د. يعقوب أحمد الشراح / صدى الكلمة / الإرهاب... والمواد النووية

تصغير
تكبير
تزداد وتيرة الضغط الدولي خصوصا من أميركا وحلفائها بعد انضمام روسيا والصين لسياسة منع انتشار وصناعة الأسلحة النووية في العالم. دولة مثل إيران مصرة على تمكينها من السلاح النووي تماماً مثلما تريد كوريا الشمالية رغم أن الدولتين في حاجة ماسة إلى استثمار مواردهما المالية للتنمية، ورفع مستوى معيشة شعبيهما. ومع ان كوريا الشمالية تختلف عن إيران في نواح كثيرة، إلا ان الدولتين فتحتا الباب واسعا للمعارضة الدولية لأي نشاطات نووية تقومان بها تحت تأثير سوء النوايا وجلب الضرر الذي يشعر به المجتمع الدولي.

الحشد الدولي ضد إيران أدى إلى فتح الباب واسعاً لمعارضة السلاح النووي، خصوصا بعد تزايد النشاطات الإرهابية والتخوف من حصول الإرهابيين على الأسلحة النووية. فالأوروبيون ومعهم أميركا أصبحوا يتحدثون الآن عن علاقة الإرهاب بالسلاح النووي، وسهولة وقوع الأدوات النووية مثل اليورانيوم المخصب بأيدي الإرهابيين الذين لا يترددون عن استخدامه في صنع أسلحة بسيطة لكنها نووية وخطرة.

هناك دول تمتلك اليورانيوم عالي التخصيب مثل دولة تشيلي، ويعتقد ان هناك (50) دولة حصلت على يورانيوم تم التوزيع عليها ضمن ما يسمى برنامج (الذرة مقابل السلام)، لكن أصبحت هذه المادة تستخدم في مفاعلات مدنية لا تتمتع بحراسة سليمة. ومن السهل أن تتسرب هذه المواد للإرهابيين. ويقال ان إعادة جمع اليورانيوم بدأ بعد أن تمكنت «وكالة الأمن القومي الأميركي» وبالاتفاق مع روسيا على جمع نحو 2692 كغم من أصل 37 دولة.

إن وجود اليورانيوم لا يقتصر على أماكن محددة، وبالإمكان الوصول إلى اقتنائه، وبالتالي تهديد الدول الأوروبية وأميركا بسبب تزايد نشاطات الإرهابيين وإمكانية استخدامهم للمواد النووية التي يصعب السيطرة عليهم أو منعهم من ذلك لصعوبة معرفة أماكن نشاطات الإرهابيين وتحديد الجهات الضالعة بالدعمين المادي والبشري، وكذلك تعثر الإلمام باستراتيجية الإرهاب النووي.

لا شك أن الأزمة ستتسع في المستقبل نتيجة تنامي رغبة الدول في إنشاء محطات نووية للطاقة الكهربائية والتي تعتمد على وقود اليورانيوم المخصب الذي يسهل استخدامه للأغراض غير السلمية إذا أخطأت الهيئة الدولية الذرية في مجال رقابة المنشآت النووية بشكل كامل ودقيق. إلا ان الأهم في المسألة النووية الآن التخوف الدولي من استخدام المواد النووية لصنع أسلحة نووية خفيفة من الإرهابيين، لكنها أسلحة كما تراها أميركا وحلفاؤها تشكل خطرا كبيرا وضارا بمصالحهما وأمنهما القومي.



د. يعقوب أحمد الشراح

كاتب كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي