أنا شخصياً تعرضت للظلم من قبل شركة «فنون الجزيرة» التي يمتلكها الفنان راشد الماجد، وهناك الكثير من السلوكيات الانتهازية التي تمارسها شركات الانتاج.
•لنعد الى منجزك الفني في فترة التسعينات أو حقبة «انفراط الأشياء» كما وصفته، هل لك أن تحدثنا عنه وعن آخر اصداراتك؟
- بعد أن صدر لي شريط غنائي باسم «24 أغنية» في عام 1989 وهو فكرة طرحها الاستاذ جلال الربيعي، وقد لاقى ذلك الشريط صدى كبيراً في حينه، وكان عبارة عن 12 اغنية فرايحي «نقازي» كما يطلقون عليه في الكويت، و«12» اغنية اخرى من طور «الدوسري» وذلك كان اصداري الثالث... بعدها حدثت أزمة الخليج في عام 1990 التي جعلتني أضطر الى الهجرة والاغتراب، وقد عشت أتعس أيام حياتي في فترة لجوئي الى الدنمارك لمدة خمس سنوات، حيث لم انجز خلالها أي عمل، لحين حصولي على فرصة تعاون مع «مؤسسة الخيول للانتاج الفني» في الامارات العربية المتحدة، فسافرت الى الامارات وقمت بتسجيل بعض الأغاني القديمة، مثل اغنية «بين العصر والمغرب» وكذلك سجلت بعض الاغاني الجديدة مثل اغنية «تغرّبت عن أهلي» وموال «طالت غربتي» وقد اثبتت وجودي من خلال الاغاني الجادة والرصينة. أما آخر أعمالي الفنية، هو «سي دي» بعنوان «يا صايد الغزلان» من انتاج شركة «فنون الجزيرة» ويتألف من ثماني أغان وهو موجود الآن في الأسواق.
•يبدو أن الغربة قد وضعت أوجاعها وأحزانها في لونك الغنائي الذي كنت تتبعه ؟
- نعم هذا صحيح، فالغربة تجربة قاسية جداً، ولا يمكن أن تغادر دون أن تترك أثر، هذا بالاضافة الى أن الغناء العراقي بشكل عام هو غناء يتسم بالحزن والشجن، وذلك بسبب طبيعة التكوينة التاريخية لهذا الشعب، فالحزن مغروس فيه منذ القدم، فقضية الامام الحسن تركت حزنا عميقا في وجدان هذا الشعب، مروراً بغزو هولاكو وانتهاءً بما يحصل الآن من مأساة وارهاب وقتل مجاني. وهذا كلّه ينعكس على طبيعة الغناء، لأن الغناء هو مناجاة انسانية لكل ما يحدث في الحياة.
•وماذا عن الأعمال الفنية المقبلة ؟
- لدي عمل جاهز وهو «سي دي» سيصدر قريباً بعنوان «قولوا له يجيني» من انتاج شركة «الأوتار الذهبية للانتاج الفني» وهذه هي المرّة الاولى التي أتعاون بها مع الشاعر علي الشمري، وكذلك مع الملحن والموزع الموسيقي حيدر فنجان، والملحن صلاح الملك. وسوف يحتوي هذا الـ «سي دي» على احدى أغاني الفنان المرحوم سعدي الحلي بصوتي وهي اغنية «كلها منّك زاد همّي وكثر».
•هل تعتقد أن وجود اغنية لسعدي الحلي سيساعد على تسويق الـ «سي دي»؟
- الموضوع لا يتعلق بالتسويق، بل لأني قررت أن اغني اغنية لسعدي الحلي في كل «سي دي» اصدره، وذلك عرفانا وتقديراً لعطاء ذلك الفنان الكبير.
•ختاماً، ما امنيتك لعام 2008 ؟
- أتمنى أن أشترك باحتفالات «هلا فبراير» لا سيما واننا نعيش هذه الأيام مناسبة الأعياد الوطنية.
انطلق فنياً من الكويت، ليغني اللون الريفي العراقي. ينتمي الى جيل الثمانينات الذي يعتبره آخر الأجيال التي تتلمذت على يد فنانين حملوا هموم الفن والغناء كرسالة انسانية نبيلة. عاش الغربة في عقد التسعينات، حين هاجر الى الدنمارك، وذاق أوجاع البعد عن الوطن لخمس سنوات. أعادته «مؤسسة الخيول للانتاج الفني» الى الامارات العربية المتحدة من خلال تعاونه معها في تسجيل أغنية «تغرّبت عن أهلي» وموال «طالت غربتي» حيث أعاد حضوره في الساحة الفنية من جديد.
