نقوش وكتابات / الخط العربي ولغة القرآن الكريم / 7
نقش قبة الصخرة... مزوّر
نقش قبة الصخرة
إعداد: عبدالله متولي
القاهرة - من عبدالغني عبدالله
كتابة اثرية (نقش شهير) وجد في قبة الصخرة بمدينة القدس، نقشت بالخط الكوفي المضلع يبلغ طولها نحو 240 سم بنص مذهب بالموزاييك على ارضية زرقاء داكنة من الزخارف الفسيفسائية التي تحلي الجزء العلوي من المثمن الداخلي، وقوام هذه الكتابة آيات قرآنية ولكنها تضم ايضا اللوحة التذكارية لإنشاء مبنى قبة الصخرة والتي تشير الى تاريخ انشاء هذا البناء ونصها سوف نقدمه عند نهاية الموضوع ولكن الملاحظ ان الاسم في السطر الاول والثاني هو للخليفة المأمون العباسي ويمكن ملاحظة ان الاسم واللقب (الامام وامير المؤمنين) قد كتب ونقش بخط ضيق يخالف الخطط المستعمل في هذا النص وفي سائر اجزائه ما يدفعنا الى الاطمئنان الى حدوث تزوير في هذا النص. فالمزور الغشاش قد نسي تغيير السنة او انه قد صعب عليه تغييرها لتتلاءم مع سنة حكم الخليفة المأمون وتركها على حالها (سنة 72 هـ) وهذا العام لا يقع في فترة حكم الخليفة المأمون العباسي بل يقع في فترة حكم الخليفة الاموي عبدالملك ابن مروان والى هذا الخليفة ينسب بناء قبة الصخرة حيثما تشير كل المراجع وتؤكد لنا ان عبدالملك بن مروان هو الذي بنى قبة الصخرة ولا يوجد مرجع او نص او مصدر يشير الى غير ذلك وان تاريخ البناء كان العام 72 هـ.
يتضح لنا هنا ان تغييرا ما قد حدث فعلا في هذا النص في عهد الخليفة العباسي واذا كان الكاتب قد غير في اسم الخليفة الا انه فاته تغيير تاريخ الانشاء. وقد التفت المستشرق السويسري (فان برشم) الى تاريخ 72 هـ واسم الخليفة المأمون، وانتهى برأي الى ان تزويرا قد حدث في اللوحة التذكارية (لوحة الانشاء) وقد وجد في القبة نصا آخر باسم الخليفة المأمون ولكن الكاتب انتبه الى التاريخ وجعله 216 هـ.
ليس هناك من شك في ان عداوة العباسيين لبني امية قد دفعتهم الى تغيير اسمائهم واعمالهم. وهو عمل غير شرعي خصوصا في هذا الاثر العظيم الذي هو درة فنون الاسلام من دون شك، ومن ثم يمكن لنا ان نؤرخ لهذه الكتابة عهدين: اموي وعباسي، وقد تكلم البروفيسور كريزويل وقال انه يلاحظ في السطر الاول كلمة (عبد) حيث وجدت كبيرة وضخمة وفي السطر الثاني كلمة (عبد) ايضا صغيرة في حجمها، والكتابة في السطر الثاني متداخلة بعضها في بعض في الجزء الاول من السطر، في حين اننا نجد ان المسافات بين الكلمات في السطرين الاول والثالث واسعة كما يلاحظ كذلك ان الهاء في كلمة (هذه) وكلمة القبة في السطر الاول، والهاء في (سنة) في السطر الثالث وكذلك في (الله)، كلمة (منه) في السطر نفسه يلاحظ انها اموية مثل الهاء الاموية علاوة على اختلاف حرف الواو (و) في كلمة (المأمون) وكلمة (المؤمنين).
وهذا كله دليل على التزوير الفاضح في هذا النص. وهو حدث غير عادي في الآثار الإسلامية ولذلك فهو يعتبر سابقة، لم نلاحظ مثلها في ما سبق او في ما جاء بعد ذلك.
• ترجمة النص
السطر الأول: بنى هذه القبة عبدالله عبد
السطر الثاني: الله الإمام المأمون أمير المؤمنين في
السطر الثالث: سنة اثنتين وسبعين تقبل الله منه
القاهرة - من عبدالغني عبدالله
كتابة اثرية (نقش شهير) وجد في قبة الصخرة بمدينة القدس، نقشت بالخط الكوفي المضلع يبلغ طولها نحو 240 سم بنص مذهب بالموزاييك على ارضية زرقاء داكنة من الزخارف الفسيفسائية التي تحلي الجزء العلوي من المثمن الداخلي، وقوام هذه الكتابة آيات قرآنية ولكنها تضم ايضا اللوحة التذكارية لإنشاء مبنى قبة الصخرة والتي تشير الى تاريخ انشاء هذا البناء ونصها سوف نقدمه عند نهاية الموضوع ولكن الملاحظ ان الاسم في السطر الاول والثاني هو للخليفة المأمون العباسي ويمكن ملاحظة ان الاسم واللقب (الامام وامير المؤمنين) قد كتب ونقش بخط ضيق يخالف الخطط المستعمل في هذا النص وفي سائر اجزائه ما يدفعنا الى الاطمئنان الى حدوث تزوير في هذا النص. فالمزور الغشاش قد نسي تغيير السنة او انه قد صعب عليه تغييرها لتتلاءم مع سنة حكم الخليفة المأمون وتركها على حالها (سنة 72 هـ) وهذا العام لا يقع في فترة حكم الخليفة المأمون العباسي بل يقع في فترة حكم الخليفة الاموي عبدالملك ابن مروان والى هذا الخليفة ينسب بناء قبة الصخرة حيثما تشير كل المراجع وتؤكد لنا ان عبدالملك بن مروان هو الذي بنى قبة الصخرة ولا يوجد مرجع او نص او مصدر يشير الى غير ذلك وان تاريخ البناء كان العام 72 هـ.
يتضح لنا هنا ان تغييرا ما قد حدث فعلا في هذا النص في عهد الخليفة العباسي واذا كان الكاتب قد غير في اسم الخليفة الا انه فاته تغيير تاريخ الانشاء. وقد التفت المستشرق السويسري (فان برشم) الى تاريخ 72 هـ واسم الخليفة المأمون، وانتهى برأي الى ان تزويرا قد حدث في اللوحة التذكارية (لوحة الانشاء) وقد وجد في القبة نصا آخر باسم الخليفة المأمون ولكن الكاتب انتبه الى التاريخ وجعله 216 هـ.
ليس هناك من شك في ان عداوة العباسيين لبني امية قد دفعتهم الى تغيير اسمائهم واعمالهم. وهو عمل غير شرعي خصوصا في هذا الاثر العظيم الذي هو درة فنون الاسلام من دون شك، ومن ثم يمكن لنا ان نؤرخ لهذه الكتابة عهدين: اموي وعباسي، وقد تكلم البروفيسور كريزويل وقال انه يلاحظ في السطر الاول كلمة (عبد) حيث وجدت كبيرة وضخمة وفي السطر الثاني كلمة (عبد) ايضا صغيرة في حجمها، والكتابة في السطر الثاني متداخلة بعضها في بعض في الجزء الاول من السطر، في حين اننا نجد ان المسافات بين الكلمات في السطرين الاول والثالث واسعة كما يلاحظ كذلك ان الهاء في كلمة (هذه) وكلمة القبة في السطر الاول، والهاء في (سنة) في السطر الثالث وكذلك في (الله)، كلمة (منه) في السطر نفسه يلاحظ انها اموية مثل الهاء الاموية علاوة على اختلاف حرف الواو (و) في كلمة (المأمون) وكلمة (المؤمنين).
وهذا كله دليل على التزوير الفاضح في هذا النص. وهو حدث غير عادي في الآثار الإسلامية ولذلك فهو يعتبر سابقة، لم نلاحظ مثلها في ما سبق او في ما جاء بعد ذلك.
• ترجمة النص
السطر الأول: بنى هذه القبة عبدالله عبد
السطر الثاني: الله الإمام المأمون أمير المؤمنين في
السطر الثالث: سنة اثنتين وسبعين تقبل الله منه