شن حملات على المسلمين وحظر بناء المساجد ... وساند نظام صدام حسين وكان له «عشيق»
يورغ هايدر تحت مجهر القضاء النمسوي بعد ظهور 45 مليون يورو خبأها في بنوك ليشتنشتاين
سيف الاسلام القذافي مع هايدر
هايدر مع صدام حسين
| كتب عبدالعليم الحجار و«ا ف ب» |
يحقق القضاء النمسوي حالياً في عمليات تمويل ليبية وصفقات عقارية في كرواتيا لتبرير الملايين التي خبأها في ليشتنشتاين الزعيم السابق لليمين المتطرف في النمسا يورغ هايدر الذي لقي حتفه في حادث سير قبل عامين، على ما كشفت مجلة «بروفيل» على موقعها أمس.
ونقلت المجلة عن احد المقربين السابقين الى يورغ هايدر قوله ان نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، سيف الاسلام، كان «يحول لنا بانتظام الأموال السائلة قبل الحملات الانتخابية»، وان المقربين من هايدر كانوا يعمدون الى تحويلها الى اليورو وايداعها في حسابات خاصة في بنوك ليشتنشتاين.
وأفادت المجلة ان ثلاثة أشخاص الى جانب هايدر كان يمكنهم التحكم بالحسابات المصرفية. وأحد هؤلاء المسؤول عن الخسائر جيرالد ميشكا السكرتير الشخصي السابق لهايدر، والذي اختفى عام 2003 بحسب وسائل اعلام مختلفة.
ويسعى القضاء الى تحديد ما اذا كان حاكم مقاطعة كارينثيا تلقى عمولات على شراء مصرف، كانت المقاطعة مساهمة فيه، لممتلكات وأراض بأسعار متهاودة.
وقام مسؤولون سابقون في المصرف بهذه الصفقات مع الجنرال الكرواتي السابق فلاديمير زاغورتش الذي دين بتجارة الاسلحة في كرواتيا.
وكشفت المجلة النمسوية ان هايدر جمع في البدء نحو 45 مليون يورو في ليشتنشتاين، لكن المبلغ تقلص الى خمسة ملايين يورو بعد استثمارات سيئة.
وتحدثت مقالة المجلة عن تلقي هايدر أموالاً ليبية المصدر لتمويل حملاته.
وفي أول تفاعل ازاء ذلك الخبر، نقلت صحيفة «ذي آيريش تايمز» الايرلندية في عددها أمس عن ستيفان بيتزنر، الذي وصفته بأنه «عشيق هايدر السابق»، قوله ان تلك المزاعم حول ان يورغ هايدر خبأ 45 مليون يورو في ليشتنشتاين هي مزاعم لا تعدو كونها «مؤامرة جديدة ضد الزعيم اليميني الراحل» على حد تعبير بيتزنر.
وأضاف بيتزنر قائلاً: «هذه (المزاعم) ليست سوى مؤامرة جديدة أطلقها قضاة موالون للحكومة (النمسوية). انا لا أستطيع ان أتصور ان هناك مبالغ بهذا الحجم»، مشيراً الى ان المجلة التي نقلت الخبر لم تشر الى مصدر تلك الحسابات كما انها اعتمدت على تخمينات غير دقيقة على ما يبدو.
وتجدر الاشارة الى انه في اعقاب وفاة هايدر في اكتوبر 2008، انتشرت مزاعم مفادها ان الزعيم اليميني المتشدد كانت له علاقة جنسية شاذة (مثلية) مع نائبه (وخليفته لاحقا) ستيفان بيتزنر الذي قيل انه اعترف بتلك العلاقة.
في اكتوبر 2009، اصدرت محكمة نمسوية حكما يحظر على وسائل الاعلام النمسوية ان تشير بأي شكل من الاشكال الى ان هايدر كان شاذ جنسيا وجاء في نص الحكم ان ذلك يعد «خرقا لحقوقه الشخصية وانتهاكا لخصوصيته بعد وفاته»، وتوعدت المحكمة بتغريم كل من يزعم او يروج ان هايدر كان لواطيا او انه كان له عشيق يمارس العلاقة الجنسية معه.
وصدر ذلك الحكم بعد ان لجأت ارملة هايدر، كلوديا هايدر، الى المحكمة لمقاضاة صحيفة «بيلد - زايتونغ» بعد ان نشرت هذه الاخيرة مقابلة قالت انها مع رجل زعم آنذاك انه اقام علاقة جنسية مثلية مع هايدر لسنوات عدة.
وأبدى هايدر طوال مسيرته السياسية مواقف متشددة وعدائية ضد المهاجرين الذين يعيشون في النمسا، وهي المواقف التي تجلت بشكل خاص ضد المهاجرين المسلمين. ففي اوائل التسعينات صرح هايدر قائلا: «ان النظام الاجتماعي الخاص بالاسلام يتعارض تماما مع قيمنا الغربية، فمبادئنا المتعلقة بحقوق الانسان والديموقراطية لا تتماشى مطلقا مع العقيدة الاسلامية... وفي الاسلام، فان الفرد وارادته الحرة لا يساويان شيئا، بينما الجهاد والحرب هما كل شيء».
وخلال حملاته الانتخابية وتحديدا في بدايات مسيرته السياسية سعى «هايدر» الى تعزيز مفهوم «الاسلاموفوبيا» ونجح من خلال ذلك في اقناع برلمان مقاطعة كارينثيا التي كان يحكمها الى اصدار تشريع يحظر بناء المساجد والمآذن في المقاطعة، واعلن لاحقا عن انه يطمح الى حظر بناء المساجد في كل ارجاء النمسا.
وخلال مرحلة معينة من مسيرته السياسية الصاخبة والمثيرة للجدل، اثار هايدر حفيظة الغرب بشكل عام وذلك عندما بدأ في العام 2001 يعلن عن تأييده وتعاطفه مع النظام العراقي بقيادة الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين في مواجهة الولايات المتحدة وبريطانيا ولم يتوقف الامر عند التعبير عن التأييد بل وصل إلى قيام هايدر بثلاث زيارات إلى بغداد استقبله خلالها صدام حسين بحفاوة كبيرة وتم الاعلان خلال احدى تلك الزيارات عن تأسيس «الجمعية النمسوية - العراقية».
التي كان من اهدافها تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية والاقتصادية بين الدولتين، كما دافع هايدر خلال تلك الزيارة عن صدام حسين، رافضا اتهامات الغرب ضده آنذاك باستخدام غازات كيماوية سامة ضد مواطنين اكراد (في حلبجة) بل ووصل الامر به إلى اتهام الولايات المتحدة «ضمنيا» بانها قد تكون هي التي ارتكبت تلك المجزرة.
وفي اعقاب الاجتياح الاميركي - البريطاني للعراق في العام 2003، اعلن هايدر ان وزير الخارجية العراقي ناجي صبري «في امان»، مشيرا إلى انه يعتبر صبري «صديقا شخصيا»، لكنه (هايدر) رفض ان يكشف آنذاك عن مكان اختباء صبري بعد انهيار النظام العراقي.
وخلال الفترة بين العامين 2000 و2002 سعى هايدر إلى مد جسور «صداقة» مع قادة عرب ومسلمين، حيث قام بزيارة الزعيم الليبي معمر القذافي مرتين في ليبيا ثم استقبل سيف الاسلام القذافي في فيينا لاحقا.
في العام 2002، تكشفت فضيحة سياسية مدوية عندما اتضح ان اليهودي بيتر سيركوفساكي، الرجل الثاني في الحزب الذي كان يتزعمه هايدر، لم يكن في واقع الامر سوى جاسوس مدسوس من جانب الموساد الاسرائيلي، وذلك بهدف التجسس على علاقات الصداقة الوثيقة التي كانت قد نشأت آنذاك بين هايدر وبين عدد من رؤساء وقادة دول عربية كان من بينها العراق وليبيا وسورية.
وفي الحادي عشر من اكتوبر 2008، لقي هايدر حتفه متأثرا بجراح خطيرة اصيب بها في رأسه وصدره جراء انقلاب سيارته في حادث مروري حصل في منطقة قريبة من مدينة كلاغينفورت بولاية كارينثيا النمسوية.
يحقق القضاء النمسوي حالياً في عمليات تمويل ليبية وصفقات عقارية في كرواتيا لتبرير الملايين التي خبأها في ليشتنشتاين الزعيم السابق لليمين المتطرف في النمسا يورغ هايدر الذي لقي حتفه في حادث سير قبل عامين، على ما كشفت مجلة «بروفيل» على موقعها أمس.
ونقلت المجلة عن احد المقربين السابقين الى يورغ هايدر قوله ان نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، سيف الاسلام، كان «يحول لنا بانتظام الأموال السائلة قبل الحملات الانتخابية»، وان المقربين من هايدر كانوا يعمدون الى تحويلها الى اليورو وايداعها في حسابات خاصة في بنوك ليشتنشتاين.
وأفادت المجلة ان ثلاثة أشخاص الى جانب هايدر كان يمكنهم التحكم بالحسابات المصرفية. وأحد هؤلاء المسؤول عن الخسائر جيرالد ميشكا السكرتير الشخصي السابق لهايدر، والذي اختفى عام 2003 بحسب وسائل اعلام مختلفة.
ويسعى القضاء الى تحديد ما اذا كان حاكم مقاطعة كارينثيا تلقى عمولات على شراء مصرف، كانت المقاطعة مساهمة فيه، لممتلكات وأراض بأسعار متهاودة.
وقام مسؤولون سابقون في المصرف بهذه الصفقات مع الجنرال الكرواتي السابق فلاديمير زاغورتش الذي دين بتجارة الاسلحة في كرواتيا.
وكشفت المجلة النمسوية ان هايدر جمع في البدء نحو 45 مليون يورو في ليشتنشتاين، لكن المبلغ تقلص الى خمسة ملايين يورو بعد استثمارات سيئة.
وتحدثت مقالة المجلة عن تلقي هايدر أموالاً ليبية المصدر لتمويل حملاته.
وفي أول تفاعل ازاء ذلك الخبر، نقلت صحيفة «ذي آيريش تايمز» الايرلندية في عددها أمس عن ستيفان بيتزنر، الذي وصفته بأنه «عشيق هايدر السابق»، قوله ان تلك المزاعم حول ان يورغ هايدر خبأ 45 مليون يورو في ليشتنشتاين هي مزاعم لا تعدو كونها «مؤامرة جديدة ضد الزعيم اليميني الراحل» على حد تعبير بيتزنر.
وأضاف بيتزنر قائلاً: «هذه (المزاعم) ليست سوى مؤامرة جديدة أطلقها قضاة موالون للحكومة (النمسوية). انا لا أستطيع ان أتصور ان هناك مبالغ بهذا الحجم»، مشيراً الى ان المجلة التي نقلت الخبر لم تشر الى مصدر تلك الحسابات كما انها اعتمدت على تخمينات غير دقيقة على ما يبدو.
وتجدر الاشارة الى انه في اعقاب وفاة هايدر في اكتوبر 2008، انتشرت مزاعم مفادها ان الزعيم اليميني المتشدد كانت له علاقة جنسية شاذة (مثلية) مع نائبه (وخليفته لاحقا) ستيفان بيتزنر الذي قيل انه اعترف بتلك العلاقة.
في اكتوبر 2009، اصدرت محكمة نمسوية حكما يحظر على وسائل الاعلام النمسوية ان تشير بأي شكل من الاشكال الى ان هايدر كان شاذ جنسيا وجاء في نص الحكم ان ذلك يعد «خرقا لحقوقه الشخصية وانتهاكا لخصوصيته بعد وفاته»، وتوعدت المحكمة بتغريم كل من يزعم او يروج ان هايدر كان لواطيا او انه كان له عشيق يمارس العلاقة الجنسية معه.