انه المطرب صباح اللامي الذي تحدّث لـ «الراي» عن مسيرته الفنية وعن هموم الحركة الغنائية الحالية عبر هذا الحوار:
•كيف ينظر صباح اللامي الى نفسه، هل هو مطرب عراقي أم مطرب كويتي ؟
- أنا من مواليد الكويت، وانطلاقتي الفنية من الكويت، ولكنني متخصص في غناء اللون الريفي العراقي... هكذا أرى نفسي باختصار.
•وماذا عن الجيل الفني الذي تنتمي اليه ؟
- يمكنني أن أقول بأني انتمي الى جيل الرواد، سعدون جابر وياس خضر ورياض أحمد
وحسين نعمة وأنوار عبد الوهاب وغيرهم.
•ما تقييمك الى ذلك الجيل ؟
- ذلك الجيل، الذي هو جيل الثمانينات - اذا جاز لنا التعبير - كان له دور مهم جداً في رفد الحركة الفنية في الشرق الأوسط عموماً، رغم انه جيل عاش حقبة زمنية فريدة، حقبة مليئة بالأحداث السياسية والحروب والصراعات الاقليمية الكبيرة، وتمكن رغم كل ذلك من اثبات وجوده في الحفاظ على البنية الفنية التي تحمل في طياتها رسالة انسانية ووجدانية ذات تأثير ايجابي في المجتمع.
•ما العوامل التي ساعدت ذلك الجيل على التماسك والعطاء برأيك ؟
- العامل الأهم هو انه جيل تتلمذ على يد نخبة واعية ومخلصة من الجيل الذي سبقه وترك بصماته عليه بوضوح، فبصمة ناظم الغزالي - مثلاً - كانت واضحة على فؤاد سالم، وبصمة داخل حسن وحضيري أبو عزيز واضحة على رياض أحمد وحسين نعمة، وبصمات زهور حسين ولميعة توفيق واضحة على أمل خضير وأنوار عبد الوهاب.. وهكذا كانت الأجيال الفنية تغذي بعضها البعض الآخر.
•وهل هذه المنهجية تنطبق على الجيل الحالي ؟
- للأسف لا... لقد انفرط كل شيء الآن.. سنوات التسعينات وما رافقها من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية في العراق كانت أكبر من أن يصمد أمامها الفن وأهله، فتسببت بخلق قطيعة بين الأجيال، وحدث خلل كبير في المسار الفني عموماً، ولم يعد هناك تواصل بين جيل وآخر... الامور انقلبت رأساً على عقب، ليس على المستوى الفني فحسب، بل بمعظم جوانب الحياة.
•نظرتك الى الجيل الحالي متشائمة جداً، كيف تفسّر ذلك ؟
- القضية لا تحتاج الى تفسير، فما نراه اليوم من اسفاف وتدن في المستوى الفني يبعث الحزن في النفس... وقد أجد نفسي مضطراً الى ذكر أسماء وأمثلة لكي اتمم اجابتي على هذا السؤال... هناك مطرب عراقي ينتج أربعة أشرطة في الشهر الواحد، وهذا حتما سيؤثر سلباً على مستوى الاغنية... يؤسفني جداً أن ارى المطرب صلاح البحر يغني لمدة ستة أشهر بشكل يومي في محل متواضع جدا، والمطرب صلاح عبد الغفور يغني لثلاثة أشهر متواصلة في محل من محلات الدرجة العاشرة، وهناك الكثير من المطربين يسرفون في تقديم الأغاني سعياً وراء الكسب المادي السريع، أما المطربين الجدد فهم بلا لون ولا طعم ولا رائحة ولا يستحقون أن يصنفون كمطربين.
•جميعهم ؟
- لا طبعاً... لا يمكن تعميم ذلك بشكل كامل، فهناك أصوات شابة ملتزمة ومبدعة، مثل ماجد المهندس ومحمد عبد الجبار. كذلك هناك أصوات نسائية جميلة جدا مثل المطربة غزلان، وأتمنى أن تكفّ عن الرقص أثناء الغناء.
