فضل من الله


غادرنا بهدوء طالما كنا نستقبل صباحاتنا به ونتذكره كلما كنا نخجل من انفعالاتنا. هدوء يفتح الباب لحوار هادئ عقلاني مفيد. هدوء يعكس سماحة الطرح والتبشير والمجادلة والاقناع.
غادرنا الحكيم، المجد، المجتهد، العالم، العلامة. قامة قلما جاد الزمان بمثلها وشخصية جسدت روح الفلسفة الحقيقية للعالم الاسلامي الذي جمع بين عمق الفكرة وحضارية المشروع وعقلانية الطرح.
لم يكن سماحة السيد محمد حسين فضل الله، رحمه الله، مرجعية دينية فحسب، بل مرجعية وطنية لبنانية وتوحيدية عامة. نظر كثيرون الى الفتاوى التي كان يطلقها من منظور خاص، يؤيد ويعارض، يوافق ويستغرب... لكن قلة رأت فيها الصدمة المطلوبة للاجابة عن اسئلة الحاضر، وقلة اقل استوعبت ان مشروع سماحته، رحمه الله، كان مشروعا تصالحيا بين الدين والعصر بعدما اسس «علماء» كثيرون مشروعا تأزيميا بين الدين والعصر.
في كل منعطف أو أزمة أو حتى اشكالية فكرية كانت الانظار تتجه اليه. كان الاعتدال الذي يمثله هو المضاد الحيوي للتطرف، ومشروعه التوحيدي هو النقيض لكل مشاريع الفتنة والانقسام... كان ضرورة لحماية الفكر الاسلامي ومرتكزا لحوار حضاري مع الآخر.
رحمة الله عليك يا سماحة السيد. تعب قلبك مرارا قبل ان يتوقف عن الخفقان. شعرت بالنزيف الاسلامي والوطني والفكري قبل نزيف الجسد. كنت في قلب معركة الحوار مع الاوروبيين والاميركيين عن عدالة الدين وقدرته على ايجاد الاجابات لاسئلة العصر فيما كان المسلمون خلف عباءتك يظهرون ابشع انواع الظلمات والغرائز والتعصب والتطرف. لكنك كنت الاقدر على التصدي على كل الجبهات لوقف نزيف... لن نعرف بعدك من سيوقفه.
رحمة الله عليك يا سماحة السيد. عزاؤنا ان مشروعك المعتدل التوحيدي العصري استطاع حفر مكان ثابت في الفكر والضمير والوجدان... وهذا فضل الله علينا.
جاسم بودي
غادرنا الحكيم، المجد، المجتهد، العالم، العلامة. قامة قلما جاد الزمان بمثلها وشخصية جسدت روح الفلسفة الحقيقية للعالم الاسلامي الذي جمع بين عمق الفكرة وحضارية المشروع وعقلانية الطرح.
لم يكن سماحة السيد محمد حسين فضل الله، رحمه الله، مرجعية دينية فحسب، بل مرجعية وطنية لبنانية وتوحيدية عامة. نظر كثيرون الى الفتاوى التي كان يطلقها من منظور خاص، يؤيد ويعارض، يوافق ويستغرب... لكن قلة رأت فيها الصدمة المطلوبة للاجابة عن اسئلة الحاضر، وقلة اقل استوعبت ان مشروع سماحته، رحمه الله، كان مشروعا تصالحيا بين الدين والعصر بعدما اسس «علماء» كثيرون مشروعا تأزيميا بين الدين والعصر.
في كل منعطف أو أزمة أو حتى اشكالية فكرية كانت الانظار تتجه اليه. كان الاعتدال الذي يمثله هو المضاد الحيوي للتطرف، ومشروعه التوحيدي هو النقيض لكل مشاريع الفتنة والانقسام... كان ضرورة لحماية الفكر الاسلامي ومرتكزا لحوار حضاري مع الآخر.
رحمة الله عليك يا سماحة السيد. تعب قلبك مرارا قبل ان يتوقف عن الخفقان. شعرت بالنزيف الاسلامي والوطني والفكري قبل نزيف الجسد. كنت في قلب معركة الحوار مع الاوروبيين والاميركيين عن عدالة الدين وقدرته على ايجاد الاجابات لاسئلة العصر فيما كان المسلمون خلف عباءتك يظهرون ابشع انواع الظلمات والغرائز والتعصب والتطرف. لكنك كنت الاقدر على التصدي على كل الجبهات لوقف نزيف... لن نعرف بعدك من سيوقفه.
رحمة الله عليك يا سماحة السيد. عزاؤنا ان مشروعك المعتدل التوحيدي العصري استطاع حفر مكان ثابت في الفكر والضمير والوجدان... وهذا فضل الله علينا.
جاسم بودي