نسبة الحمل في التوائم على مستوى العالم تبلغ 2 في المئة تقريباً، والمعروف أن الحمل بالتوائم نوعان، أحدهما التوائم المتجانسة، وهي التي تتشابه غالباً في الشكل وفصيلة الدم والموروثات، والنوع الثاني هو غير المتجانس، فلا يوجد تشابه بين التوأمين بأي شكل من الأشكال، وهناك نوع آخر ويسمى السيامي، وهي الحالة التي يلتصق فيها التوأمان عند نقطة ما في جسديهما، وهذه التوائم متطابقة في الجنس، وفي جميع الصفات الوراثية لأن لديها التكوين الجيني نفسه.
تأملت في حال أميركا، ودولة الكيان الصهيوني، فوجدت أن هناك صوراً متشابهة كثيرة بينها تكاد تصل إلى حال المطابقة، فأحببت أن يشاركني السادة القراء في تأملها لعلنا نتعرف على أي نوع من أنواع التوائم يمكن أن نصنف العلاقة بين أميركا وإسرائيل.
فالدولتان من حيث النشأة تتشابهان فكلتاهما عبارة عن تجمعات من شتى بقاع الأرض، قامت باحتلال أرض الغير والسيطرة عليها من خلال سفك الدماء وطرد السكان الأصليين.
وكلتا الدولتين لا تتورع عن استخدام الأسلحة المحرمة عند مواجهة الخصوم، فلقد اعترفت أميركا باستخدام الفسفور الأبيض في حربها على أرض الفلوجة بالعراق، والصهاينة فعلوا الجريمة نفسها في حربهم الأخيرة على غزة.
أميركا لا ترى حرجاً في التخلص من حلفائها عند انتهاء دورهم، كما حصل مع الطاغية صدام حسين، وإسرائيل تخلصت من ياسر عرفات بعد أن انتهى دوره في وقف الانتفاضة الأولى، وبدأ مشوار التطبيع.
أميركا وتحت ستار حربها على الإرهاب تقتل الكثير من المدنيين العزل في أفغانستان والعراق واليمن، وكان آخرها سقوط 52 شهيداً مدنياً في ولاية هلمند، وتتذرع بأن هؤلاء كانوا مقاتلين، وعندما تظهر الصور أن من بينهم نساء وأطفال يعلنون أنهم سيقومون بفتح تحقيق، ثم في النهاية يعلن أنه خطأ غير مقصود سيحرصون في المرات المقبلة على عدم تكراره، وإسرائيل تحت الذريعة نفسها تهدم البيوت على ساكنيها فتزهق أرواح الأطفال والنساء والشيوخ، وقد قتلت في حرب غزة الأخيرة أكثر من 1400 شهيد ثلثاهم من المدنيين.
أميركا اليوم تعيش حالة انكسار وانحسار في أفغانستان، فهي مع الحكومة الأفغانية الموالية لها لا يسيطران فعلياً إلا على العاصمة الأفغانية كابل، وحتى مع إرسال المزيد من القوات فهي في مزيد من الخسارة لجنودها، وكما تشير الإحصائيات الدولية أن شهر يوليو الجاري يعتبر من أكثر الشهور خسارة في القوات البشرية للتحالف في أفغانستان، وبالنسبة لإسرائيل فالواقع يؤكد أنهم من مرحلة إلى أخرى يطردون من مناطق كانت تحت احتلالهم بسبب الضربات الموجعة التي توجهها لهم المقاومة الباسلة والتي أجبرتهم على الخروج من غزة، وقبل ذلك خروجهم المذل من الجنوب اللبناني.
لقد أصبحت أميركا في مأزق مع مقاتلي طالبان في الفترة الأخيرة وخاصة بعد تمكنهم من أسر جنديين أميركيين، وهو ما يدل على تطور العمليات النوعية التي يقوم به الأفغان، وأختها إسرائيل ما تزال تئن من أسر الحركة المجاهدة «حماس» للأسير الإسرائيلي شاليط، وهي تعيش تحت ضغط شعبي كبير يطالبها باتخاذ الاجراءات اللازمة والسريعة لإطلاق سراحه.
أود في النهاية أن أقدم نصيحة لهذين التوأمين السياميين ألا وهي أن يقرآ التاريخ العربي والإسلامي جيداً، لأنهما سيكتشفان أنه ما من محتل قدم إلى هذه البلاد إلا وخرج منها وهو يجر أذيال الهزيمة، وما الاحتلال السوفياتي لأفغانستان عنا ببعيد.
وأذكر الصهاينة خاصة بنصيحة عميدة مراسلي البيت الأبيض السابقة الأميركية ذات الأصول العربية هيلين توماس والتي طلب منها التعليق عن إسرائيل فقالت: أقول لهم اخرجوا من فلسطين فالأرض هي للذين يقبعون تحت الاحتلال، ولما سئلت إلى أين يذهبون (أي الصهاينة)؟ قالت: يجب عليهم العودة إلى ديارهم في بولندا وألمانيا، وأميركا، وأي مكان آخر.
عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
Alfadli-a@hotmail.com