•ما رأيك بموضوع الاحتكار الفني الذي تمارسه شركات الانتاج حالياً ؟
- الاحتكار يقيّد الفنان ويستغله ابشع استغلال... وشركات الانتاج غالباً ما تظلم الفنان، أنا شخصياً تعرضت للظلم من قبل شركة «فنون الجزيرة» التي يمتلكها الفنان راشد الماجد، وهناك الكثير من السلوكيات الانتهازية التي تمارسها شركات الانتاج.
•لنعد الى منجزك الفني في فترة التسعينات أو حقبة «انفراط الأشياء» كما وصفته، هل لك أن تحدثنا عنه وعن آخر اصداراتك؟
- بعد أن صدر لي شريط غنائي باسم «24 أغنية» في عام 1989 وهو فكرة طرحها الاستاذ جلال الربيعي، وقد لاقى ذلك الشريط صدى كبيراً في حينه، وكان عبارة عن 12 اغنية فرايحي «نقازي» كما يطلقون عليه في الكويت، و«12» اغنية اخرى من طور «الدوسري» وذلك كان اصداري الثالث... بعدها حدثت أزمة الخليج في عام 1990 التي جعلتني أضطر الى الهجرة والاغتراب، وقد عشت أتعس أيام حياتي في فترة لجوئي الى الدنمارك لمدة خمس سنوات، حيث لم انجز خلالها أي عمل، لحين حصولي على فرصة تعاون مع «مؤسسة الخيول للانتاج الفني» في الامارات العربية المتحدة، فسافرت الى الامارات وقمت بتسجيل بعض الأغاني القديمة، مثل اغنية «بين العصر والمغرب» وكذلك سجلت بعض الاغاني الجديدة مثل اغنية «تغرّبت عن أهلي» وموال «طالت غربتي» وقد اثبتت وجودي من خلال الاغاني الجادة والرصينة. أما آخر أعمالي الفنية، هو «سي دي» بعنوان «يا صايد الغزلان» من انتاج شركة «فنون الجزيرة» ويتألف من ثماني أغان وهو موجود الآن في الأسواق.
•يبدو أن الغربة قد وضعت أوجاعها وأحزانها في لونك الغنائي الذي كنت تتبعه ؟
- نعم هذا صحيح، فالغربة تجربة قاسية جداً، ولا يمكن أن تغادر دون أن تترك أثر، هذا بالاضافة الى أن الغناء العراقي بشكل عام هو غناء يتسم بالحزن والشجن، وذلك بسبب طبيعة التكوينة التاريخية لهذا الشعب، فالحزن مغروس فيه منذ القدم، فقضية الامام الحسن تركت حزنا عميقا في وجدان هذا الشعب، مروراً بغزو هولاكو وانتهاءً بما يحصل الآن من مأساة وارهاب وقتل مجاني. وهذا كلّه ينعكس على طبيعة الغناء، لأن الغناء هو مناجاة انسانية لكل ما يحدث في الحياة.
•وماذا عن الأعمال الفنية المقبلة ؟
- لدي عمل جاهز وهو «سي دي» سيصدر قريباً بعنوان «قولوا له يجيني» من انتاج شركة «الأوتار الذهبية للانتاج الفني» وهذه هي المرّة الاولى التي أتعاون بها مع الشاعر علي الشمري، وكذلك مع الملحن والموزع الموسيقي حيدر فنجان، والملحن صلاح الملك. وسوف يحتوي هذا الـ «سي دي» على احدى أغاني الفنان المرحوم سعدي الحلي بصوتي وهي اغنية «كلها منّك زاد همّي وكثر».
•هل تعتقد أن وجود اغنية لسعدي الحلي سيساعد على تسويق الـ «سي دي»؟
- الموضوع لا يتعلق بالتسويق، بل لأني قررت أن اغني اغنية لسعدي الحلي في كل «سي دي» اصدره، وذلك عرفانا وتقديراً لعطاء ذلك الفنان الكبير.
•ختاماً، ما امنيتك لعام 2008 ؟
- أتمنى أن أشترك باحتفالات «هلا فبراير» لا سيما واننا نعيش هذه الأيام مناسبة الأعياد الوطنية.