وصدر ذلك الحكم بعد ان لجأت ارملة هايدر، كلوديا هايدر، الى المحكمة لمقاضاة صحيفة «بيلد - زايتونغ» بعد ان نشرت هذه الاخيرة مقابلة قالت انها مع رجل زعم آنذاك انه اقام علاقة جنسية مثلية مع هايدر لسنوات عدة.
وأبدى هايدر طوال مسيرته السياسية مواقف متشددة وعدائية ضد المهاجرين الذين يعيشون في النمسا، وهي المواقف التي تجلت بشكل خاص ضد المهاجرين المسلمين. ففي اوائل التسعينات صرح هايدر قائلا: «ان النظام الاجتماعي الخاص بالاسلام يتعارض تماما مع قيمنا الغربية، فمبادئنا المتعلقة بحقوق الانسان والديموقراطية لا تتماشى مطلقا مع العقيدة الاسلامية... وفي الاسلام، فان الفرد وارادته الحرة لا يساويان شيئا، بينما الجهاد والحرب هما كل شيء».
وخلال حملاته الانتخابية وتحديدا في بدايات مسيرته السياسية سعى «هايدر» الى تعزيز مفهوم «الاسلاموفوبيا» ونجح من خلال ذلك في اقناع برلمان مقاطعة كارينثيا التي كان يحكمها الى اصدار تشريع يحظر بناء المساجد والمآذن في المقاطعة، واعلن لاحقا عن انه يطمح الى حظر بناء المساجد في كل ارجاء النمسا.
وخلال مرحلة معينة من مسيرته السياسية الصاخبة والمثيرة للجدل، اثار هايدر حفيظة الغرب بشكل عام وذلك عندما بدأ في العام 2001 يعلن عن تأييده وتعاطفه مع النظام العراقي بقيادة الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين في مواجهة الولايات المتحدة وبريطانيا ولم يتوقف الامر عند التعبير عن التأييد بل وصل إلى قيام هايدر بثلاث زيارات إلى بغداد استقبله خلالها صدام حسين بحفاوة كبيرة وتم الاعلان خلال احدى تلك الزيارات عن تأسيس «الجمعية النمسوية - العراقية».
التي كان من اهدافها تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية والاقتصادية بين الدولتين، كما دافع هايدر خلال تلك الزيارة عن صدام حسين، رافضا اتهامات الغرب ضده آنذاك باستخدام غازات كيماوية سامة ضد مواطنين اكراد (في حلبجة) بل ووصل الامر به إلى اتهام الولايات المتحدة «ضمنيا» بانها قد تكون هي التي ارتكبت تلك المجزرة.
وفي اعقاب الاجتياح الاميركي - البريطاني للعراق في العام 2003، اعلن هايدر ان وزير الخارجية العراقي ناجي صبري «في امان»، مشيرا إلى انه يعتبر صبري «صديقا شخصيا»، لكنه (هايدر) رفض ان يكشف آنذاك عن مكان اختباء صبري بعد انهيار النظام العراقي.
وخلال الفترة بين العامين 2000 و2002 سعى هايدر إلى مد جسور «صداقة» مع قادة عرب ومسلمين، حيث قام بزيارة الزعيم الليبي معمر القذافي مرتين في ليبيا ثم استقبل سيف الاسلام القذافي في فيينا لاحقا.
في العام 2002، تكشفت فضيحة سياسية مدوية عندما اتضح ان اليهودي بيتر سيركوفساكي، الرجل الثاني في الحزب الذي كان يتزعمه هايدر، لم يكن في واقع الامر سوى جاسوس مدسوس من جانب الموساد الاسرائيلي، وذلك بهدف التجسس على علاقات الصداقة الوثيقة التي كانت قد نشأت آنذاك بين هايدر وبين عدد من رؤساء وقادة دول عربية كان من بينها العراق وليبيا وسورية.
وفي الحادي عشر من اكتوبر 2008، لقي هايدر حتفه متأثرا بجراح خطيرة اصيب بها في رأسه وصدره جراء انقلاب سيارته في حادث مروري حصل في منطقة قريبة من مدينة كلاغينفورت بولاية كارينثيا النمسوية.